يتفشى في المجتمع القروي لدينا صفتان ذميمتان وهما عدم صلة الرحم والغيبة، كيف نستطيع أن نقاوم ذالك وما هي نصيحتكم جزاكم الله خيرا ؟ حفظ
السائل : يتفشى في المجتمع القروي لدينا صفتان ذميمتان وهما : عدم صلة الرحم والغيبة ، كيف نستطيع أن نقاوم ذالك وما هي نصيحتكم جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : أما الأول وهو عدم صلة الرحم فيمكن مقاومته بأن يعلم الإنسان أن صلة الرحم من أوجب الواجبات التي تجب للإنسان على الإنسان ، وفيها من الخير والفضل من الثواب العظيم حتى إن الله سبحانه وتعالى تكفر للرحم أن يصل من وصلها ويقطع من قطعها ، وفي قطيعة الرحم من العقوبة والآثام ما ينزجر به ذوي الألباب ، فإنه ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي قاطع رحم ، قال الله تعالى : (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )) .
فإذا رأى الإنسان في النصوص التي فيها وعد من وصل رحمه بالخير رغب في ذلك وأقدم عليه ، وإذا رأى النصوص التي فيها الوعيد على من قطع رحمه حذر منه أي من قطع الرحم وأبعد عنه .
وفي صلى الرحم من المصالح الدنيوية التآزر والتلاحم بين العائلات وشعور كل واحد منهم أنه كالجزء من الآخر ، وهذا وإن كان عاماً لجميع المؤمنين فإن : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) ( ومثل المؤمنين في توادهم وترحمهم كالجسد الواحد ) لكن في القرابات أخص .
ويسأل كثير من الناس كيف تكون الصلة ؟
فنقول : الصلة جاءت في القرآن الكريم مطلقة وكذلك في السنة ، وما جاء مطلقاً في الكتاب والسنة هو ليس له مدلول شرعي يرجع إليه فالرجوع فيه إلى العرف ، كما قيل : " وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف احدد " فالذي ليس له حد شرعي يرجع فيه إلى العرف ، فصلة الأرحام ليس لها حد شرعي فيرجع فيه إلى العرف ، فما جرى العرف بأنه صلة فهو صلة وما جرى العرف بأنه قطيعة فهو قطيعة ، وعلى هذا فالصلة تختلف باختلاف الزمان واختلاف الأحوال واختلاف القرب ، فقد تكون القطيعة في زمن صلة في زمن آخر ، وقد تكون القطية في حال صلة في حال أخرى ، وقد تكون القطيعة من شخص صلة في حق شخص آخر .
فإذا كان الناس مثلاً في شدة وضيق وقلة ذات اليد فالصلة تكون بالقول الكريم الحسن وببذل ما يستطاع من المال لمواساة الأقارب من إطعام وكسوة وغير ذلك ، وإذا كان الناس في غنى وكل إنسان لا يحتاج إلى الآخر فالصلة تكون بالقول الكريم الحسن ، وبالهدايا عند المناسبات ، وليس بكثرة الإنفاق على القريب وما أشبه ذلك .
فالمهم أن الصلة جاءت في الكتاب والسنة مطلقة وليس لها حد شرعي يعينها ويبينها فيرجع في ذلك إلى العرف ، فما سماه الناس صلة فهو صلة وما سموه قطيعة فهو قطيعة .
والصلة في عهدنا الحاضر ولله الحمد متيسرة ، فإنه من الممكن أن ترفع سماعة الهاتف وتكلم قريبك سواء كان قريبا منك في المكان أم بعيداً وتسأله عن حاله وحال أولاده ، وهل يحتاج شيئاً وما أشبه ذلك ، وتحقيقاً لما أشرت إليه من أن الصلة تختلف باختلاف الأحوال : لو كان قريبك مريضاً أو عنده مريض لكانت الحال تتطلب أن تتصل به كل يوم ، وربما تتطلب أن تتصل به في الصباح والمساء ، وإذا كان الأمر عاديا ًوطبيعاً فإنه قد يكفي أن تتصل به كل أسبوع مثلا أو كل نصف شهر على حسب الحال من قربه منك وبعده منك ، لأن صلة القريب أيضاً أوكد وأكثر من صلة من هو أبعد منك .
وأما بالنسبة للشق الثاني من السؤال وهو : الغيبة ، فإن الغيبة مع الأسف كثيرة في المجتمع الإسلامي ، وهي : أن يذكر الإنسان أخاه بما يكره ، فذكر الإنسان بما يكره هذه هي الغيبة ، هكذا حددها أعلم الخلق وأنصح الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد سئل عن الغيبة ما هي فقال : ( ذكرك أخاك بما يكره ) .
سواء كان الذي يكرهه وصفاً خُلقياً كسرعة الغضب والحمق والكبرياء وما أشبه ذلك أو صفة خَلقية كالطول والقصر والسواد والبياض وما أشبه ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الغيبة : ( ذكرك أخاك بما يكره ) قالوا يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) أي كذبت عليه ، فكنت جامعاً بين البهتان والغيبة ، إذا لم يكن الوصف الذي ذكرته فيه ، فإن كان فيه فهذه الغيبة .
وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب وليست من الصغائر بل هي من الكبائر كما نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله .
وقد ضرب الله مثلاً للغيبة بأبشع صورة فقال الله تعالى : (( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) فأنت لو قدم لك لحم ميتة غير إنسان فإنك لا يمكن أن تأكلها لخبثها ونتنها وضررها ، فكيف إذا قدمت لك جيفة إنسان ؟ فكيف إذا قدمت جيفة أخ لك ؟ (( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه )) إن هذه الصورة من أبشع الصور التي تنفر منها كل نفس سليمة .
وهنا شبهها بأكل لحم الميت لأن الإنسان الذي اغتبته ليس حاضراً يدافع عن نفسه فهو كالميت الذي يؤكل ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه ، وتأمل قوله تعالى : (( لحم أخيه )) فإن الأخوة تقتضي أن يدافع الإنسان عن أخيه لا أن يجلس على جيفته كأنما جلس على ألذ لحم وأطيبه .
والحال التي عليها الناس اليوم مع الأسف هي أنهم يتفكهون في أكل لحوم الناس حتى كأن الواحد يأكل أطيب ما يكون من اللحم ، وإن الواجب على المسلم أن يكون درعاً حصيناً لعرض أخيه المسلم يدافع عنه ويذب عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فإذا كنت أنت لا تحب أن أحداً يغتابك فكيف ترضى أن تغتاب أخاك المسلم .
وليعلم أن كل من جنى على إخوانه في أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم ليعلم أن هذا سوف يكون يوم القيامة على حساب حسناته ، لأنه يقتص لهؤلاء المظلومين من الظالم بالأخذ من حسناته فإن لم يبقى شيء من حسناته أخذ من سيآتهم فطرح عليه ثم طرح في النار .
الشيخ : أما الأول وهو عدم صلة الرحم فيمكن مقاومته بأن يعلم الإنسان أن صلة الرحم من أوجب الواجبات التي تجب للإنسان على الإنسان ، وفيها من الخير والفضل من الثواب العظيم حتى إن الله سبحانه وتعالى تكفر للرحم أن يصل من وصلها ويقطع من قطعها ، وفي قطيعة الرحم من العقوبة والآثام ما ينزجر به ذوي الألباب ، فإنه ( لا يدخل الجنة قاطع ) أي قاطع رحم ، قال الله تعالى : (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )) .
فإذا رأى الإنسان في النصوص التي فيها وعد من وصل رحمه بالخير رغب في ذلك وأقدم عليه ، وإذا رأى النصوص التي فيها الوعيد على من قطع رحمه حذر منه أي من قطع الرحم وأبعد عنه .
وفي صلى الرحم من المصالح الدنيوية التآزر والتلاحم بين العائلات وشعور كل واحد منهم أنه كالجزء من الآخر ، وهذا وإن كان عاماً لجميع المؤمنين فإن : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان ) ( ومثل المؤمنين في توادهم وترحمهم كالجسد الواحد ) لكن في القرابات أخص .
ويسأل كثير من الناس كيف تكون الصلة ؟
فنقول : الصلة جاءت في القرآن الكريم مطلقة وكذلك في السنة ، وما جاء مطلقاً في الكتاب والسنة هو ليس له مدلول شرعي يرجع إليه فالرجوع فيه إلى العرف ، كما قيل : " وكل ما أتى ولم يحدد بالشرع كالحرز فبالعرف احدد " فالذي ليس له حد شرعي يرجع فيه إلى العرف ، فصلة الأرحام ليس لها حد شرعي فيرجع فيه إلى العرف ، فما جرى العرف بأنه صلة فهو صلة وما جرى العرف بأنه قطيعة فهو قطيعة ، وعلى هذا فالصلة تختلف باختلاف الزمان واختلاف الأحوال واختلاف القرب ، فقد تكون القطيعة في زمن صلة في زمن آخر ، وقد تكون القطية في حال صلة في حال أخرى ، وقد تكون القطيعة من شخص صلة في حق شخص آخر .
فإذا كان الناس مثلاً في شدة وضيق وقلة ذات اليد فالصلة تكون بالقول الكريم الحسن وببذل ما يستطاع من المال لمواساة الأقارب من إطعام وكسوة وغير ذلك ، وإذا كان الناس في غنى وكل إنسان لا يحتاج إلى الآخر فالصلة تكون بالقول الكريم الحسن ، وبالهدايا عند المناسبات ، وليس بكثرة الإنفاق على القريب وما أشبه ذلك .
فالمهم أن الصلة جاءت في الكتاب والسنة مطلقة وليس لها حد شرعي يعينها ويبينها فيرجع في ذلك إلى العرف ، فما سماه الناس صلة فهو صلة وما سموه قطيعة فهو قطيعة .
والصلة في عهدنا الحاضر ولله الحمد متيسرة ، فإنه من الممكن أن ترفع سماعة الهاتف وتكلم قريبك سواء كان قريبا منك في المكان أم بعيداً وتسأله عن حاله وحال أولاده ، وهل يحتاج شيئاً وما أشبه ذلك ، وتحقيقاً لما أشرت إليه من أن الصلة تختلف باختلاف الأحوال : لو كان قريبك مريضاً أو عنده مريض لكانت الحال تتطلب أن تتصل به كل يوم ، وربما تتطلب أن تتصل به في الصباح والمساء ، وإذا كان الأمر عاديا ًوطبيعاً فإنه قد يكفي أن تتصل به كل أسبوع مثلا أو كل نصف شهر على حسب الحال من قربه منك وبعده منك ، لأن صلة القريب أيضاً أوكد وأكثر من صلة من هو أبعد منك .
وأما بالنسبة للشق الثاني من السؤال وهو : الغيبة ، فإن الغيبة مع الأسف كثيرة في المجتمع الإسلامي ، وهي : أن يذكر الإنسان أخاه بما يكره ، فذكر الإنسان بما يكره هذه هي الغيبة ، هكذا حددها أعلم الخلق وأنصح الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد سئل عن الغيبة ما هي فقال : ( ذكرك أخاك بما يكره ) .
سواء كان الذي يكرهه وصفاً خُلقياً كسرعة الغضب والحمق والكبرياء وما أشبه ذلك أو صفة خَلقية كالطول والقصر والسواد والبياض وما أشبه ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الغيبة : ( ذكرك أخاك بما يكره ) قالوا يا رسول الله أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) أي كذبت عليه ، فكنت جامعاً بين البهتان والغيبة ، إذا لم يكن الوصف الذي ذكرته فيه ، فإن كان فيه فهذه الغيبة .
وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب وليست من الصغائر بل هي من الكبائر كما نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله .
وقد ضرب الله مثلاً للغيبة بأبشع صورة فقال الله تعالى : (( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )) فأنت لو قدم لك لحم ميتة غير إنسان فإنك لا يمكن أن تأكلها لخبثها ونتنها وضررها ، فكيف إذا قدمت لك جيفة إنسان ؟ فكيف إذا قدمت جيفة أخ لك ؟ (( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه )) إن هذه الصورة من أبشع الصور التي تنفر منها كل نفس سليمة .
وهنا شبهها بأكل لحم الميت لأن الإنسان الذي اغتبته ليس حاضراً يدافع عن نفسه فهو كالميت الذي يؤكل ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه ، وتأمل قوله تعالى : (( لحم أخيه )) فإن الأخوة تقتضي أن يدافع الإنسان عن أخيه لا أن يجلس على جيفته كأنما جلس على ألذ لحم وأطيبه .
والحال التي عليها الناس اليوم مع الأسف هي أنهم يتفكهون في أكل لحوم الناس حتى كأن الواحد يأكل أطيب ما يكون من اللحم ، وإن الواجب على المسلم أن يكون درعاً حصيناً لعرض أخيه المسلم يدافع عنه ويذب عنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فإذا كنت أنت لا تحب أن أحداً يغتابك فكيف ترضى أن تغتاب أخاك المسلم .
وليعلم أن كل من جنى على إخوانه في أعراضهم أو أموالهم أو دمائهم ليعلم أن هذا سوف يكون يوم القيامة على حساب حسناته ، لأنه يقتص لهؤلاء المظلومين من الظالم بالأخذ من حسناته فإن لم يبقى شيء من حسناته أخذ من سيآتهم فطرح عليه ثم طرح في النار .