نقرأ كثيرا في كتب التفاسير عن الحرف الزائد في القرآن مثل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فيقولون بأن الكاف زائدة قال لي أحد الإخوة ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز، فإن كان الأمر كذالك فما القول في قوله تعالى ( واسئل القرية ) وقوله ( وأشربوا في قلوبهم العجل ) ؟ حفظ
السائل : نقرأ كثيرا في كتب التفاسير عن الحرف الزائد في القرآن مثل : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) فيقولون بأن الكاف زائدة ، قال لي أحد الإخوة : ليس في القرآن شيء اسمه زائد أو ناقص أو مجاز ، فإن كان الأمر كذلك فما القول في قوله تعالى : (( واسئل القرية )) وقوله : (( وأشربوا في قلوبهم العجل )) ؟
الشيخ : الجواب أن نقول إن القرآن ليس فيه شيئ زائد إذا أردنا بالزائد ما لا فائدة فيه ، فإن كل حرف في القرآن فيه فائدة .
أما إذا أردنا بالزائد ما لو حذف لاستقام الكلام بدونه فهذا موجود في القرآن ، ولكن وجوده يكون أفصح وأبلغ ، وذلك مثل قوله تعالى : (( وما ربك بظلام للعبيد )) فالباء هنا نقول إنها زائدة في الإعراب ولو لم تكن موجدة في الكلام لاستقام الكلام بدونها ، ولكن وجودها فيه فائدة ، وهي زيادة تأكيد النفي أي نفي أن يكون الله تعالى ظالماً للعباد ، وهكذا جميع حروف الزيادة ذكر أهل البلاغة أنها تفيد التوكيد .
أقول إن أهل البلاغة ذكروا أن جميع الحروف الزائدة تفيد التوكيد في أي كلام كانت ، ولهذا نقول إنها أي الباء في مثل قولها تعالى : (( وما ربك بظلام للعبيد )) أو الكاف في قوله تعالى : (( ليس كمثله شيئ )) إنها زائدة زائدة ، كيف نقول زائدة زائدة ؟ نقول : هي زائدة من زاد الازم زائدة من زاد المتعدي ، وذلك لأن زاد تكون ناقصة وتكون متعدية ، فمثلاً إذا قلت : زاد الماء حتى وصل إلى أعلى البئر فهذه زيادة غير متعدية ، بمعنى أن الفعل فيها ناقص لا ينصب المفعول به .
وإذا قلت : زادك الله من فضله ، كان الفعل هنا متعدياً فيكون مفيداً فائدة غير الفاعل ، فنقول هذا الحرف زائد زائد ، زائد يعني هو بنفسه ، زائد لو حذف لاستقام الكلام بدونه ، زائد أي زئد معنىً بوجوده .
نعم أقول في القرآن حروف زائدة بمعنى أنها لو حذفت لاستقام الكلام بدونها ، ولكنها مفيدة معنى ازداد به الكلام بلاغة وهو التوكيد .
وأما قوله ليس في القرآن مجاز فنعم ، ليس في القرآن مجاز ، وذلك لأن من أبرز علامات المجاز كما ذكره أهل البلاغة صحت نفيه ، وليس في القرآن شيء يصح نفيه ، وتفسير هذه الجملة " أن من أبرز علامات المجاز صحة نفيه " أنك لو قلت : رأيت أسداً يحمل سيفا ً بتاراً ، فكلمة أسد هنا يراد بها الرجل الشجاع ، ولو نفيتها عن هذا الرجل الشجاع وقلت : هذا ليس بأسد ، لكان نفيك صحيحاً فإن هذا الرجل ليس بأسد حقاً ، فإذا قلنا إن في القرآن مجازاً استلزم ذلك أن في القرآن ما يجوز نفيه ورفعه ، ومعلوم أنه لا يجرؤ أحد على أن يقول إن في القرآن شيئا يصح نفيه ، وبذلك علم أنه ليس في القرآن مجاز .
بل إن اللغة العربية الفصحى كلها ليس فيها مجاز كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأطنب في الكلام على هذه المسألة شيخ الإسلام في كتاب الإيمان وابن القيم في الصواق المرسلة فمن أحب أن يراجعهما فليفعل .
وأما قوله تعالى : (( واسأل القرية التي كنا فيها )) فإننا نقول : ما الذي يسفهم السامع من هذا الخطاب ؟ سيكون الجواب : نفهم منه أننا نسأل أهل القرية كلهم ، ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أننا نسأل القرية التي هي مجتمع القوم ومساكنهم أبداً ، بل بمجرد ما يقول : اسأل القرية ينصب الذهن والفهم إلى أن المراد اسأل أهل القرية ، ولكنه عبر بالقرية عنهم كأنهم يقولون اسأل كل من فيها .
وكذلك قولهم : (( أشربوا في قلوبهم العجل )) فإنه لا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أن العجل نفسه صار في القلب ، أبدا وإنما يفهم منه أن حب هذا العجل أشرب في القلوب حتى كأن العجل نفسه حل في قلوبهم ، وهذا فيه من المبالغة ما هو ظاهر أعني من مبالغة هؤلاء في حبهم للعجل ، والأمر ظاهر جداً فكل ما يفهم من ظاهر الكلام فهو حقيقته ، فلتفهم هذا أيها الأخ الكريم أن كل ما يفيده ظاهر الكلام فهو حقيقته ويختلف ذلك باختلاف السياق والقرائن .
فكلمة القرية مثلاً استعملت في موضع نعلم أن المراد بها أهل القرية ، واستعملت في موضع نعلم أن المراد بها القرية التي هي مساكن القوم ففي قوله تعالى : (( وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) لا شك أن المراد بذلك أهل القرية ، لأن القرية نفسها وهي المساكن لا توصف بالظلم ، وفي قوله تعالى : (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) لا شك أن المراد بالقرية هنا المساكن ، ولهذا أضفت إليها أهل ، أهل هذه القرية ، فتأمل الآن أن القرية جاءت في السياق لا يفهم السامع منها إلا أن المراد بها أهل القرية ، وجاءت في سياق آخر لا يفهم السامع منها إلا أنها المساكن مساكن القوم ، وكل ما يتبادر إلى الكلام فإنه ظاهره وحقيقته ، وبهذا يندفع عنا ضلال كثير حصل بتأويل بل بتحريف الكلم عن مواضعه بادعاء المجاز ، فما ذهب أهل البدع في نفيهم لصفات الله عز وجل جميعها أو أكثرها بل لنفيهم حتى الأسماء إلا بهذا السلم الذي هو المجاز .
الشيخ : الجواب أن نقول إن القرآن ليس فيه شيئ زائد إذا أردنا بالزائد ما لا فائدة فيه ، فإن كل حرف في القرآن فيه فائدة .
أما إذا أردنا بالزائد ما لو حذف لاستقام الكلام بدونه فهذا موجود في القرآن ، ولكن وجوده يكون أفصح وأبلغ ، وذلك مثل قوله تعالى : (( وما ربك بظلام للعبيد )) فالباء هنا نقول إنها زائدة في الإعراب ولو لم تكن موجدة في الكلام لاستقام الكلام بدونها ، ولكن وجودها فيه فائدة ، وهي زيادة تأكيد النفي أي نفي أن يكون الله تعالى ظالماً للعباد ، وهكذا جميع حروف الزيادة ذكر أهل البلاغة أنها تفيد التوكيد .
أقول إن أهل البلاغة ذكروا أن جميع الحروف الزائدة تفيد التوكيد في أي كلام كانت ، ولهذا نقول إنها أي الباء في مثل قولها تعالى : (( وما ربك بظلام للعبيد )) أو الكاف في قوله تعالى : (( ليس كمثله شيئ )) إنها زائدة زائدة ، كيف نقول زائدة زائدة ؟ نقول : هي زائدة من زاد الازم زائدة من زاد المتعدي ، وذلك لأن زاد تكون ناقصة وتكون متعدية ، فمثلاً إذا قلت : زاد الماء حتى وصل إلى أعلى البئر فهذه زيادة غير متعدية ، بمعنى أن الفعل فيها ناقص لا ينصب المفعول به .
وإذا قلت : زادك الله من فضله ، كان الفعل هنا متعدياً فيكون مفيداً فائدة غير الفاعل ، فنقول هذا الحرف زائد زائد ، زائد يعني هو بنفسه ، زائد لو حذف لاستقام الكلام بدونه ، زائد أي زئد معنىً بوجوده .
نعم أقول في القرآن حروف زائدة بمعنى أنها لو حذفت لاستقام الكلام بدونها ، ولكنها مفيدة معنى ازداد به الكلام بلاغة وهو التوكيد .
وأما قوله ليس في القرآن مجاز فنعم ، ليس في القرآن مجاز ، وذلك لأن من أبرز علامات المجاز كما ذكره أهل البلاغة صحت نفيه ، وليس في القرآن شيء يصح نفيه ، وتفسير هذه الجملة " أن من أبرز علامات المجاز صحة نفيه " أنك لو قلت : رأيت أسداً يحمل سيفا ً بتاراً ، فكلمة أسد هنا يراد بها الرجل الشجاع ، ولو نفيتها عن هذا الرجل الشجاع وقلت : هذا ليس بأسد ، لكان نفيك صحيحاً فإن هذا الرجل ليس بأسد حقاً ، فإذا قلنا إن في القرآن مجازاً استلزم ذلك أن في القرآن ما يجوز نفيه ورفعه ، ومعلوم أنه لا يجرؤ أحد على أن يقول إن في القرآن شيئا يصح نفيه ، وبذلك علم أنه ليس في القرآن مجاز .
بل إن اللغة العربية الفصحى كلها ليس فيها مجاز كما حقق ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وأطنب في الكلام على هذه المسألة شيخ الإسلام في كتاب الإيمان وابن القيم في الصواق المرسلة فمن أحب أن يراجعهما فليفعل .
وأما قوله تعالى : (( واسأل القرية التي كنا فيها )) فإننا نقول : ما الذي يسفهم السامع من هذا الخطاب ؟ سيكون الجواب : نفهم منه أننا نسأل أهل القرية كلهم ، ولا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أننا نسأل القرية التي هي مجتمع القوم ومساكنهم أبداً ، بل بمجرد ما يقول : اسأل القرية ينصب الذهن والفهم إلى أن المراد اسأل أهل القرية ، ولكنه عبر بالقرية عنهم كأنهم يقولون اسأل كل من فيها .
وكذلك قولهم : (( أشربوا في قلوبهم العجل )) فإنه لا يمكن لأي عاقل أن يفهم من هذا الخطاب أن العجل نفسه صار في القلب ، أبدا وإنما يفهم منه أن حب هذا العجل أشرب في القلوب حتى كأن العجل نفسه حل في قلوبهم ، وهذا فيه من المبالغة ما هو ظاهر أعني من مبالغة هؤلاء في حبهم للعجل ، والأمر ظاهر جداً فكل ما يفهم من ظاهر الكلام فهو حقيقته ، فلتفهم هذا أيها الأخ الكريم أن كل ما يفيده ظاهر الكلام فهو حقيقته ويختلف ذلك باختلاف السياق والقرائن .
فكلمة القرية مثلاً استعملت في موضع نعلم أن المراد بها أهل القرية ، واستعملت في موضع نعلم أن المراد بها القرية التي هي مساكن القوم ففي قوله تعالى : (( وكم من قرية أهلكناها وهي ظالمة )) لا شك أن المراد بذلك أهل القرية ، لأن القرية نفسها وهي المساكن لا توصف بالظلم ، وفي قوله تعالى : (( إنا مهلكوا أهل هذه القرية )) لا شك أن المراد بالقرية هنا المساكن ، ولهذا أضفت إليها أهل ، أهل هذه القرية ، فتأمل الآن أن القرية جاءت في السياق لا يفهم السامع منها إلا أن المراد بها أهل القرية ، وجاءت في سياق آخر لا يفهم السامع منها إلا أنها المساكن مساكن القوم ، وكل ما يتبادر إلى الكلام فإنه ظاهره وحقيقته ، وبهذا يندفع عنا ضلال كثير حصل بتأويل بل بتحريف الكلم عن مواضعه بادعاء المجاز ، فما ذهب أهل البدع في نفيهم لصفات الله عز وجل جميعها أو أكثرها بل لنفيهم حتى الأسماء إلا بهذا السلم الذي هو المجاز .