سافرت من بلدي وبيني وبين زوجتي مشاكل ولكن في نيتي أن أطلقها وبالفعل كتبت توكيلا لأحد أقاربي بطلاقها ولكني لم أرسله وبعد سنتين رجعت إلى بلدي، فهل تطلق مني زوجتي ؟ حفظ
السائل : سافرت من بلدتي إلى العراق وبيني وبين زوجتي سوء تفاهم وغضب تركت على إثره المنزل إلى بيت أهلها، وذهبت أنا إلى العراق وعند وجودي في العراق كان في نيتي طلاقها، وفعلاً قمت بعمل توكيل لأحد أقاربي بطلاقها ولكن بعد تفكير وتردد في إرسال التوكيل وبعد مضي سنتين من البعد هل تصبح هذه الزوجة مطلقة بعد عودتي حيث كان في نيتي أن أطلقها، ثانيا هل بعد عودتي إلى مصر وأردت الرجوع إليها أن أطلقها أولا ثم أردها أم أن النية في هذه الحالة لا تصح في حكم التنفيذ، لأنني وقتها كنت غضبان منها، أفيدوني بذلك بارك الله فيكم؟
الشيخ : ينبغي للإنسان أن يتعقل عند كل تصرف يريد أن يتصرف فيه لا سيما في مثل هذا الأمر الخطير وهو طلاق زوجته، فلا يقدم على شيء إلا وقد تأمل نتائجه ونظر ماذا يحصل فيما لو أمضى هذا التصرف، والسائل ذكر أنه عزم على أن يوكل أحدا في طلاق زوجته ومثل هذه العزيمة والنية ولو كانت أكيدة لا يحصل بها الطلاق، لأن الطلاق لا يحصل إلا بعد التلفظ به من الزوج أو من وكيله، وحسب سؤال السائل لم يحصل التلفظ لا منه ولا ممن أراد أن يوكله، وعلى هذا فالزوجة في عصمته لا تزال باقية ولا يحتاج أن يطلقها إذا رجع إلى مصر لأن سبب الطلاق الذي هو سوء التفاهم أو الغضب الذي حصل منه قد زال فلا حاجة، لأن يطلقها بل هي في عصمته، وهكذا كل إنسان نوى أن يطلق زوجته ولم يحصل منه تلفظ بذلك ولا كتابة فإن زوجته لا تطلق.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ.