أنا فتاة أدرس وعند دخولنا إلى فصل الدراسة يكون أذان الظهر قد حان ونخرج من الفصل بعد ساعتين وفي وقت الدرس لا أفهم ماذا يقول المدرس لأنني لا أفكر إلا في الصلاة وألوم نفسي على ذلك سؤالي هل أكون آثمة بهذا التأخير ؟ حفظ
السائل : أنا فتاة أدرس وعند دخولنا إلى فصل الدراسة يكون أذان الظهر قد حان ونخرج من الفصل بعد ساعتين ، وفي وقت الدرس لا أفهم ماذا يقول المدرس لأنني لا أفكر إلا في الصلاة وألوم نفسي على ذلك ، سؤالي هل أكون آثمة بهذا التأخير ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فقبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أنبه على اسم السائلة حيث قالت إن اسمها : إيمان ، واسم إيمان يحمل نوعاً من التزكية و فلهذا لا يتنبغي التسمية به ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم برّ لكونه دال على التزكية ، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسامي التي تحمل التزكية لمن تسمى بها ، أما ما كان علما مجرداً لا يفهم منه التزكية فهذا لا بأس به ، ولهذا نسمى بصالح وعلي وما أشبههما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنىً للتزكية .
ثم نعود إلى جواب سؤالها ، تقول : إنها تدخل الفصل حين أذان الظهر وأن الحصة أو الدراسة تبقى لمدة ساعتين وأنها تبقى مشغولة في حال الدراسة بالتفكير في صلاتها ، فنشكرها على هذه اليقظة وعلى حياة قلبها ، ونسأل الله سبحانه وتعالى لها الثبات .
ونقول : إن الساعتين لا يخرج بهما وقت الظهر فإن وقت الظهر يمتد من زوال الشمس إلى دخول وقت العصر ، وهذا زمن يزيد على الساعيتن ، فبإمكانها أن تصلي صلاة الظهر إذا انتهت الحصة ، لأنه سيبقى معها زمن ، هذا إذا لم يتيسر أن تصلي أثناء وقت الحصة ، فإن تيسر فهو أحوط ، وإذا قدر أن الحصة لا تخرج إلا بدخول وقت العصر وكان يلحقها ضرر أو مشقة في الخروج عن الدرس ، ففي هذه الحال يجوز لها أن تجمع بين الظهر والعصر ، تؤخر الظهر إلى العصر لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ، فقيل له في ذلك ، فقال رضي الله عنه : أراد يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحرج أمته ) .
فدل هذا الكلام من ابن عباس رضي الله عنهما على أن ما فيه حرج ومشقة على الإنسان يحل له أن يجمع الصلاتين الذين يجمع بعضهما إلى بعض في وقت إحدهما ، وهذا داخل في تيسير الله عز وجل لهذه الأمة دينها .
وأساس هذا قوله تعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وقوله تعالى : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج )) وقوله تعالى : (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الدين يسر ) إلى غير ذلك من الصوص الكثيرة الدالة على يسر هذه الشريعة .
ولكن هذه القاعدة العظيم ليست تبعاً لهوى الإنسان ومزاجه ولكنها تبع لما جاء به الشرع ، فليس كل ما يعتقده الإنسان سهلاً ويسراً يكون من الشريعة ، لأن المتهاونين الذين لا يهتمون بدينهم كثيراً ربما يستصعبون ما هو سهل فيدعونه إلى ما تهواه نفوسهم بناء على هذه القاعدة ولكن هذا فهم خاطئ ، فالدين يسر في جميع تشريعاته وليس يسراً باعتبار أهواء الناس : (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض )) .
الشيخ : الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فقبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أنبه على اسم السائلة حيث قالت إن اسمها : إيمان ، واسم إيمان يحمل نوعاً من التزكية و فلهذا لا يتنبغي التسمية به ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم برّ لكونه دال على التزكية ، والمخاطب في ذلك هم الأولياء الذين يسمون أولادهم بمثل هذه الأسامي التي تحمل التزكية لمن تسمى بها ، أما ما كان علما مجرداً لا يفهم منه التزكية فهذا لا بأس به ، ولهذا نسمى بصالح وعلي وما أشبههما من الأعلام المجردة التي لا تحمل معنىً للتزكية .
ثم نعود إلى جواب سؤالها ، تقول : إنها تدخل الفصل حين أذان الظهر وأن الحصة أو الدراسة تبقى لمدة ساعتين وأنها تبقى مشغولة في حال الدراسة بالتفكير في صلاتها ، فنشكرها على هذه اليقظة وعلى حياة قلبها ، ونسأل الله سبحانه وتعالى لها الثبات .
ونقول : إن الساعتين لا يخرج بهما وقت الظهر فإن وقت الظهر يمتد من زوال الشمس إلى دخول وقت العصر ، وهذا زمن يزيد على الساعيتن ، فبإمكانها أن تصلي صلاة الظهر إذا انتهت الحصة ، لأنه سيبقى معها زمن ، هذا إذا لم يتيسر أن تصلي أثناء وقت الحصة ، فإن تيسر فهو أحوط ، وإذا قدر أن الحصة لا تخرج إلا بدخول وقت العصر وكان يلحقها ضرر أو مشقة في الخروج عن الدرس ، ففي هذه الحال يجوز لها أن تجمع بين الظهر والعصر ، تؤخر الظهر إلى العصر لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( جمع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر ، فقيل له في ذلك ، فقال رضي الله عنه : أراد يعني النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحرج أمته ) .
فدل هذا الكلام من ابن عباس رضي الله عنهما على أن ما فيه حرج ومشقة على الإنسان يحل له أن يجمع الصلاتين الذين يجمع بعضهما إلى بعض في وقت إحدهما ، وهذا داخل في تيسير الله عز وجل لهذه الأمة دينها .
وأساس هذا قوله تعالى : (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر )) وقوله تعالى : (( ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج )) وقوله تعالى : (( وما جعل عليكم في الدين من حرج )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الدين يسر ) إلى غير ذلك من الصوص الكثيرة الدالة على يسر هذه الشريعة .
ولكن هذه القاعدة العظيم ليست تبعاً لهوى الإنسان ومزاجه ولكنها تبع لما جاء به الشرع ، فليس كل ما يعتقده الإنسان سهلاً ويسراً يكون من الشريعة ، لأن المتهاونين الذين لا يهتمون بدينهم كثيراً ربما يستصعبون ما هو سهل فيدعونه إلى ما تهواه نفوسهم بناء على هذه القاعدة ولكن هذا فهم خاطئ ، فالدين يسر في جميع تشريعاته وليس يسراً باعتبار أهواء الناس : (( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض )) .