ما صحت هذا الحديث وما معناه ( إذا سجد أحدكم فا ليضع يديه قبل ركبتيه ولا يبرك بروك البعير ) ؟ حفظ
السائل : ما صحت هذا الحديث وما معناه : ( إذا سجد أحدكم فليضع يديه قبل ركبتيه ولا يبرك بروك البعير ) ؟
الشيخ : هذا الحديث معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبرك الإنسان في سجوده كما يبرك البعير ، لأن الله تعالى فضل بني آدم على الحيوانات ولاسيما في العبادة التي هي من أجل العبادات وهي الصلاة ، فتشبه الإنسان بها بالبهائم مخالف لمقصود الصلاة ومخالف للحقيقة التي عليها بنو آدم من التفضيل على البهائم والحيوانات .
ولهذا لم يذكر الله تعالى مشابهة الإنسان بالحيوان إلا في مقابل الذم كما قال تعالى : (( مثل الذين حملوا التورات ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً )) وكما في قوله تعالى : (( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )) وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) وكقوله صلى الله عليه وسلم : ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) .
فالتشبه بالحيوان في أداء العبادة يكون النهي عنه أشد وأعظم ، والبعير إذا برك كما نشاهده يبدأ بيديه ، فأول ما يثني يديه ويخر عليهما ثم يتمم بروكه ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم الساجد أن يبرك كما يبرك البعير ، وذلك بأن يقدم يديه قبل ركبتيه ، فإذا قدم يديه قبل ركبتيه في حال السجود فقد برك كما يبرك البعير ، وعلى هذا يكون الشروع أن يبدأ بركبتيه قبل يديه كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله أنه كان يسجد على ركبتيه ثم يديه ، وكما أن هذا هو الموافق للنزول باعتبار البدن ، فتنزل الأسافل أولاً بأول كما ترتفع الأعالي أولاً بأول ، ولهذا عند النهوض من السجود يبدأ بالجبهة والأنف ثم باليدين ثم بالركبتين ، ففي النزول كذلك يبدأ بالأسفل بالركبتين ثم باليدين ثم بالجبهة والأنف .
وأما قوله في الحديث : ( وليبدأ بركبتيه ثم يديه ) فهذا مما انقلب على الراوي كما حقق ذلك بن القيم في زاد المعاد ، وكما هو ظاهر من اللفظ لأنه لو قدر أن الحديث ليس فيه انقلاب لكان آخره مخالف لأوله ، لأنه إذا بدأ بيديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير والنهي لا يبرك كما يبرك البعير مقدم على المثال ، لأن النهي محكم والتمثيل قد يقع فيه الوهم من الراوي .
وحينئذٍ فنقول صواب الحديث : ( وليبدأ بركبتيه قبل يديه ) ليكون المثال مطابقاً للقاعدة وهي النهي عن البروك كما يبرك البعير .
فإن قال قائل : إن البعير يبرك على ركبتيه لأن ركبتيه في يديه ، فإذا وضع الإنسان ركبتيه قبل يديه فقد برك على ما يبرك عليه البعير . قلنا : نعم ركبتا البعير في يديه ولا إشكال في ذلك ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل : فلا يبرك على ما يبرك عليه بالعير حتى نقول : إنك إذا بدأت بالركبتين عند السجود فقد بركت على ما يبرك عليه البعير وهو الركبتان ، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كما يبرك البعير ) فالنهي عن الكيفية والصفة وليس عن العضو المسجود عليه ، وبهذا يتبين جلياً أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في النهي عن بروك كبروك البعير موافق لحديث وائل ابن حجر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ بركبتيه قبل يديه ، والله أعلم .
الشيخ : هذا الحديث معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبرك الإنسان في سجوده كما يبرك البعير ، لأن الله تعالى فضل بني آدم على الحيوانات ولاسيما في العبادة التي هي من أجل العبادات وهي الصلاة ، فتشبه الإنسان بها بالبهائم مخالف لمقصود الصلاة ومخالف للحقيقة التي عليها بنو آدم من التفضيل على البهائم والحيوانات .
ولهذا لم يذكر الله تعالى مشابهة الإنسان بالحيوان إلا في مقابل الذم كما قال تعالى : (( مثل الذين حملوا التورات ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً )) وكما في قوله تعالى : (( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث )) وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) وكقوله صلى الله عليه وسلم : ( العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه ) .
فالتشبه بالحيوان في أداء العبادة يكون النهي عنه أشد وأعظم ، والبعير إذا برك كما نشاهده يبدأ بيديه ، فأول ما يثني يديه ويخر عليهما ثم يتمم بروكه ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم الساجد أن يبرك كما يبرك البعير ، وذلك بأن يقدم يديه قبل ركبتيه ، فإذا قدم يديه قبل ركبتيه في حال السجود فقد برك كما يبرك البعير ، وعلى هذا يكون الشروع أن يبدأ بركبتيه قبل يديه كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله أنه كان يسجد على ركبتيه ثم يديه ، وكما أن هذا هو الموافق للنزول باعتبار البدن ، فتنزل الأسافل أولاً بأول كما ترتفع الأعالي أولاً بأول ، ولهذا عند النهوض من السجود يبدأ بالجبهة والأنف ثم باليدين ثم بالركبتين ، ففي النزول كذلك يبدأ بالأسفل بالركبتين ثم باليدين ثم بالجبهة والأنف .
وأما قوله في الحديث : ( وليبدأ بركبتيه ثم يديه ) فهذا مما انقلب على الراوي كما حقق ذلك بن القيم في زاد المعاد ، وكما هو ظاهر من اللفظ لأنه لو قدر أن الحديث ليس فيه انقلاب لكان آخره مخالف لأوله ، لأنه إذا بدأ بيديه قبل ركبتيه فقد برك كما يبرك البعير والنهي لا يبرك كما يبرك البعير مقدم على المثال ، لأن النهي محكم والتمثيل قد يقع فيه الوهم من الراوي .
وحينئذٍ فنقول صواب الحديث : ( وليبدأ بركبتيه قبل يديه ) ليكون المثال مطابقاً للقاعدة وهي النهي عن البروك كما يبرك البعير .
فإن قال قائل : إن البعير يبرك على ركبتيه لأن ركبتيه في يديه ، فإذا وضع الإنسان ركبتيه قبل يديه فقد برك على ما يبرك عليه البعير . قلنا : نعم ركبتا البعير في يديه ولا إشكال في ذلك ، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل : فلا يبرك على ما يبرك عليه بالعير حتى نقول : إنك إذا بدأت بالركبتين عند السجود فقد بركت على ما يبرك عليه البعير وهو الركبتان ، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كما يبرك البعير ) فالنهي عن الكيفية والصفة وليس عن العضو المسجود عليه ، وبهذا يتبين جلياً أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في النهي عن بروك كبروك البعير موافق لحديث وائل ابن حجر المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ بركبتيه قبل يديه ، والله أعلم .