كنت في شبابي أعمل أعمالا لا ترضي الله والآن تبت فماذا أفعل لأكسب رضا الله وما هي شروط التوبة الخالصة ؟ حفظ
السائل : لقد كنت في شبابي أعمل أعمالاً لا يرضاها الله، والآن أنا تبت فماذا أفعل لأكسب رضا الله، وما هي شروط التوبة الخالصة، أفيدوني بارك الله فيكم؟
الشيخ : ما دمت ذكرت أنك تبت من هذه الأعمال التي كنت تعملها في حال صغرك وهي لا ترضي الله ورسوله، أقول: ما دمت قد تبت من هذه العمال التي ذكرت فأبشر بأن التوبة تجب ما قبلها قال الله تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( التوبة تهدم ما قبلها ).
والتوبة النصوح هي التي جمعت شروطا خمسة: الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل الإنسان عليها رياء ولا سمعة ولا مداراة لأحد ولا مداهنة في دين الله، وإنما يتوب إلى الله تعالى وحده خالصا من قلبه، فإن فقد هذا الشرط لم تقبل التوبة، لأن جميع الأعمال الصالحة من شروطها الأساسية أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني: أن يندم على ما مضى من فعله بحيث يتأسف ويحزن لما حصل منه فإن هذا دليل على صحة توبته وانكسار قلبه أمام الله عز وجل وأنه حقيقة راجع إلى الله.
الشرط الثالث: أن يقلع عن ذنبه إن كان متلبسا به، فإذا كانت توبته من حق آدمي فلا بد أن يؤدي هذا الحق إلى صاحبه كما لو كان قد ظلم أحدا من الناس بأخذ ماله بسرقة أو غش أو غير ذلك فإنه لا تصح التوبة حتى يؤدي ذلك الحق إلى صاحبه، وكذلك لو كان قد ظلمه بغيبة بحيث يتكلم في عرضه أمام الناس، فإنها لا تصح توبته حتى يستحله من تلك الغيبة، إلا أنه إذا كان لم يعلم أنه قد اغتابه فإن من أهل العلم من يقول في هذه الحال: لا يحتاج إلى أن يستحله، بل يثني عليه في الأماكن التي كان يغتابه فيها بما هو موصوف به من صفات المدح، ويستغفر الله له، ويغني ذلك عن استحلاله، وإذا كانت التوبة من حق من حقوق الله، مثل: أن يكون عليه واجب لله تعالى كزكاة أو كفارة فإن التوبة من ذلك أن يبادر بفعل هذا الشيء الذي وجب عليه لله.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل، فإن تاب ولكن من نيته أنه إذا حصلت له الفرصة عاد إلى الذنب فإن التوبة هنا ليست بصحيحة، لأنها ليست رجوعا حقا إلى الله سبحانه وتعالى.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في أوانها أي في الوقت الذي تقبل فيه، فإن لم تكن في أوانها فإنها لا تقبل، والوقت الذي تنقطع به التوبة ولا تقبل نوعان: وقت عام ووقت خاص، فالوقت العام هو طلوع الشمس من مغربها، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها لم تقبل توبة تائب، لقول الله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) والمراد ببعض الآيات هنا طلوع الشمس من مغربها فإنه لا توبة بعده.
وأما الخاص فهو حضور الأجل، فمن حضر أجله فإن توبته لا تقبل لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ))، فمن لم يتب إلا بعد معاينة الموت وغرغرته بروحه فإنها لا تقبل توبته.
فإذا تحققت هذه الشروط الخمسة صارت التوبة نصوحا مقبولة، وإذا قبلها الله عز وجل فإنها تعم كل ذنب تاب منه.
واختلف أهل العلم رحمهم الله: هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟ فقال بعضهم: إن التوبة لا تصح من ذنب مع الإصرار على غيره، مثل: أن يتوب الإنسان من شرب الدخان مثلا، لكنه مصر على حلق لحيته، فقال بعض أهل العلم: إن توبته من شرب الدخان لا تقبل، لأنه مصر على معصية الله في حلق لحيته.
وقال بعض أهل العلم: إنها تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، وهذا القول هو الراجح، ولكن من تاب من ذنب مع الإصرار على غيره لا يستحق الوصف المطلق للتائب، فلا يدخل في التوابين توبة مطلقة، ولا يستحق المدح الذي يمدح به التوابون، وإنما يمدح مدحا خاصا مقيدا بتوبته من هذا الذنب المعين.
السائل : شكر الله لكم.
الشيخ : ما دمت ذكرت أنك تبت من هذه الأعمال التي كنت تعملها في حال صغرك وهي لا ترضي الله ورسوله، أقول: ما دمت قد تبت من هذه العمال التي ذكرت فأبشر بأن التوبة تجب ما قبلها قال الله تعالى: (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( التوبة تهدم ما قبلها ).
والتوبة النصوح هي التي جمعت شروطا خمسة: الشرط الأول: أن تكون خالصة لله بأن لا يحمل الإنسان عليها رياء ولا سمعة ولا مداراة لأحد ولا مداهنة في دين الله، وإنما يتوب إلى الله تعالى وحده خالصا من قلبه، فإن فقد هذا الشرط لم تقبل التوبة، لأن جميع الأعمال الصالحة من شروطها الأساسية أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى.
الشرط الثاني: أن يندم على ما مضى من فعله بحيث يتأسف ويحزن لما حصل منه فإن هذا دليل على صحة توبته وانكسار قلبه أمام الله عز وجل وأنه حقيقة راجع إلى الله.
الشرط الثالث: أن يقلع عن ذنبه إن كان متلبسا به، فإذا كانت توبته من حق آدمي فلا بد أن يؤدي هذا الحق إلى صاحبه كما لو كان قد ظلم أحدا من الناس بأخذ ماله بسرقة أو غش أو غير ذلك فإنه لا تصح التوبة حتى يؤدي ذلك الحق إلى صاحبه، وكذلك لو كان قد ظلمه بغيبة بحيث يتكلم في عرضه أمام الناس، فإنها لا تصح توبته حتى يستحله من تلك الغيبة، إلا أنه إذا كان لم يعلم أنه قد اغتابه فإن من أهل العلم من يقول في هذه الحال: لا يحتاج إلى أن يستحله، بل يثني عليه في الأماكن التي كان يغتابه فيها بما هو موصوف به من صفات المدح، ويستغفر الله له، ويغني ذلك عن استحلاله، وإذا كانت التوبة من حق من حقوق الله، مثل: أن يكون عليه واجب لله تعالى كزكاة أو كفارة فإن التوبة من ذلك أن يبادر بفعل هذا الشيء الذي وجب عليه لله.
الشرط الرابع: أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل، فإن تاب ولكن من نيته أنه إذا حصلت له الفرصة عاد إلى الذنب فإن التوبة هنا ليست بصحيحة، لأنها ليست رجوعا حقا إلى الله سبحانه وتعالى.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في أوانها أي في الوقت الذي تقبل فيه، فإن لم تكن في أوانها فإنها لا تقبل، والوقت الذي تنقطع به التوبة ولا تقبل نوعان: وقت عام ووقت خاص، فالوقت العام هو طلوع الشمس من مغربها، فإن الشمس إذا طلعت من مغربها لم تقبل توبة تائب، لقول الله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) والمراد ببعض الآيات هنا طلوع الشمس من مغربها فإنه لا توبة بعده.
وأما الخاص فهو حضور الأجل، فمن حضر أجله فإن توبته لا تقبل لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ))، فمن لم يتب إلا بعد معاينة الموت وغرغرته بروحه فإنها لا تقبل توبته.
فإذا تحققت هذه الشروط الخمسة صارت التوبة نصوحا مقبولة، وإذا قبلها الله عز وجل فإنها تعم كل ذنب تاب منه.
واختلف أهل العلم رحمهم الله: هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟ فقال بعضهم: إن التوبة لا تصح من ذنب مع الإصرار على غيره، مثل: أن يتوب الإنسان من شرب الدخان مثلا، لكنه مصر على حلق لحيته، فقال بعض أهل العلم: إن توبته من شرب الدخان لا تقبل، لأنه مصر على معصية الله في حلق لحيته.
وقال بعض أهل العلم: إنها تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره، وهذا القول هو الراجح، ولكن من تاب من ذنب مع الإصرار على غيره لا يستحق الوصف المطلق للتائب، فلا يدخل في التوابين توبة مطلقة، ولا يستحق المدح الذي يمدح به التوابون، وإنما يمدح مدحا خاصا مقيدا بتوبته من هذا الذنب المعين.
السائل : شكر الله لكم.