كيف نوفق بين الآيتين الكريمتين من سورة هود (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )) وفي سورة الإسراء (( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء ...)) الآية ؟ حفظ
السائل : يسأل عن التوفيق بين الأيتين الكريمتين من سورة هود أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ )) ، الأية الأخرى في سورة الإسراء: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ )) الأية؟
الشيخ : الجمع بين الأيتين هو أن نقول إن ءاية هود مقيّدة بأية الإسراء فقوله تعالى: (( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا )) أي إذا شئنا فتكون الأية هذه مقيّدة بقوله تعالى: (( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) وحينئذ ليس بين الأيتين تعارض وإني بالمناسبة أقول إن كل نصين صحيحين لا يُمكن التعارض بينهما فالنصان من كتاب الله لا يُمكن التعارض بينهما والنصان من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام الثابت عنه لا يُمكن التعارض بينهما فإن وقع ما يوهم التعارض فإما أن يكون الرجل الذي ظن التعارض واهما وإما أن يكون جاهلا، إما أن يكون واهما حيث ظن حسب فهمه أن بينهما تعارضا وليس بينهما تعارض أو يكون جاهلا بحيث يكون بينهما تعارض لكن كان هناك تخصيص أو تقييد لا يفهمه هو أو لا يعلمه فيكون بذلك جاهلا، أما أن يقع التعارض حقيقة بين نصين من كتاب الله أو نصين من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت عنه فهذا أمر لا يُمكن أبدا لأن كلام الله كله حق وكلام النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه كله حق والحقان لا يُمكن أن يتعارضا لأن فرض تعارضهما معناه بل لأن فرض تعارضهما يستلزم أن يكون أحدهما حقا والثاني باطلا وهذا ممتنع في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ فإذا ظننت التعارض بين نصين فعليك أن تتدبّر النصين فإن ظهر لك الجمع فذاك وإلا فاسأل أهل العلم لقوله تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) فإن لم يتيسر لك ذلك فعليك أن تتوقف وأن تقول: (( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) فإن هذا هو شأن الراسخين في العلم قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )) . نعم.
السائل : أثابكم الله يا شيخ محمد. المستمع أيضا محمد من أثيوبيا يقول.
الشيخ : الجمع بين الأيتين هو أن نقول إن ءاية هود مقيّدة بأية الإسراء فقوله تعالى: (( نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا )) أي إذا شئنا فتكون الأية هذه مقيّدة بقوله تعالى: (( عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )) وحينئذ ليس بين الأيتين تعارض وإني بالمناسبة أقول إن كل نصين صحيحين لا يُمكن التعارض بينهما فالنصان من كتاب الله لا يُمكن التعارض بينهما والنصان من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام الثابت عنه لا يُمكن التعارض بينهما فإن وقع ما يوهم التعارض فإما أن يكون الرجل الذي ظن التعارض واهما وإما أن يكون جاهلا، إما أن يكون واهما حيث ظن حسب فهمه أن بينهما تعارضا وليس بينهما تعارض أو يكون جاهلا بحيث يكون بينهما تعارض لكن كان هناك تخصيص أو تقييد لا يفهمه هو أو لا يعلمه فيكون بذلك جاهلا، أما أن يقع التعارض حقيقة بين نصين من كتاب الله أو نصين من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت عنه فهذا أمر لا يُمكن أبدا لأن كلام الله كله حق وكلام النبي صلى الله عليه وسلم الثابت عنه كله حق والحقان لا يُمكن أن يتعارضا لأن فرض تعارضهما معناه بل لأن فرض تعارضهما يستلزم أن يكون أحدهما حقا والثاني باطلا وهذا ممتنع في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وحينئذ فإذا ظننت التعارض بين نصين فعليك أن تتدبّر النصين فإن ظهر لك الجمع فذاك وإلا فاسأل أهل العلم لقوله تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) فإن لم يتيسر لك ذلك فعليك أن تتوقف وأن تقول: (( سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) فإن هذا هو شأن الراسخين في العلم قال الله تعالى: (( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا )) . نعم.
السائل : أثابكم الله يا شيخ محمد. المستمع أيضا محمد من أثيوبيا يقول.