يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم .؟ حفظ
السائل : ما حكم قول: " صدق الله العظيم " عند نهاية كل قراءة من القرأن الكريم؟
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبيّن ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين، أحدهما الإخلاص لله عز وجل والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم عليه.
الشيخ : أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدار الأخرة فلا يقصد جاها ولا مالا ولا رئاسة ولا أن يُمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الأخرة فقط.
وأما الشرط الثاني فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) ولقوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) ولقوله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) فهذه النصوص من القرأن والسنّة تدل على أنه لا بد لكل عمل يتقرّب به الإنسان إلى الله عز وجل من أن يكون مبنيا على الإخلاص لله موافقا لشريعة الله عز وجل.
ولا تتحقق الموافقة والمتابعة إلا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها وزمانها ومكانها فمن تعبّد لله تعالى عبادة معلّقة بسبب لم يجعله الشرع سببا لها فإن عبادته لم تكن موافقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ) .
وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول: إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته صدق الله العظيم لا شك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرّب الإنسان لله بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سببا لقول العبد صدق الله العظيم؟ إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا أي أن الشرع لم يجعل انتهاء القارئ من قراءته سببا لأن يقول " صدق الله العظيم " فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( اقرأ ) قال: يا رسول الله! كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) فقرأ حتى بلغ قوله تعالى: (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( حسبك ) ولم يقل عبد الله بن مسعود " صدق الله العظيم " ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
وهكذا أيضا قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم حتى ختمها ولم يقل " صدق الله العظيم " وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحد منهم عند انتهاء قراءة الصلاة قبل الركوع " صدق الله العظيم " فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها، فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول " صدق الله العظيم " وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا القول يكون غير مشروع.
قد يقول قائل: أليس الله تعالى قد قال: (( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )) فنقول: بلى إن الله تعالى قال: (( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )) ونحن نقول: صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك صدق الله؟ الجواب: لا وإذا كان كذلك فإننا نقول: صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبّد لله تعالى بشيء معلقا بسبب لم يجعله الشارع سببا له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في عبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها وزمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي للقارئ إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم وعظم الله مثوبتكم. أيضا.
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين، قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبيّن ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين، أحدهما الإخلاص لله عز وجل والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
السائل : اللهم صلي وسلم عليه.
الشيخ : أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته إلا وجه الله والدار الأخرة فلا يقصد جاها ولا مالا ولا رئاسة ولا أن يُمدح بين الناس بل لا يقصد إلا الله والدار الأخرة فقط.
وأما الشرط الثاني فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) ولقوله تعالى: (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) ولقوله تعالى: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) فهذه النصوص من القرأن والسنّة تدل على أنه لا بد لكل عمل يتقرّب به الإنسان إلى الله عز وجل من أن يكون مبنيا على الإخلاص لله موافقا لشريعة الله عز وجل.
ولا تتحقق الموافقة والمتابعة إلا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها وزمانها ومكانها فمن تعبّد لله تعالى عبادة معلّقة بسبب لم يجعله الشرع سببا لها فإن عبادته لم تكن موافقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ) .
وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول: إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته صدق الله العظيم لا شك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق: (( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا )) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرّب الإنسان لله بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سببا لقول العبد صدق الله العظيم؟ إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا أي أن الشرع لم يجعل انتهاء القارئ من قراءته سببا لأن يقول " صدق الله العظيم " فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ( اقرأ ) قال: يا رسول الله! كيف أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ( إني أحب أن أسمعه من غيري ) فقرأ حتى بلغ قوله تعالى: (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا )) فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( حسبك ) ولم يقل عبد الله بن مسعود " صدق الله العظيم " ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
وهكذا أيضا قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم حتى ختمها ولم يقل " صدق الله العظيم " وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحد منهم عند انتهاء قراءة الصلاة قبل الركوع " صدق الله العظيم " فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها، فإذا انتهيت من قراءتك فاسكت واقطع القراءة أما أن تقول " صدق الله العظيم " وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا القول يكون غير مشروع.
قد يقول قائل: أليس الله تعالى قد قال: (( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )) فنقول: بلى إن الله تعالى قال: (( قُلْ صَدَقَ اللَّهُ )) ونحن نقول: صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك صدق الله؟ الجواب: لا وإذا كان كذلك فإننا نقول: صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبّد لله تعالى بشيء معلقا بسبب لم يجعله الشارع سببا له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في عبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها وزمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي للقارئ إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم. نعم.
السائل : بارك الله فيكم وعظم الله مثوبتكم. أيضا.