عندنا في السويد يعرض في بعض المطاعم لحم الخنزير ولقد تعرضت بالسؤال من بعض الأشخاص وهو لماذا حرم لحم الخنزير وما هو السبب وما هو الدليل على هذا، أرجوا من فضيلة الشيخ إعطاء إجابة وافية ؟ حفظ
السائل : يقول بأنه مقيم في السويد ويعرض في مطاعمهم لحم الخنزير ولقد تعرضت للسؤال من بعض الأشخاص وهو لماذا حرم لحم الخنزير وما هو السبب وما هو الدليل على هذا ؟ أرجو من فضيلة الشيخ إعطائي إجابة وافية جول هذا ؟
الشيخ : لحم الخنزير حرمه الله في كتابه في عدة مواضع وأجمع المسلمون على تحريمه ، وبين الله سبحانه وتعالى الحكمة من تحريمه في قوله : (( قل لا أجد فيما أحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس )) فبين الله سبحانه وتعالى الحكمة من تحريمه وهو أنه رجس ، أي نجس مضر للإنسان في دينه وفي بدنه ، والرب عز وجل هو الخالق وهو العالم بما في مخلوقاته من أضرار ومنافع ، فإذا قال لنا إنه عز وجل حرم الخنزير لأنه رجس علمنا بأن هذه الرجسية ضارة لنا في ديننا وأبداننا ، وحينئذٍ نقول لكل إنسان سأل عن الحكمة في تحريم لحم الخنزير نقول : إنه رجس ، أي نجس ضار بالنسبة للبدن وبالنسبة للدين .
وقد قيل إن من خلق هذا الحيوان النجس قلة الغيرة ، فإذا تغذى الإنسان به فقد تسلب منه الغيرة على محارمه وأهله لأن الإنسان قد يتأثر بما يتغذى به .
أفلم ترى إلى نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير ، لأن هذه السباع وهذه الطيور من طبيعتها العدوان والإفتراس فيخشى إذا تغذى بها الإنسان أن ينال هذا الطبع ، لأن الإنسان يتأثر بما يتغذى به . فهذه هي الحكمة من تحريم لحم الخنزير .
وهذا نقوله حينما نقوله لإنسان لا يؤمن بالقرآن ولا بأحكام الله ، وقد نقوله لإنسان يؤمن بذلك ولكن ليطمئن قلبه ويزداد ثباتاً ، والمؤمن بمجرد ما يقال أن هذا حكم الله ورسوله فهو عنده حكمة الحكم كما قال الله تعالى : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) ، وقال تعالى : (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ، ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) . ولما سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة ، ذكرت أن العلة في ذلك أمر الله ورسوله فقالت : ( كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) .
فالمؤمن يقتنع بالحكم الشرعي بمجرد ثبوت كونه حكماً من الله ورسوله ويستسلم لذلك ويرضى به ، لكن إذا كان نخاطب شخصاً ضعيف الإيمان أو شخصاً لا يؤمن بالله ورسوله فحيئذٍ يتعين علينا أن نتطلب الحكمة وأن نبينها .