تذكير الشيخ بالإعتناء بتسوية الصفوف وعدم الصلاة في السواري . حفظ
الشيخ : إذا سمسحت قليلا بدي أذكر بشيء قالى تعالى (( و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) و إن من أهم ما يجب التذكير به إنما هو ما ابتلي به جماهير الناس بجهله أو على الأقل بالغفلة عنه الذي ينبغي الإعتناء بالتذكير به قبل كل شيء إنما هو ما كان مجهولا عند جماهير الناس أو كانوا غافلين عنه إن أكثر المساجد القديمة بنيت يوم بنيت و الهندسة المعمارية لم تكن قد ساعدتهم على بناء مسجد دون أعمدة و دون سواري و لذلك فلا يكاد مسجد يخلوا من أن يكون فيه عديد من الأعمدة و السواري و هذه الأعمدة يوم بنيت بنيت دون تخطيط من مهندس فقيه بالإسلام أو على الأقل أن يتعاون مع عالم من العلماء لأن الحقيقة أن العلوم التي أشرنا إليها في الكلمة السابقة و هي العلوم الكفائية لا يستطيع أن ينوء أو أن ينهض بها فرد من أفراد العلماء و إنما يقوم كل فرد منهم بفرض من هذه الفروض الكفائية و لكن لا تفيدهم هذه الفروض إلا إذا كانوا متعاونين كما قال رب العالمين (( و تعاونوا على البر و التقوى )) كان ينبغي حين تبنى المساجد أن يستعين المهندسون بآرائنا في بناء المسجد خلينا نسميه المسجد السني أو السلفي فيه شخص سلفي و فيه مسجد سلفي أيضا أي على السنة على ما جاء في أحاديث التي نقلتها الصحابة إلينا إن من الأحاديث العجبية الغريبة التي أهمل تطبيقها حتى اليوم مع أن ذلك من الميسور و ليس من تقدموا يا أخواننا تقدموا ما استطعتم كما يقولون تزاحموا تراحموا أعني ينبغي أن يكون هناك في كل مسجد باب يسمى بباب النساء أي لا يدخله إلا النساء كما أن الباب الخاص بالرجال أو الأبواب الخاصة بالرجال لا ينبغي للنساء أن يدخلن المسجد من باب من تلك الأبواب ذلك مأخوذ من حديث رواه أبو داود في سننه من طريق نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال نافع عن بن عمر أنه دخل مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم يوما إلى المسجد المسجد النبوي فقال عليه الصلاة و السلام ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) قال نافع عن مولاه بن عمر فما دخل بن عمر بعد ذلك المسجد من هذا الباب إطلاقا لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال ( لو تركنا هذا الباب للنساء ) و تعلمون اليوم من ذهب منكم في حج أو عمرة إلى المسجد النبوي فهناك باب اسمه باب النساء هذا متوارث خلفا عن سلف و إني لأذكر جيدا أنه كان أتيح لي الذهاب إلى مصر و زرت بعض البلاد هناك لعلها سهاج أو غيرها و الله نسيت اسمها فأخذني بعض أصحابي هناك إلى مسجد يبنى جديدا هنا سيكون الميضة و هنا سيكون المرحاض و هناك كذا باب قلت لهم و أين باب النساء ؟ قالوا جزاك الله خير فوضعوا مكانا يتخذ منه باب للنساء هذا أمر سهل مع ذلك فالناس في غفلة لكن الشيء الصعب الذي كان لا يمكن تحقيقه إلا في هذا الزمان أن يبنى مسجد مهما كان كبيرا واسعا دون أعمدة لأن هذه الأعمدة تكون سببا لتعريض صلاة المصلين لا أقول للبطلان و الفساد و إنما على الأقل للنقص من الثواب ذلك لأنه قد جاء عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حديثان اثنان أحدهما من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال ( كنا نطرد عن الصف بين السواري طردا ) في عهد النبي صلى الله عليه و آله و سلم و الحديث الآخر ( لا تصفوا بين السواري لا تصفوا بين السواري ) الذي أوحى إلي بهذه الكلمة أننا دخلنا المسجد فوجدنا صفا بين الأعمدة الضخمة و كدت أتورط أن أصلي في صف منقطع لأنني ألاحظ لعل هناك صف لما يكتمل بعد فوجدت فراغا فهممت أن أسده و إذا هو صف منقطع بسبب السواري فهذه واحدة ينبغي ملاحظتها ( لا تصفوا بين السواري ) هذا ليس كلامي و إنما كلام نبيكم صلى الله عليه و آله و سلم و فعله و أمره كانوا يطردون عن الصف بين السواري طردا في عهد النبي صلى الله عليه و آله وسلم الشيء الثاني أنني تأخرت لأصف في صف غير منقطع فوجدته و الحمد لله لكن الشيء الذي لفت نظري أن هذا الصف الذي تحاشى الإصطفاف بين السواري وقع في مخالفة أخرى و السبب هو الغفلة أو الجهل بالسنة أي كان هذا الصف بعيدا جدا عن الصف الذي بين يديه و هو الذي يتخلله الأعمدة و السواري ما هو السبب ؟ السبب هذه البدعة التي ابتليت بها المساجد هذا الزمان و هي الخطوط التي تمد في المساجد بعضها خط بالحبر بعضها أسلاك إلى آخره كثير من الناس يتوهمون و الكلام كما يقال ذو شجون كلام يجر بعضه بعضا يتوهمون أن مد هذه الخطوط هو من الأمور المشروعة ذلك لأن الناس يسوون الصفوف عليها و هذا في الواقع فيه بحث أصولي علمي هام جدا و هو هناك قاعدتان إحداهما منصوص عليها في كلام الرسول عليه الصلاة و السلام و هو قوله ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) و لا أريد الخوض في هذا الحديث و موقف كثير من العلماء المعاصرين اليوم تجاه هذا الحديث حيث أنهم عطلوا عمومه و ضربوا الحديث في صدره فقالوا ليس كل بدعة ضلالة هذه مشاقة لله و للرسول و المعاكسة له رسول اله يقول ( كل بدعة ضلالة ) هؤلاء الناس يقولون لا ليس كل بدعة ضلالة لا أريد الخوض هنا يكفيكم هذه القاعدة العامة من كلام المعصوم عليه الصلاة و السلام لكن أريد أن أذكر بقاعدة أخرى أخذت من أدلة الكتاب و السنة أخذا و استنباطا و ليس عليها نص صريح كما هو الشأن في القاعدة الأولى و هي القاعدة التي تسمى " بسد الذرائع " قاعدة " سد الذرائع " و مثلها ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب هنا نقف الآن كثير من الناس يظن أن مد هذه الخيوط في المساجد هو من باب المصالح المرسلة من باب المصالح المرسلة التي منها ما ذكرنا ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب فهل قاعدة المصالح المرسلة و هي صحيحة و لا شك لكن هل هي على إطلاقها ؟ هنا البحث و أرجوا أن أختصره ما استطعت هذه القاعدة يجب الأخذ بها و تطبيقها في أوسع معانيها بشرط واحد أن لا تخالف السنة و السنة كما تعلمون ثلاثة أقسام قول و فعل و تقرير و لا شك و لا ريب أن إخواننا الحاضرين جميعا يعلمون أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كان لا يكبر في الصلاة إماما بالناس إلا بعد أن يأمر بتسوية الصفوف و أن يقول لزيد تقدم و آخر تأخر إلى آخره حتى كان يسوي الصفوف كما تسوى القداح تبع الرماح و كان عليه السلام يشدد جدا و يؤكد الأمر بتسوية الصفوف حتى كان يقول ( لا تسوون صفوفكم أو لا يخالفن الله بين وجوهكم ) فإذا رسول الله كان يعنى بالأمر بتسوية الصفوف و يقول تقدم و تأخر ترى هل كان من الممكن مد خيط من خيطان النخيل يومئذ ؟ و ما أكثره كان يمكنه عليه السلام أن يفعل ذلك أم لا ؟ الجواب بداهة إذا هل فعل الرسول ذلك ؟ الجواب لا ، إذا هل يجوز نفعل نحن ذلك ؟ الجواب لا لماذا لأنه ما كان المقتضي قائما لإحداث أمر في عهد الرسول و لم يفعله فإحداثنا مع وجود المقتضي في ذلك الزمان و عدم إيجاده إياه هو من البدعة الداخلة في عموم قوله عليه السلام السابق الذكر ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) إذا لا يجوز الإغترار بهذه المحدثة و البدعة التي شاعت اليوم في مساجد المسلمين و سبب شيوعها هو أحد شيئين و أحلاهما مر غفلة العلماء عن الفقه الصحيح المستقى من الكتاب و السنة أو مع عدم غفلتهم هم لا يعنون بتعليم إخوانهم المسلمين لذلك نشأت هذه البدعة و عمّت المساجد ثم مشكلة أخرى اللذين يخطون هذه الخطوط أيضا ليسوا بعلماء و هنا الشاهد الآن في البحث تجد خطا لو وقف عنده مصلي ينطح العمود برأسه يا جماعة لماذا خططوا هذا الخط ؟ تأخروا به قليلا حتى يتمكن المصلون أن يسجدوا لربهم كما ينبغي لهم السجود ما في مجال إذا هذا الخط لماذا ؟ ذهب ذلك الخط سدى و ضاع ذلك المكان سدى ماذا نشأ ؟ جعل خط الثاني بينهم ورائه و هذا الذي شاهدته هذه الليلة فوقف الناس لما دخلنا نحن كان الصف يكاد يمتلأ ممكن إدخال صف ثاني بين العمود و بين هذا الصف لكن الخطأ من أين نشأ ؟ من الذين خطوا هذه الخطوط دون تفكير و دون وعي فلما انضممت إلى الصف وجدت بيني و بين السارية مسافة بعيدة هل هنا مخالفة للشريعة ؟ نقول نعم قال عليه الصلاة و السلام ( قاربوا بين الصفوف ) هنا صار فيه مباعدة بين الصفوف إذا كان ينبغي أن يكون هناك الصف الخط الأول الذي إذا وقف المصلي لا يستطيع أن يسجد وراء السارية يتأخر خط مقدار شبرين فيقف في الصف و بالتالي الصف الثاني وراءه و هكذا إذا بدعة جرت بدعة كثير و كثير جدا هذه البدعة هي الخطوط المنتشرة اليوم في المساجد هذه ما ينبغي أن تكون لماذا لأن الناس يتواكلون عليها في تسوية الصفوف و خذوا المثال الآن في هذه السنة التي شاعت بفضل الله عز و جل في هذه السنين المتأخرة في كثير من البلاد في الأردن و قد كانت أميتت من قبل هي سنة إقامة صلاة العيدين في المصلى في المصلى أرض عادية و ليس هناك خطوط ممدودة فتجد الصفوف من أسوء ما ترى من صفوف ذلك لأن الناس ما بصفوا إلا على الخيط هنا ما فيه خيط فإذا شيء طالع و شيء فايت و شيء منظر من أفسد المناظر ما الذي أدى إلى عدم الإهتمام بتسوية الصفوف هذه الخطوط التي تمد في المساجد و تخالف سنة الرسول عليه السلام القولية و الفعلية ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلام ) تقدم تأخر إلى آهره استراحت أئمة المساجد من القيام بهذا الواجب أراحهم من ذلك هذا الخيط و لذلك فأنا أذكر بهذا الذي أنا شاهدته هذا الخط الذي هو قريب من العمود يجب أن يأخر قليلا حتى يتمكن من وقف وراء العمود من السجود و حتى ما يكون الصف الذي لا يريد أن يصف بين السواري بعيدا عن الصف الذي بين يديه ثم هذا الصف الذي بين السواري لماذا ؟ فليكن الصف أمام السواري فهذه السارية مثلا قد يكون الصف أي القبلة يكون الخيط هنا ما يقفون هنا و المسألة سهلة جدا و لكنها تحتاج إلى مذكر و ها أنا قد ذكرتكم و ليبلغ الشاهد الغايب نعم تفضل
السائل : يا شيخ بعض الأسئلة بارك الله فيك
السائل : يا شيخ بعض الأسئلة بارك الله فيك