قبل عشر سنوات تقريبا أدركني الغرق ونذرت في هذه الحالة إن أنقذني الله سبحانه وتعالى من هذا الموت فسوف أصوم يومي الإثنين والخميس طيلة حياتي فصمت منها بضعت أيام ثم تركت الصوم لقراءة الحديث الذي في صحيح مسلم ( كفارة النذر كفارة اليمين ) فكفرت عن يميني ولم أصم طيلة العشر سنوات الماضية فهل عملي هذا صحيح فضيلة الشيخ وإن لم يكن كذالك فهل علي صوم الأيام التي أفطرتها في السنين الماضية أم يكفيني الصوم منذ الآن والتوبة فقط ؟ حفظ
السائل : قبل عشر سنوات تقريبا أدركني الغرق ونذرت في هذه الحالة إن أنقذني الله سبحانه وتعالى من هذا الموت فسوف أصوم يومي الإثنين والخميس طيلة حياتي فصمت منها بضعة أيام ثم تركت الصوم لقراءة الحديث الذي في صحيح مسلم : ( كفارة النذر كفارة اليمين ) فكفرت عن يميني ولم أصم طيلة العشر سنوات الماضية فهل عملي هذا صحيح فضيلة الشيخ وإن لم يكن كذلك فهل علي صوم الأيام التي أفطرتها في السنين الماضية أم يكفيني الصوم منذ الآن والتوبة فقط ، أفتونا مأجورين ؟
الشيخ : قبل الجواب على هذا السؤال أحب أن أنبه إلى ما نبهت عليه كثيراً من هذا البرنامج ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال : ( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) لأن النذر هو إلزام الإنسان نفسه طاعة غير واجبة عليه ، هو في عافية منها فيذهب يلزم نفسه بها ، ولاسيما إذا كان النذر مشروطاً بنعمة من الله عليه أو بدفع ضرر عنه ، إذ مقتضى الحال أن هذا الناذر ينذر لله عز وجل هذه العبادة كجزاء لله تعالى على نعمته بحصول مقصوده أو دفع ضرره كأن الله تعالى لا ينعم عليه إلا بهذا الجزاء ، وما أكثر الذين نذروا ثم ندموا ولم يوفوا بنذورهم ، وهذا خطر عظيم بين الله تعالى عقوبته في قوله : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فأحذر إخواني المسلمين من النذر على أي حال كان .
وأما الجواب على سؤال هذا الرجل : فإن هذا الرجل نذر لله تعالى طاعة معلقة بشرط وقد حصل الشرط ، وإذا حصل الشرط وجب المشروط ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطع ) وهذا الرجل الذي نذر صيام يوم الاثنين والخميس نذر طاعة ، فيجب عليه أن يصوم كل دهره يوم الاثنين والخميس .
وتركه للصيام حين قرأ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : ( كفارة النذر كفارة اليمين ) يكون تركاً بتأويل ، وإن كان هذا التأويل فاسداً ، لأن المراد بالحديث كفارة النذر الذي لم يسمى مثل أن يقول : لله علي نذر فقط ، فهنا يكفر كفارة يمين ، أما نذر الطاعة فقد سماه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) ، وإذا كان قد ترك الصوم مستنداً إلى دليل متأولاً فيه وإن كان مخطئاً فإنه لا يلزمه قضاء ما مضى بناء على تأويله لا سيما إذا كان ممن يمارس العلم وعنده شيء من الطلب أي من طلب العلم ، فعليه الآن أن يتوب إلى الله وأن يوفي بنذره في المستقبل .
الشيخ : قبل الجواب على هذا السؤال أحب أن أنبه إلى ما نبهت عليه كثيراً من هذا البرنامج ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال : ( إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) لأن النذر هو إلزام الإنسان نفسه طاعة غير واجبة عليه ، هو في عافية منها فيذهب يلزم نفسه بها ، ولاسيما إذا كان النذر مشروطاً بنعمة من الله عليه أو بدفع ضرر عنه ، إذ مقتضى الحال أن هذا الناذر ينذر لله عز وجل هذه العبادة كجزاء لله تعالى على نعمته بحصول مقصوده أو دفع ضرره كأن الله تعالى لا ينعم عليه إلا بهذا الجزاء ، وما أكثر الذين نذروا ثم ندموا ولم يوفوا بنذورهم ، وهذا خطر عظيم بين الله تعالى عقوبته في قوله : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فأحذر إخواني المسلمين من النذر على أي حال كان .
وأما الجواب على سؤال هذا الرجل : فإن هذا الرجل نذر لله تعالى طاعة معلقة بشرط وقد حصل الشرط ، وإذا حصل الشرط وجب المشروط ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطع ) وهذا الرجل الذي نذر صيام يوم الاثنين والخميس نذر طاعة ، فيجب عليه أن يصوم كل دهره يوم الاثنين والخميس .
وتركه للصيام حين قرأ ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : ( كفارة النذر كفارة اليمين ) يكون تركاً بتأويل ، وإن كان هذا التأويل فاسداً ، لأن المراد بالحديث كفارة النذر الذي لم يسمى مثل أن يقول : لله علي نذر فقط ، فهنا يكفر كفارة يمين ، أما نذر الطاعة فقد سماه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) ، وإذا كان قد ترك الصوم مستنداً إلى دليل متأولاً فيه وإن كان مخطئاً فإنه لا يلزمه قضاء ما مضى بناء على تأويله لا سيما إذا كان ممن يمارس العلم وعنده شيء من الطلب أي من طلب العلم ، فعليه الآن أن يتوب إلى الله وأن يوفي بنذره في المستقبل .