نود من فضيلتكم مقدمة عن هذا الشهر الفضيل ماذا يجب على المسلم اتجاهه ؟ حفظ
السائل : ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل شهر الصوم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، ونحن نستقبل فيه هذا الشهر الفضيل الذي تكثر فيه الدعوات وتكثر فيه الحسنات نود من فضيلتكم مقدمة عن هذا الشهر الفضيل ، وماذا يجب على المسلم اتجاهه ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا الشهر المبارك شهر رمضان قال الله تعالى فيه : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان )) فخصه الله تعالى بأنه نزل فيه القرآن العظيم .
وخصه الله تعالى بليلة مباركة هي ليلة القدر التي قال الله عنها : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين )) وقال الله تعالى عنها : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر )) .
وخصه الله تعالى بأن فرض صيامه على هذه الأمة وجعل صيامه أحد أركان الإسلام ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذهبه ) .
وخصه الله عز وجل بأن جعل قيام ليله سبباً لمغفرة الذنوب ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ولهذا شرع للمسلمين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا ليالي رمضان جماعة يصلوا في المساجد خلف إمام ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) .
وإنني أحث إخواني المسلمين على صيام رمضان الصوم الذي تزكوا به أعمالهم ويزيد به إيمانهم وهو الصوم الذي يحافظ عليه صاحبه حتى يحقق ما شرع الصيام من أجله وقد أشار الله إلى ذلك في قوله : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فبين الله الحكمة من فرض الصيام وهي تقوى الله عز وجل ، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الحكمة من الصوم أن يدع الإنسان قول الزور والعمل به والجهل ، فأما قول الزور فهو كل قول محرم لأن كل قول محرم زور لازوراره عن الصراط المستقيم وانحرافه عنه و، كذلك العمل بالزور يشمل كل عمل محرم ، وأما الجهل فهو العدوان على الناس وظلمهم بأنفسهم بأموالهم بدمائهم وأعراضهم .
أحث إخواني المسلمين على أن يغتنموا هذا الشهر بالعناية بقيام لياليه فإنه كما أسلفنا آنفاً ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) وقيام رمضان يغفر الله به ما تقدم من ذنب القائم .
وأؤكد على إخواني الإئمة الذين يؤمون الناس أؤكد عليهم أن يقوموا للناس قياماً يكون مشتملاً على الطمأنينة وقراءة القرآن بتمهل ، وأن لا يفعلوا كما يفعل كثير من الأئمة فيسرعوا إسراعاً لا يتمكن به المأموم من فعل المستحب ، بل أحياناً يسرعون إسراعاً لا يتمكن به المأموم من فعل الواجب من الطمأنينة والتسبيح ونحو ذلك ، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن ، فكيف إذا أسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يجب ، ( والإمام ضامن ) ، ضامن لمن وراءه أن يقوم بهم في الصلاة الكاملة على الوجه الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت كيف كان قيام النبي صلى الله عليه وسلم أو كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا على غيره على إحدى عشرة ركعة ) فإذا اقتصر الإمام على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة كما جاء ذلك من حديث ابن عباس لكن بتأن وتمهل وطمأنينة وترتيل للقرآن وخشوع في الركوع والسجود وإقامة للذكر المستحب حتى يؤدي الصلاة على الوجه الأكمل ويتمكن من وراؤه من أدائها كذلك كان هذا خيراً من كثرة العدد بدون طمأنينة ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة المسيئ في صلاته ، الذي جاء وصلى صلاة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فصلي فإنك لم تصل ) كرر ذلك عليه ثلاث مرات حتى قال : والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني .
أحث إخواني المسلمين على الجود في نهار رمضان الجود بالنفس والجود بالمال فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدراسه القرآن ، فالعطاء والبذل والإحسان إلى الخلق في هذا الشهر له مزية على غيره ، لأنه شهر الإحسان والله تعالى يحب المحسنين ، شهر الجود والله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بخيرات كثيرة وفيرة .
أحث إخواني أيضاً على قراءة القرآن فيه بتمهل وتدبر لمعانيه ومباحثة فيما يشكل مع أهل العلم فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشرة آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً .
وأحذر إخواني المسلمين من إضاعة وقت هذا الشهر المبارك فإن أوقاته ثمينة ، أحذرهم من أن يتجرؤوا على ظلم عباد الله بالكذب في البيع والشراء والغش والخداع في أي معاملة يتعاملون فيها ، فإن النبي صلىى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال : ( من غش فليس منا ) .
وجملة القول أنني أحث إخواني المسلمين على كل عمل صالح يقربهم إلى الله عز وجل ، وأحذرهم من كل عمل سيء يكون سبباً في آثامهم ونقص إيمانهم ، وأسأل الله تعالى لي ولهم التوفيق لما يحبه ويرضاه واجتناب أسباب سخطه ومعاصيه .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه أجمعين .
هذا الشهر المبارك شهر رمضان قال الله تعالى فيه : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان )) فخصه الله تعالى بأنه نزل فيه القرآن العظيم .
وخصه الله تعالى بليلة مباركة هي ليلة القدر التي قال الله عنها : (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك إنه هو السميع العليم رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين )) وقال الله تعالى عنها : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر ، وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر )) .
وخصه الله تعالى بأن فرض صيامه على هذه الأمة وجعل صيامه أحد أركان الإسلام ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذهبه ) .
وخصه الله عز وجل بأن جعل قيام ليله سبباً لمغفرة الذنوب ، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ولهذا شرع للمسلمين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوموا ليالي رمضان جماعة يصلوا في المساجد خلف إمام ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) .
وإنني أحث إخواني المسلمين على صيام رمضان الصوم الذي تزكوا به أعمالهم ويزيد به إيمانهم وهو الصوم الذي يحافظ عليه صاحبه حتى يحقق ما شرع الصيام من أجله وقد أشار الله إلى ذلك في قوله : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) فبين الله الحكمة من فرض الصيام وهي تقوى الله عز وجل ، وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) ، فبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الحكمة من الصوم أن يدع الإنسان قول الزور والعمل به والجهل ، فأما قول الزور فهو كل قول محرم لأن كل قول محرم زور لازوراره عن الصراط المستقيم وانحرافه عنه و، كذلك العمل بالزور يشمل كل عمل محرم ، وأما الجهل فهو العدوان على الناس وظلمهم بأنفسهم بأموالهم بدمائهم وأعراضهم .
أحث إخواني المسلمين على أن يغتنموا هذا الشهر بالعناية بقيام لياليه فإنه كما أسلفنا آنفاً ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) وقيام رمضان يغفر الله به ما تقدم من ذنب القائم .
وأؤكد على إخواني الإئمة الذين يؤمون الناس أؤكد عليهم أن يقوموا للناس قياماً يكون مشتملاً على الطمأنينة وقراءة القرآن بتمهل ، وأن لا يفعلوا كما يفعل كثير من الأئمة فيسرعوا إسراعاً لا يتمكن به المأموم من فعل المستحب ، بل أحياناً يسرعون إسراعاً لا يتمكن به المأموم من فعل الواجب من الطمأنينة والتسبيح ونحو ذلك ، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على أنه يكره للإمام أن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن ، فكيف إذا أسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يجب ، ( والإمام ضامن ) ، ضامن لمن وراءه أن يقوم بهم في الصلاة الكاملة على الوجه الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد ثبت في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت كيف كان قيام النبي صلى الله عليه وسلم أو كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ( كان لا يزيد في رمضان ولا على غيره على إحدى عشرة ركعة ) فإذا اقتصر الإمام على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة كما جاء ذلك من حديث ابن عباس لكن بتأن وتمهل وطمأنينة وترتيل للقرآن وخشوع في الركوع والسجود وإقامة للذكر المستحب حتى يؤدي الصلاة على الوجه الأكمل ويتمكن من وراؤه من أدائها كذلك كان هذا خيراً من كثرة العدد بدون طمأنينة ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة في قصة المسيئ في صلاته ، الذي جاء وصلى صلاة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارجع فصلي فإنك لم تصل ) كرر ذلك عليه ثلاث مرات حتى قال : والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني .
أحث إخواني المسلمين على الجود في نهار رمضان الجود بالنفس والجود بالمال فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدراسه القرآن ، فالعطاء والبذل والإحسان إلى الخلق في هذا الشهر له مزية على غيره ، لأنه شهر الإحسان والله تعالى يحب المحسنين ، شهر الجود والله عز وجل يجود على عباده في هذا الشهر بخيرات كثيرة وفيرة .
أحث إخواني أيضاً على قراءة القرآن فيه بتمهل وتدبر لمعانيه ومباحثة فيما يشكل مع أهل العلم فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا لا يتجاوزون عشرة آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً .
وأحذر إخواني المسلمين من إضاعة وقت هذا الشهر المبارك فإن أوقاته ثمينة ، أحذرهم من أن يتجرؤوا على ظلم عباد الله بالكذب في البيع والشراء والغش والخداع في أي معاملة يتعاملون فيها ، فإن النبي صلىى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال : ( من غش فليس منا ) .
وجملة القول أنني أحث إخواني المسلمين على كل عمل صالح يقربهم إلى الله عز وجل ، وأحذرهم من كل عمل سيء يكون سبباً في آثامهم ونقص إيمانهم ، وأسأل الله تعالى لي ولهم التوفيق لما يحبه ويرضاه واجتناب أسباب سخطه ومعاصيه .