كلمة على حديث ( الرجل الذي أوصى أبنائه بأن يحرقوه ) . حفظ
الشيخ : ثانيا الأدلة أو بعضها على الأقل تؤكد أن الإنسان لو أخطأ حتى فيما يتعلق بالعقيدة فهو معذور أيضا و أكبر دليل على ذلك حديثان اثنان يمكن الآن أن أسردهما سردا الحديث الأول حديث ذاك الرجل الذي جمع أولاده حينما حضره الموت فقال لهم أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال فإني مذنب مع ربي و لإن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني و حرقوني بالنار ثم خذوا نصفي فذروه في الريح و النصف الثاني في البحر فلما مات نفذوا فيه هذه الوصية التي ربما لا يتصور في الجور و البعد عن الشرع أبعد عنه منها فقال الله عز و جل لذراته كوني فلانا فكانت فقال الله عز و جل له ( أيا عبدي ما حملك على ما فعلت قال ربي خشيتك قال اذهب فقد غفرت لك ) هذا كفر لا شك أنه كفر لأنه أوصى بهذه الوصية الجائرة بزعمه ليضل عن ربه يذكرنا بقوله تعالى (( و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه قال من يحيي العظام و هي رميم )) فهذا رجل يضمن هذه الوصية على أن الله عز و جل غير قادر أن يعيده كما كان بشرا سويا لكن الله أحياه و قال له كن فلانا و خاطبه لكن الله عز و جل و هو العليم بما في الصدور عرف من هذا الإنسان أنه ما فعل فعلته أنه كان جاحدا للبعث و للنشور و إنما الخوف من العذاب المدخر له و المعترف هو به و أنه مستحق له أعمى بصيرته فأوصى بهذه الوصية الجائرة