نحن نعلم بأن القرآن الكريم نزل مفرقا وورد بالقرآن الكريم بأنه نزل في ليلة القدر، هل معنى ذالك بأنه نزل في كل سنة من ليلة القدر ؟ حفظ
السائل : نحن نعلم بأن القرآن الكريم نزل مفرقا وورد بالقرآن الكريم بأنه نزل في ليلة القدر ، هل معنى ذالك بأنه نزل في كل سنة من ليلة القدر ، نرجو بهذا إفادة فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فإنه لا يخفى علينا جميعاً أن القرآن كلام الله عز وجل لقوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )) أي حتى يسمع القرآن ، وليس المعنى أن هذا المستجير يسمع كلام الله نفسه من الله بل إنما يسمع القرآن الذي هو كلام الله عز وجل ، وأن هذا القرآن نزل من عند الله تعالى كما قال الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) وكما قال تعالى : (( إنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) .
فالقرآن نزل من عند الله عز وجل ونزوله كان مفرقاً كما قال تعالى : (( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) وقال تعالى : (( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً )) ولنزوله مفرقاً فوائد كثيرة ذكرها أهل العلم بالتفسير في أصول التفسير .
فأما قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) فقد اختلف المفسرون فيها ، فقال بعضهم : إنا أنزلناه أي ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ، فيكون القرآن أول ما نزل في ليلة القدر ثم نزل متتابعاً حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
وقال بعض أهل العلم : إنه نزل إلى بيت العزة جميعاً في ليلة القدر ثم نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً بعد ذلك .
لكن الأول أقرب إلى الصواب ، لأن قوله : (( إنا أنزلناه )) يقتضي إنزاله إلى منتهى إنزاله وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لم ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً في ليلة واحدة بل نزل مفرقاً فيكون المعنى : (( إنا أنزلناه )) أي : إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ثم صار ينزل مفرقاً حسب ما تقتضيه حكمة الله تبارك وتعالى .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فإنه لا يخفى علينا جميعاً أن القرآن كلام الله عز وجل لقوله تعالى : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )) أي حتى يسمع القرآن ، وليس المعنى أن هذا المستجير يسمع كلام الله نفسه من الله بل إنما يسمع القرآن الذي هو كلام الله عز وجل ، وأن هذا القرآن نزل من عند الله تعالى كما قال الله تعالى : (( تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم )) وكما قال تعالى : (( إنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين )) .
فالقرآن نزل من عند الله عز وجل ونزوله كان مفرقاً كما قال تعالى : (( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا )) وقال تعالى : (( وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً )) ولنزوله مفرقاً فوائد كثيرة ذكرها أهل العلم بالتفسير في أصول التفسير .
فأما قوله تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر )) فقد اختلف المفسرون فيها ، فقال بعضهم : إنا أنزلناه أي ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ، فيكون القرآن أول ما نزل في ليلة القدر ثم نزل متتابعاً حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
وقال بعض أهل العلم : إنه نزل إلى بيت العزة جميعاً في ليلة القدر ثم نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً بعد ذلك .
لكن الأول أقرب إلى الصواب ، لأن قوله : (( إنا أنزلناه )) يقتضي إنزاله إلى منتهى إنزاله وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لم ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً في ليلة واحدة بل نزل مفرقاً فيكون المعنى : (( إنا أنزلناه )) أي : إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ثم صار ينزل مفرقاً حسب ما تقتضيه حكمة الله تبارك وتعالى .