منى الله علي وأديت فريضة الحج، وأسئلتي عندما تحللت من إحرامي في اليوم العاشر من ذي الحجة بعد رمي الجمرة الكبرى قصرت بعض الشعر من رأسي ولم أكن أعلم بأن المقصود هو تقصير كل الشعر، نقطة أخرى في اليوم الحادي عشر بعد رمي الجمرات الثلاث أرهقت إرهاقا شديدا لا أستطيع معه السير وخاصة بأن صحتي ضعيفة لست مريضا ولم أكن أستطيع السير على الأقدام إلا بوضع الثلج فوق رأسي، وفي اليوم الثاني عشر وهو اليوم الثاني لرمي الجمرات أفادوني أصحابي بأنني لا أستطيع رمي الجمرات لشدة الزحام والحر وهذا فيه مشقة كبيرة علي خوفا من أن يحدث لي مثل ما حدث لي بالأمس فوكلت أحد أصحابي برمي الجمار نيابة عني، وبعدها ذهبت إلى طواف الوداع ثم إلى المدينة المنورة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سؤالي هل حجي صحيح وهل يجب علي هدي لعدم تقصير الشعر علماً أنني كما ذكرت لم أكن أعلم وقتها بأن المقصود بتقصير الشعر هو الشعر كله، وإذا كان هناك هدي فكيف أؤديه ومتى، وبالنسبة لتوكيل أحد أصحابي برمي الجمرات الثلاث في الثاني عشر من ذي الحجة نظرا لما شرحته في ظروف صحتي هل هو صحيح أم ماذا أفعل أفيدونا مأجورين.؟ حفظ
السائل : منّ الله علي وأديت فريضة الحج، وأسئلتي عندما تحللت من إحرامي في اليوم العاشر من ذي الحجة بعد رمي الجمرة الكبرى قصرت بعض الشعر ولم أكن أعلم بأن المقصود هو تقصير كل الشعر، نقطة أخرى في اليوم الحادي عشر وبعد رمي الجمرات الثلاث أرهقت إرهاقا شديدا لا أستطيع معه السير وخاصة بأن صحتي ضعيفة لست مريضا ولم أكن أستطيع السير على الأقدام إلا بوضع الثلج فوق رأسي، وفي اليوم الثاني عشر وهو اليوم الثاني لرمي الجمرات الثلاث أفادوني أصحابي بأنني لا أستطيع رمي الجمرات لشدة الزحام والحر ، وهذا فيه مشقة كبيرة علي خوفا من أن يحدث لي مثل ما حدث لي بالأمس ، فوكلت أحد أصحابي برمي الجمار نيابة عني ، وبعدها ذهبت إلى طواف الوداع ثم إلى المدينة المنورة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، السؤال : هل حجي صحيح وهل يجب علي هدي لعدم تقصير الشعر علماً أنني كما ذكرت لم أكن أعلم وقتها بأن المقصود بتقصير الشعر هو الشعر كله ، وإذا كان هناك هدي فكيف أؤديه ومتى ، وبالنسبة لتوكيلي أحد أصحابي برمي الجمرات الثلاث في الثاني عشر من ذي الحجة نظرا لما شرحته في ظروف صحتي هل هو صحيح أم ماذا أفعل ، أفيدونا مأجورين.؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما ما يتعلق بتقصير شعر الرأس حيث أنك لم تقصر إلا جزءً يسيراً منه جاهلاً بذلك ثم تحللت ، فإنه لا شيئ عليك في هذا التحلل لأنك جاهل ، ولكن يبقى عليك إتمام التقصير لشعر رأسك ، وإنني بهذه المناسبة أنصح إخواني المستمعين إذا أرادوا شيئاً من العبادات أن لا يدخلوا فيها حتى يعرفوا حدود الله عز وجل فيها لئلا يتلبسوا بأمر يخل بهذه العبادة ، فإنه كما قيل الوقاية خير من العلاج ، وخير من ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) وقوله تعالى : (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) فكونك تعبد الله عز وجل على بصيرة عالماً بحدوده في هذه العبادة خير بكثير من كونك تعبد الله سبحانه وتعالى على جهل بل مجرد تقليد لقوم يعلمون أو لا يعلمون ، وما أكثر ما تقع هذه المشاكل من الحجاج والصوام والمصلين يعبدون الله عز وجل على جهل ويخلون بهذه العبادات ثم بعد هذا يأتون إلى أهل العلم ليستفتوهم فيما وقع منهم ، فلو أنك تعلمت حدود الحج قبل أن تتلبس به لزال عنك إشكالات كثيرة ، ونفعت غيرك أيضاً فيما علمته من حدود الله سبحانه وتعالى .
أعود فأقول بالنسبة للتقصير يمكنك الآن أن تكمل ما يجب عليك فيه لأن كثيراً من أهل العلم يقولون إن التقصير والحلق ليس له وقت محدود ، ولاسيما وأنت في هذه الحال جاهل وتظن أن ما قصرته كاف في أداء الواجب.
وأما بالنسبة لتوكيلك في اليوم الثاني عشر من يرمي عنك فإذا كنت على الحال الذي وصفتها في سؤالك لا تستطيع أن ترمي بنفسك لضعفك وعدم تحملك الشمس ، ولا تستطيع أن تتأخر حتى ترمي في الليل وترمي في اليوم الثالث عشر ، ففي هذه الحال لك أن توكل ، ولا يكون عليك في ذلك شيئ ، لأن القول الصحيح أن الإنسان إذا جاز له التوكيل لعدم القدرة على الرمي بنفسه لا في النهار ولا في الليل فإنه لا شيء عليه ، خلافاً لمن قال إنه يوكل وعليه دم ، لأننا إذا قلنا بجواز التوكيل صار الوكيل قائماً مقام الموكل .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما ما يتعلق بتقصير شعر الرأس حيث أنك لم تقصر إلا جزءً يسيراً منه جاهلاً بذلك ثم تحللت ، فإنه لا شيئ عليك في هذا التحلل لأنك جاهل ، ولكن يبقى عليك إتمام التقصير لشعر رأسك ، وإنني بهذه المناسبة أنصح إخواني المستمعين إذا أرادوا شيئاً من العبادات أن لا يدخلوا فيها حتى يعرفوا حدود الله عز وجل فيها لئلا يتلبسوا بأمر يخل بهذه العبادة ، فإنه كما قيل الوقاية خير من العلاج ، وخير من ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) وقوله تعالى : (( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) فكونك تعبد الله عز وجل على بصيرة عالماً بحدوده في هذه العبادة خير بكثير من كونك تعبد الله سبحانه وتعالى على جهل بل مجرد تقليد لقوم يعلمون أو لا يعلمون ، وما أكثر ما تقع هذه المشاكل من الحجاج والصوام والمصلين يعبدون الله عز وجل على جهل ويخلون بهذه العبادات ثم بعد هذا يأتون إلى أهل العلم ليستفتوهم فيما وقع منهم ، فلو أنك تعلمت حدود الحج قبل أن تتلبس به لزال عنك إشكالات كثيرة ، ونفعت غيرك أيضاً فيما علمته من حدود الله سبحانه وتعالى .
أعود فأقول بالنسبة للتقصير يمكنك الآن أن تكمل ما يجب عليك فيه لأن كثيراً من أهل العلم يقولون إن التقصير والحلق ليس له وقت محدود ، ولاسيما وأنت في هذه الحال جاهل وتظن أن ما قصرته كاف في أداء الواجب.
وأما بالنسبة لتوكيلك في اليوم الثاني عشر من يرمي عنك فإذا كنت على الحال الذي وصفتها في سؤالك لا تستطيع أن ترمي بنفسك لضعفك وعدم تحملك الشمس ، ولا تستطيع أن تتأخر حتى ترمي في الليل وترمي في اليوم الثالث عشر ، ففي هذه الحال لك أن توكل ، ولا يكون عليك في ذلك شيئ ، لأن القول الصحيح أن الإنسان إذا جاز له التوكيل لعدم القدرة على الرمي بنفسه لا في النهار ولا في الليل فإنه لا شيء عليه ، خلافاً لمن قال إنه يوكل وعليه دم ، لأننا إذا قلنا بجواز التوكيل صار الوكيل قائماً مقام الموكل .