هل هذا مكتوب أيضا أن فلان يتزوج فلانة مثلا لا غيرها ويحصل له ذالك حتما أم هناك يدخل اختيار الإنسان للمرأة التي تعجبه ويدع الأخرى فمثلا أجبرني والدي على الزواج من بنت عمي دون اختياري ولكن بعد المعاشرة وجدتها من خيرة النساء التي تطلب من المرأة وغيرت الكراهية حبا جما والآن أنا نادم كلما أتذكر كراهية لها سابقا، هل الله سبحانه وتعالى كتب علي أنني أتزوج بها وتحصل هذه الكراهية ثم أحبها ؟ حفظ
السائل : هل هذا مكتوب أيضا أن فلانا يتزوج فلانة مثلا لا غيرها ، ويحصل له ذالك حتما ، أم أن هناك يدخل اختيار الإنسان للمرأة التي تعجبه ويدع الأخرى ، فمثلا يقول : أجبرني والدي على الزواج من بنت عمي دون اختياري ، ولكن بعد المعاشرة وجدتها من خيرة النساء التي تطلب من المرأة وغيرت الكراهية حبا جما ، والآن أنا نادم كلما أتذكر كراهيتي لها سابقا ، هل الله سبحانه وتعالى كتب علي أنني أتزوج بها وتحصل هذه الكراهية ثم أحبها ؟
الشيخ : أقول إن كل ما وقع في الكون فهو مكتوب كما أسفلنا في أول الكلام ، وتغير الأمر أو تغير الحال من شيئ إلى شيئ هو أيضاً مكتوب ، وكون الإنسان يتزوج فلانة دون فلانة هو أيضاً مكتوب ونحن نرى أن بعض الناس يعزم العزم الأكيد على أن يفعل هذا الفعل ثم بعد ذلك ينثني عزمه من ذات نفسه أو ينثني عزمه بمشورة أحد من الناس ، أو يكون على عزمه ولكن يحول بينه وبينه بموانع ليست تحت إرادته ، فمثل هذا يكون هذا الشيء الذي كان عازماً عليه لم يقدر له فلا يحصل له ، وأحياناً يعزم الإنسان على الترك ترك شيء ما ثم لا يدري إلا وقد انصبت إرادته إلى فعله وتيسر له الوصول إليه إما من ذات نفسه وإما بمشورة أحد من الناس ، وإما برؤية أمور تدعوه إلى أن يحصل على هذا الشيئ، وهذا كثير واضح حتى إن الإنسان أحياناً يخرج من بيته قاصداً شخصاً معيناً ليزوره وفي أثناء الطريق يذكر شيئاً آخر أهم منه ثم ينصرف عن القصد الأول إلى القصد الثاني ، أو في أثناء الطريق ينفك عزمه عن الذهاب إلى هذا الرجل ويرجع بدون أي سبب ، كل هذا يدل على أن الأمور مكتوبة عند الله عز وجل ، ولهذا قيل لأعرابي : بما عرفت ربك ؟ يعني بأي شيء عرفت الله عز وجل ؟ بأي أثر تستدل به على الله ؟ قال : " بنقض العزائم وصرف الهمم " يعني أن الإنسان قد يعزم العزيمة الأكيدة ثم لا يدري إلا وقد انتقض عزمه بدون أي سبب ويذهب همه واهتمامه بالشيء ثم لا يدري إلا وقد صرف عن هذا الشيئ .
والمهم أنه يجب أن تعلم أن كل ما وقع فإنه مكتوب عند الله على الصفة التي وقع عليها لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص قال الله تعالى : (( وكل شيء عند بمقدار )) كل شيئ عند الله تعالى بمقدار حتى زخات المطر مكتوبة عند الله تعالى ومقدرة ، وما من شيء إلا وهو واقع على حسب تقدير الله سبحانه وتعالى .