هل يجوز الحلف بالمصحف والحلف على المصحف، مثل أن يقول والمصحف لأعمل كذا ؟ حفظ
السائل : بارك الله فيكم رسالة وصلت من أخوكم في الله رمز لاسمه بعين جيم يسأل يا شيخ محمد ويقول : هل يجوز الحلف بالمصحف والحلف على المصحف ، يقول مثلاً : والمصحف لأعمل كذا ، حكم الشرع في نظركم في هذا ؟
الشيخ : هذا السؤال أو ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيئ يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيماً خاصاً لدى المقسم ، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله تعالى بأحد أسمائه أو بصفة من صفاته ، مثل أن يقول : والله لأفعلن ، ورب الكعبة لأفعلن ، وعزة الله لأفعلن ، وما أشبه ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى ، والمصحف يتضمن كلام الله ، وكلام الله تعالى من صفاته ، وهو أعني كلام الله صفة ذاتية فعلية ، لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله تعالى لم يزل ولا يزال موصوفاً به لأن الكلام كمال فهو من هذه النظرية من صفات الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلماً فعال لما يريد ، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته ، والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته ، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول إن كلام الله أزلي ولا يمكن أن يكون تابعاً مشيئته ، وأنه هو المعنى القائم بنفسه وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله عز وجل ، فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله ... وقد ألف شيخ الإسلام رحمه الله كتابا يعرف باسم التعسعينية بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً .
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله وكلام الله تعالى من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان : والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله عز وجل ، وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة رحمهم الله ومع هذا فإن الأولى للإنسن أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله عز وجل فيقول : والله أو ورب الكعبة أو والذي نفسه بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديها فيه تشويش ، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى .
وإذا كان الحلف إنما يكون بالله وأسمائه وصفاته فإنه لا يجوز أن يحلف أحد بغير الله لا بالنبي ولا بجبريل ولا بالكعبة ولا بغير ذلك من المخلوقات قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفاً فاليحلف بالله أو ليصمت ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) فإذا سمع الإنسان شخصا يحلف بالنبي أو بحياة النبي أو بحياة شخص آخر فلينهه عن ذلك ، وليبين له أن هذا حرام ولا يجوز ، ولكن ليكن نهيه وبيانه على وفق الحكمة حيث يكون باللطف واللين والإقبال على الشخص وهو يريد نصحه وانتشاله من هذا العمل المحرم ، لأن بعض الناس تأخذه الغيرة عند الأمر والنهي فيغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه ، وربما يشعر في هذه الحال أنه ينهاه انتقاماً لنفسه ، فيلقي الشيطان في نفسه هذه العلة ، ولو أن الإنسن نزل الناس منازلهم ودعا إلى الله بالحكمة واللين والرفق لكان ذلك أقرب إلى القبول ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) ولا يخفى على كثير من المستمعين ما حصل من النبي عليه الصلاة والسلام في قصة الأعرابي الذي جاء إلى المسجد فبال في طائفة منه ، فزجره الناس وصاحوا به فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فلما قضى بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : ( إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيئ من الأذى أو القذر وإنما هي للتكبير والتسبيح وقراءة القرآن ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر أصحابه أن يصبوا على البول ذنوباً من ماء فبهذا زالت المفسدة وطهر المكان ، وحصل المقصود بالنسبة لنصيحة هذا الأعرابي الجاهل ، وهكذا ينغي لنا نحن في دعوة عباد الله إلى دين الله أن نكون داعين إلى الله سبحانه وتعالى فنسلك الطريق التي تكون أقرب إلى إيصال الحق إلى قلوب الخلق وإصلاحهم والله الموفق .
الشيخ : هذا السؤال أو ينبغي أن نبسط الجواب فيه وذلك أن القسم بالشيئ يدل على تعظيم ذلك المقسم به تعظيماً خاصاً لدى المقسم ، ولهذا لا يجوز لأحد أن يحلف إلا بالله تعالى بأحد أسمائه أو بصفة من صفاته ، مثل أن يقول : والله لأفعلن ، ورب الكعبة لأفعلن ، وعزة الله لأفعلن ، وما أشبه ذلك من صفات الله سبحانه وتعالى ، والمصحف يتضمن كلام الله ، وكلام الله تعالى من صفاته ، وهو أعني كلام الله صفة ذاتية فعلية ، لأنه بالنظر إلى أصله وأن الله تعالى لم يزل ولا يزال موصوفاً به لأن الكلام كمال فهو من هذه النظرية من صفات الله الذاتية إذ لم يزل ولا يزال متكلماً فعال لما يريد ، وبالنظر إلى آحاده يكون من الصفات الفعلية لأنه يتكلم متى شاء قال الله تعالى : (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون )) فقرن القول بالإرادة وهو دليل على أن كلام الله يتعلق بإرادته ومشيئته ، والنصوص في هذا متضافرة كثيرة وأن كلام الله تحدث آحاده حسب ما تقتضيه حكمته ، وبهذا نعرف بطلان قول من يقول إن كلام الله أزلي ولا يمكن أن يكون تابعاً مشيئته ، وأنه هو المعنى القائم بنفسه وليس هو الشيء المسموع الذي يسمعه من يكلمه الله عز وجل ، فإن هذا قول باطل حقيقته أن قائله جعل كلام الله ... وقد ألف شيخ الإسلام رحمه الله كتابا يعرف باسم التعسعينية بين فيه بطلان هذا القول من تسعين وجهاً .
فإذا كان المصحف يتضمن كلام الله وكلام الله تعالى من صفاته فإنه يجوز الحلف بالمصحف بأن يقول الإنسان : والمصحف ويقصد ما فيه من كلام الله عز وجل ، وقد نص على ذلك فقهاء الحنابلة رحمهم الله ومع هذا فإن الأولى للإنسن أن يحلف بما لا يشوش على السامعين بأن يحلف باسم الله عز وجل فيقول : والله أو ورب الكعبة أو والذي نفسه بيده وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا تستنكرها العامة ولا يحصل لديها فيه تشويش ، فإن تحديث الناس بما يعرفون وتطمئن إليه قلوبهم خير وأولى .
وإذا كان الحلف إنما يكون بالله وأسمائه وصفاته فإنه لا يجوز أن يحلف أحد بغير الله لا بالنبي ولا بجبريل ولا بالكعبة ولا بغير ذلك من المخلوقات قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من كان حالفاً فاليحلف بالله أو ليصمت ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) فإذا سمع الإنسان شخصا يحلف بالنبي أو بحياة النبي أو بحياة شخص آخر فلينهه عن ذلك ، وليبين له أن هذا حرام ولا يجوز ، ولكن ليكن نهيه وبيانه على وفق الحكمة حيث يكون باللطف واللين والإقبال على الشخص وهو يريد نصحه وانتشاله من هذا العمل المحرم ، لأن بعض الناس تأخذه الغيرة عند الأمر والنهي فيغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه ، وربما يشعر في هذه الحال أنه ينهاه انتقاماً لنفسه ، فيلقي الشيطان في نفسه هذه العلة ، ولو أن الإنسن نزل الناس منازلهم ودعا إلى الله بالحكمة واللين والرفق لكان ذلك أقرب إلى القبول ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ) ولا يخفى على كثير من المستمعين ما حصل من النبي عليه الصلاة والسلام في قصة الأعرابي الذي جاء إلى المسجد فبال في طائفة منه ، فزجره الناس وصاحوا به فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فلما قضى بوله دعاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : ( إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيئ من الأذى أو القذر وإنما هي للتكبير والتسبيح وقراءة القرآن ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، ثم أمر أصحابه أن يصبوا على البول ذنوباً من ماء فبهذا زالت المفسدة وطهر المكان ، وحصل المقصود بالنسبة لنصيحة هذا الأعرابي الجاهل ، وهكذا ينغي لنا نحن في دعوة عباد الله إلى دين الله أن نكون داعين إلى الله سبحانه وتعالى فنسلك الطريق التي تكون أقرب إلى إيصال الحق إلى قلوب الخلق وإصلاحهم والله الموفق .