قرأت كتابا عن عقوبة أهل الكبائر لمؤلفه أبي الليث السمرقندي من ضمن ما قرأته الأربع صفحات الأخيرة من الكتاب وهو موضوع مواصفات الجنة وأهوال يوم القيامة مما جعلني أبكي من شدة ما سمعت ولا أستطيع شرح ما قرأته لأنه طويل ولكن ربما مر عليكم هذا الكتاب وقرأتموه، فما رأيكم في هذا الكتاب وهل ما ورد فيه صحيح أفيدونا أثابكم الله.؟ حفظ
السائل : قرأت كتابا عن عقوبة أهل الكبائر لمؤلفه أبي الليث السمرقندي ، من ضمن ما قرأته الأربع صفحات الأخيرة من الكتاب وهو موضوع مواصفات الجنة وأهوال يوم القيامة مما جعلني أبكي من شدة ما سمعت ، ولا أستطيع شرح ما قرأته لأنه طويل ، ولكن ربما مر عليكم هذا الكتاب وقرأتموه ، فما رأيكم في هذا الكتاب ، وهل ما ورد فيه صحيح أفيدونا أثابكم الله.؟
الشيخ : هذا الكتاب فيه كثير من الأشياء التي لا تصح ، ولهذا لا أنصح إخواني بقراءته إلا رجلاً كان عنده علم شرعي يميز الصحيح من الضعيف والسقيم من السليم فلا بأس ، وفي هذه الحال يحسن إذا قرأه أن يعلق على الضعيف منه وعلى السقيم ويبين ضعفه وسقمه حتى لا يغتر الناس به ، وهكذا نقول في كل كتاب يكون فيه الصحيح والضعيف لا ننصح أحداً بقراءته إلا رجلاً كان عنده علم سابق ، علم شرعي فلا حرج أن يقرأه ، ولكن ينبغي أن يعلق على الضعيف والسقيم حتى لا يغتر الناس به ، ولست بقولي هذا أتحجر على الناس أن لا يقرأوا الكتب ، ولكني أقول لإخواني المسمين إن في الكتب المعتمدة الصحيحة ما فيه الكفاية والاستغناء عن هذه الكتب التي تشتمل على هذه الأشياء الضعيفة ، وليعلم أن كثيراً من كتب الوعظ تشتمل على كثير من الأحاديث الضعيفة ، وذلك إستناداً إلى قول ذهب إليه بعض أهل العلم وهو التساهل في الأحاديث الضعيفة في باب الفضائل أو الزواجر ، نظراً إلى أنها إذا كانت في الفضائل تزيد الإنسان في الخير ، وإذا كانت في الزواجر تزيده رهبة من الشر .
ومع ذلك فإن هؤلاء الذين يرخصون بالأحاديث الضعيفة من أهل العلم يشترطون لها شروطاً وهي :
أن لا يكون الضعف شديداً ، وأن لا يعتقد الإنسان أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها ، وأن يكون لها أصل ثابت في الشرع ، مثال ذلك : لو ورد حديث فيه التخويف من الزنا وهو حديث ضعيف ، فعند هؤلاء العلماء لا بأس من ذكره بشرط أن لا تعتقد أن النبي صلى الله علي وسلم قاله ، وذلك لأن الزنا ثبت التحذير منه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، فذكر هذا الوعيد فيه يزيد الإنسان نفوراً منه ، والنفور من الزنا أمر مطلوب للشرع ، ثم إن ثبت هذا العقاب للزاني فإنه يكون قد فعل هذه الفاحشة على بصيرة ، وإن لم يثبت فإنه لم يزدد إلا نفوراً من هذا الفعل المحرم وذلك لا يضره ، كذلك لو جاء حديث ضعيف يرغب في صلاة الجماعة ، فإن أجر صلاة الجماعة ثابت بالسنة الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام والأمر بصلاة الجماعة في كتاب الله ، والله والموفق .
السائل : في نهاية هذا اللقاء نشكر الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الأستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بعنيزة ...
الشيخ : هذا الكتاب فيه كثير من الأشياء التي لا تصح ، ولهذا لا أنصح إخواني بقراءته إلا رجلاً كان عنده علم شرعي يميز الصحيح من الضعيف والسقيم من السليم فلا بأس ، وفي هذه الحال يحسن إذا قرأه أن يعلق على الضعيف منه وعلى السقيم ويبين ضعفه وسقمه حتى لا يغتر الناس به ، وهكذا نقول في كل كتاب يكون فيه الصحيح والضعيف لا ننصح أحداً بقراءته إلا رجلاً كان عنده علم سابق ، علم شرعي فلا حرج أن يقرأه ، ولكن ينبغي أن يعلق على الضعيف والسقيم حتى لا يغتر الناس به ، ولست بقولي هذا أتحجر على الناس أن لا يقرأوا الكتب ، ولكني أقول لإخواني المسمين إن في الكتب المعتمدة الصحيحة ما فيه الكفاية والاستغناء عن هذه الكتب التي تشتمل على هذه الأشياء الضعيفة ، وليعلم أن كثيراً من كتب الوعظ تشتمل على كثير من الأحاديث الضعيفة ، وذلك إستناداً إلى قول ذهب إليه بعض أهل العلم وهو التساهل في الأحاديث الضعيفة في باب الفضائل أو الزواجر ، نظراً إلى أنها إذا كانت في الفضائل تزيد الإنسان في الخير ، وإذا كانت في الزواجر تزيده رهبة من الشر .
ومع ذلك فإن هؤلاء الذين يرخصون بالأحاديث الضعيفة من أهل العلم يشترطون لها شروطاً وهي :
أن لا يكون الضعف شديداً ، وأن لا يعتقد الإنسان أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها ، وأن يكون لها أصل ثابت في الشرع ، مثال ذلك : لو ورد حديث فيه التخويف من الزنا وهو حديث ضعيف ، فعند هؤلاء العلماء لا بأس من ذكره بشرط أن لا تعتقد أن النبي صلى الله علي وسلم قاله ، وذلك لأن الزنا ثبت التحذير منه في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، فذكر هذا الوعيد فيه يزيد الإنسان نفوراً منه ، والنفور من الزنا أمر مطلوب للشرع ، ثم إن ثبت هذا العقاب للزاني فإنه يكون قد فعل هذه الفاحشة على بصيرة ، وإن لم يثبت فإنه لم يزدد إلا نفوراً من هذا الفعل المحرم وذلك لا يضره ، كذلك لو جاء حديث ضعيف يرغب في صلاة الجماعة ، فإن أجر صلاة الجماعة ثابت بالسنة الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام والأمر بصلاة الجماعة في كتاب الله ، والله والموفق .
السائل : في نهاية هذا اللقاء نشكر الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الأستاذ بكلية الشريعة بالقصيم وخطيب الجامع بعنيزة ...