لقد سمعت عن صلاة اسمها صلاة التسابيح وأن سيدنا صلى الله عليه وسلم أوصى بها عمه العباس على أن يصليها بقدر ما يستطيع ولو في العمر مرة واحدة ؟ حفظ
السائل : لقد سمعت عن صلاة اسمها صلاة التسابيح وأن سيدنا صلى الله عليه وسلم أوصى بها عمه العباس على أن يصليها بقدر ما يستطيع ولو في العمر مرة واحدة أرجو الإفادة وفقكم الله ؟
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذه الصلاة التي تسمى صلاة التسبيح والتي رواها أبو دوود وغيره ، اختلف العلماء رحمهم الله في مشروعيتها واختلافهم هذا مبني على اختلافهم في صحة الحديث الوارد فيها ، فإنهم اختلفوا في هذا الحديث فمنهم من صححه ، ومنهم من حسنه ، ومنهم من ضعفه ، ومنهم من قال : إنه موضوع مكتوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وممن قال بهذا ابن الجوزي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : إن حديثها كذب وأنه لم يستحبها إمام من الأئمة .
والذي يترجح عندي أنها ضعيفة وأنها غير مشروعة ولا ينبغي للإنسان أن يقوم بها ، وذلك من وجوه :
الوجه الأول : أن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يقوم دليل صحيح على مشروعيتها ، وهذه الصلاة ليس فيها دليل صحيح خال من المعارضة تطمئن إليه النفس ويكون للإنسان جواب إذا سئل عن عمله هذا يوم القيامة .
ثانياً : أن حديثها فيه اضطراب واختلاف كثير منتشر ، وهذا يؤدي إلى قلق النفس منه والشك في صحته .
ثالثاً : أن فيها شذوذا وخروجاً عن كيفية الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والشاذ الخارج عن الصفات المعروفة لا يمكن أن يقبل إلا بدليل قوي يثبت وجوده حتى يثبت به شذوذه عن القاعدة المعروفة والصفة المألوفة في هذه العبادة ، أعني الصلاة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه والتي هي من أفضل تطوعات البدن .
رابعاً : أن نقول لو كانت هذه الصلاة صحيحة أو لو كان الحديث صحيحاً لانتشر بين الأمة ، لأن فيه فضلاً عظيماً تدعو النفس إليه ، لأن فيه فضلاً عظيماً يدعو الإنسان إلى القيام به رجاء ذلك الفضل ، ومن المعلوم عادة أن الشيء إذا كان فيه فضل عظيم وكان خارجاً عن المألوف المعروف أن ينتشر ويظهر للناس ظهوراً كبيراً ولا يكون كهذا الذي حصل في هذه الصلاة بل يكون نقله نقلاً واضحاً ظاهراً لتوافر الدواعي والهمم على نقله ، وعلى هذا فإن الأسلم للإنسان ألا يقوم بهذه الصلاة وأن لا يتعبد لله بها ، وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من التطوع بالنوافل من الصلوات فيه كفاية تغني عن هذا العمل الذي اختلف الناس فيه واختلفوا في صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذه الصلاة التي تسمى صلاة التسبيح والتي رواها أبو دوود وغيره ، اختلف العلماء رحمهم الله في مشروعيتها واختلافهم هذا مبني على اختلافهم في صحة الحديث الوارد فيها ، فإنهم اختلفوا في هذا الحديث فمنهم من صححه ، ومنهم من حسنه ، ومنهم من ضعفه ، ومنهم من قال : إنه موضوع مكتوب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وممن قال بهذا ابن الجوزي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال : إن حديثها كذب وأنه لم يستحبها إمام من الأئمة .
والذي يترجح عندي أنها ضعيفة وأنها غير مشروعة ولا ينبغي للإنسان أن يقوم بها ، وذلك من وجوه :
الوجه الأول : أن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يقوم دليل صحيح على مشروعيتها ، وهذه الصلاة ليس فيها دليل صحيح خال من المعارضة تطمئن إليه النفس ويكون للإنسان جواب إذا سئل عن عمله هذا يوم القيامة .
ثانياً : أن حديثها فيه اضطراب واختلاف كثير منتشر ، وهذا يؤدي إلى قلق النفس منه والشك في صحته .
ثالثاً : أن فيها شذوذا وخروجاً عن كيفية الصلاة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والشاذ الخارج عن الصفات المعروفة لا يمكن أن يقبل إلا بدليل قوي يثبت وجوده حتى يثبت به شذوذه عن القاعدة المعروفة والصفة المألوفة في هذه العبادة ، أعني الصلاة التي يتقرب بها الإنسان إلى ربه والتي هي من أفضل تطوعات البدن .
رابعاً : أن نقول لو كانت هذه الصلاة صحيحة أو لو كان الحديث صحيحاً لانتشر بين الأمة ، لأن فيه فضلاً عظيماً تدعو النفس إليه ، لأن فيه فضلاً عظيماً يدعو الإنسان إلى القيام به رجاء ذلك الفضل ، ومن المعلوم عادة أن الشيء إذا كان فيه فضل عظيم وكان خارجاً عن المألوف المعروف أن ينتشر ويظهر للناس ظهوراً كبيراً ولا يكون كهذا الذي حصل في هذه الصلاة بل يكون نقله نقلاً واضحاً ظاهراً لتوافر الدواعي والهمم على نقله ، وعلى هذا فإن الأسلم للإنسان ألا يقوم بهذه الصلاة وأن لا يتعبد لله بها ، وفيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من التطوع بالنوافل من الصلوات فيه كفاية تغني عن هذا العمل الذي اختلف الناس فيه واختلفوا في صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم .