ما معنى قوله تعالى : (و مكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) ؟ حفظ
السائل : ما معنى قوله تعالى: (( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ))؟
الشيخ : معنى هذه الآية أن الملأ الذين كفروا بعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من بني إسرائيل أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه، فحضروا إليه فألقى الله تعالى شبهه على رجل منهم، ورفع عيسى إليه إلى السماء، فقتلوا هذا الرجل الذي ألقي شبه عيسى عليه وصلبوه وقالوا: (( إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ )) وقد أبطل الله دعواهم تلك في قوله: (( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ )) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم حين جاءوا إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ليقتلوه فألقى الله شبهه على رجل منهم فقتلوه وصلبوه وظنوا أنهم أدركوا مرامهم، فهذا من مكر الله تعالى بهم.
والمكر: هو الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر، وهو أعني المكر صفة مدح إذا كان واقعا موقعه وفي محله، ولهذا يذكره الله عز وجل واصفا نفسه به في مقابلة من يمكرون بالله وبرسله فهنا قال: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) فالمكر صفة مدح في محله، لأنه يدل على القوة وعلى العظمة وعلى الإحاطة بالخصم وعلى ضعف الخصم وعدم إدراكه ما يريده به خصمه، بخلاف الخيانة فإن الخيانة صفة ذم مطلقا، ولهذا لم يصف الله بها نفسه حتى في مقابلة من خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرادوا خيانتهم، وانظر إلى قول الله تعالى: (( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )) ولم يقل: فقد خانوا الله فخانهم بل قال: (( فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )).
وعلى هذا فلو قال قائل: هل يصح أن يوصف الله بالمكر؟ فالجواب أن وصف الله بالمكر على سبيل الإطلاق لا يجوز، وأما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابلة أولئك الذين يمكرون به وبرسله فإن هذا جائز، لأنه في هذه الحال يكون صفة كمال.
وبهذا يعلم أن ما يمكن من الصفات بالنسبة إلى الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام: قسم لا يجوز أن يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل: العجز والتعب والجهل والنسيان وما أشبهها، هذا لا يوصف الله به بكل حال.
وقسم يوصف الله به بكل حال: وهو ما كان صفة كمال مطلقا، ومع ذلك فإنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.
والقسم الثالث من الصفات: ما يوصف الله به في حال دون حال وهو ما كان كمالا في حال دون حال، فيوصف الله به حين يكون كمالا، ولا يوصف الله به حين يكون نقصا، وذلك مثل المكر والكيد والخداع والاستهزاء وما أشبه ذلك.
الشيخ : معنى هذه الآية أن الملأ الذين كفروا بعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من بني إسرائيل أرادوا أن يقتلوه ويصلبوه، فحضروا إليه فألقى الله تعالى شبهه على رجل منهم، ورفع عيسى إليه إلى السماء، فقتلوا هذا الرجل الذي ألقي شبه عيسى عليه وصلبوه وقالوا: (( إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ )) وقد أبطل الله دعواهم تلك في قوله: (( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ )) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم حين جاءوا إلى عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ليقتلوه فألقى الله شبهه على رجل منهم فقتلوه وصلبوه وظنوا أنهم أدركوا مرامهم، فهذا من مكر الله تعالى بهم.
والمكر: هو الإيقاع بالخصم من حيث لا يشعر، وهو أعني المكر صفة مدح إذا كان واقعا موقعه وفي محله، ولهذا يذكره الله عز وجل واصفا نفسه به في مقابلة من يمكرون بالله وبرسله فهنا قال: (( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )) فالمكر صفة مدح في محله، لأنه يدل على القوة وعلى العظمة وعلى الإحاطة بالخصم وعلى ضعف الخصم وعدم إدراكه ما يريده به خصمه، بخلاف الخيانة فإن الخيانة صفة ذم مطلقا، ولهذا لم يصف الله بها نفسه حتى في مقابلة من خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أرادوا خيانتهم، وانظر إلى قول الله تعالى: (( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ )) ولم يقل: فقد خانوا الله فخانهم بل قال: (( فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )).
وعلى هذا فلو قال قائل: هل يصح أن يوصف الله بالمكر؟ فالجواب أن وصف الله بالمكر على سبيل الإطلاق لا يجوز، وأما وصف الله بالمكر في موضعه في مقابلة أولئك الذين يمكرون به وبرسله فإن هذا جائز، لأنه في هذه الحال يكون صفة كمال.
وبهذا يعلم أن ما يمكن من الصفات بالنسبة إلى الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام: قسم لا يجوز أن يوصف الله به مطلقا كصفات النقص والعيب مثل: العجز والتعب والجهل والنسيان وما أشبهها، هذا لا يوصف الله به بكل حال.
وقسم يوصف الله به بكل حال: وهو ما كان صفة كمال مطلقا، ومع ذلك فإنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه.
والقسم الثالث من الصفات: ما يوصف الله به في حال دون حال وهو ما كان كمالا في حال دون حال، فيوصف الله به حين يكون كمالا، ولا يوصف الله به حين يكون نقصا، وذلك مثل المكر والكيد والخداع والاستهزاء وما أشبه ذلك.