ما صحة حديث : ( لا غيبة لفاسق ) وحديث ( أنتم شرقي النهر وهم غربيُّه ) ؟ حفظ
السائل : يقول مدى صحة حديث ( لا غيبة لفاسق ) و الحديث الثاني ( أنتم شرقي النهر و هم غربيه ) أظن في قتال اليهود
الشيخ : كل من الحديثين لا يصح لكن لابد من شيء من التفصيل " لا غيبة لفاسق " كجملة تروى عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلم تصح نسبته نسبتها إليه و معنى هذا أنه لا يجوز لمسلم أن يقول قال رسول الله " لا غيبة لفاسق " لماذا لأنه عليه السلام قال ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) أي هنا أيضا تأتي إبطال قاعدة الغاية تبرر الوسيلة إذا كان هناك جملة معناها صحيح فذلك لا يسوغ أن ننسب هذه الجملة إلى الرسول ولو كان معناها صحيحا في واقع نفسه لأننا لا ننسب المعنى إلى الرسول ننسب اللفظ إلى الرسول و حينئذ وقعنا في مخالفة قول الرسول ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) فهل معنى هذا الحديث " لا غيبة لفاسق " صحيح الجواب نعم معنى هذا الحديث الذي لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم معناه صحيح و هناك أدلة كثيرة حسبنا منها حديث واحد هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن رجلا استأذن للدخول على النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقال عليه الصلاة و السلام و هو في داره و المستأذن خارج الدار ( إيذنوا له بئس أخ العشيرة هو ) هذه غيبة أو لا غيبة لأن الغيبة كما تعلمون كما جاء في صحيح مسلم ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) فإذا هذا الحديث وصف فيه الرسول المستأذن ( بئس أخ العشيرة هو ) فلما دخل الرجل إستقبله الرسول عليه السلام و هش إليه و بش و جلس معه ما شاء الله أن يجلس و لما خرج قالت عائشة و عائشة رضي الله عنها من نوادر النساء الكيسات العاقلات الدينات الحريصات على تتبع كلمات الرسول عليه السلام حرفا حرفا و لذلك كانت أعلم نساء الرسول صلى الله عليه و سلم بل كانت أعلم من كثير من أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و حق لها ذلك فهي أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كما جاء التصريح بذلك من كلامه عليه السلام فلما خرج الرجل الذي قال فيه الرسول ( بئس أخ العشيرة هو ) قالت يا رسول الله لما إستأذن الرجل قلت ( بئس أخ العشيرة هو ) ثم لما دخل هششت إليه و بششت قال ( يا عائشة إن شر الناس عند الله يوم القيامة من يتقيهم الناس مخافة شرهم ) يقول شراح الحديث في تأويل و تفسير هذا الحديث هذا الرجل كان رئيس قبيلة ( بئس أخ العشيرة ) كان رئيس عشيرة و كان في هذه العشيرة بعض المؤمنين به عليه السلام و ضعفاء المسلمين و كان هذا رأسا عليهم و لذلك داراه الرسول صلى الله عليه و سلم و لكنه لم يسعه إلا أن يبين حقيقة أمره للناس فقال ( بئس أخ العشيرة هو ) فهو لما دخل إليه داراه و سايسه لكنه لم يسعه إلا أن يكشف عنه بمثل هذه الكلمة التي تلقتها السيدة عائشة عنه و من طريقها وصلتنا بعد أربعة عشر قرنا قوله عليه السلام ( بئس أخ العشيرة هو ) إذا " لا غيبة لفاسق " هذا معنى صحيح لأن الرسول إستغاب هذا الفاسق و من هنا قال العلماء أن الغيبة أصلها التحريم يدخلها مستثنيات وهذا شيء مهم جدا ومن أهميته أن من جهل هذه المستثنيات و تمسك بالقاعدة العامة ضل ضلالا بعيدا و فسد المجتمع بسبب جهله بهذه المستثنيات جمعوها في بيتين من الشعر فقال قائلهم " القدح ليس بغيبة في ستة *** متظلم و معرف و محذر
و مجاهر فسقا و مستفت و من *** طلب الإعانة في إزالة منكر "
هذه الحقيقة تحتلج إلى محاضرة و إنما الشاهد أن حديث " لا غيبة لفاسق " ضعيف المبنى صحيح المعنى أظن هذا الكلام الملخص يفهم من الكلام السابق شرحه
السائل : جزاك الله خير
الشيخ : أما أما حديث " أنتم شرقي النهر و هم غربيه " فهذا ضعيف الإسناد لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم لكن يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم و غيره أن المسلمين ( لا تقام الساعة حتى تقاتلوا اليهود و حتى ينصركم الله عز و جل عليهم حتى ينطق الشجر و الحجر فيقول الشجر و الحجر يا مسلم هذا يهودي خلفي فاقتله إلا شجر الغرقد ) هذا حديث صحيح أما القسمة الواقعية اليوم التي يحدث عنها الحديث الضعيف فالله أعلم قد تتغير الأمور و الأحوال و يطرد اليهود من فلسطين لكن مش منا نحن نحن المسلمين اليوم الذين تكالبنا على الدنيا لابد أن يكون جيل آخر غير هذا الجيل أنا أعتقد أن اليهود لا استقرار لهم في فلسطين لا أقول هذا تفائلا بل أقول هذا تفقها في أحاديث كثيرة و كثيرة جدا من هذا الحديث هذه المقاتلة ستقع في فلسطين و سينصر الله المسلمين على اليهود هذا من جهة و من جهة أخرى أننا نشاهد في بعض الأحاديث الصحيحة أنه حينما يخرج الدجال يخرج من نحو إيران من نحو خراسان و معه 70 ألف من اليهود عليهم الطيالسة فيأتون إلى فلسطين و عيسى عليه السلام في بيت المقدس فيحاصره الدجال و معه أولئك اليهود و يخرج عيسى و يرميه بحربة فيقتله و يذوب الدجال كما يذوب الملح في الماء معناه دخول عيسى و محاصرة الدجال له في بيت المقدس ليس هناك يهود يومئذ و لذلك لا تيئسوا من روح الله (( إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون )) و لكن علينا أن نعد العدة الواجب علينا كل بحسب إستطاعته لكي نتمكن يوما ما قريبا كان هذا أم بعيدا هذا بيد الله تبارك و تعالى من طرد اليهود و إخراجهم من بلاد الإسلام كلها و أسأل أن يكون ذلك قريبا و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك . الآن أودعكم و السلام عليكم