حينما أذهب إلى خالاتي لزيارتهن ليس عندهن إلا الكلام عن فلانة و فلانة وأنا شخصيتي ضعيفة لا أقول لهم هذا حرام أسكتي وأشعر بأني آثمة حينما أستمع إلى غيبتهن وكلامهن عن الآخرين ، فانقطعت عن الذهاب إليهن ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ أرشدونا مأجورين ؟ حفظ
السائل : ءاخر سؤال في رسالة المستمعة أم أسامة من دولة الكويت تقول حينما أذهب إلى خالاتي لزيارتهن ليس عندهن غير الكلام عن فلانة وعلانة وأنا شخصيتي ضعيفة لا أقول لهم هذا حرام اسكتي وأشعر بأنني ءاثمة حين أستمع إلى غيبتهن وكلامهن عن الأخرين فانقطعت عن الذهاب إليهن ماذا أفعل يا فضيلة الشيخ أرشدونا مأجورين؟
الشيخ : الواجب عليك أن تَصِلِي رحمك وأن تذهبي إليهم على الوجه المعروف ومن صلتك لهم أن تنصحيهم إذا وقعوا في الغيبة فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة ) قلنا لمن يا رسول الله قال ( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ولا يحل لكِ أن تتركِي صلتهم فإن ترك صلتهم في هذه الحال تتضمّن محذورين، المحذور الأول قطيعة الرحم ولا يخفى ما فيه من العقوبة فإن الله سبحانه وتعالى تكفّل بالرحم أن يصل من وصلها ويقطع من قطعها قال الله تعالى (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم )) .
المحذور الثاني أنك لا تسعي أو لا تسعين، أنك لا تسعين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والواجب على المرء أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقدر ما يستطيع، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطْرا ) وهذا يدل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر واجب مؤكّد الوجوب فعليكِ أن تصلِي رحمك وعليك أن تنصحيهن بترك هذا المحذور الذي هو الغيبة فإن الغيبة من كبائر الذنوب وقد قال الله تعالى مقبّحا لها ومكرّها لها (( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه )) ثم إن الغيبة ظلم لأخيك المسلم والظلم ظلمات يوم القيامة وهذا المظلوم يأخذ يوم القيامة من حسنات الظالم كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من تعدّون المفلس فيكم ) قالوا من لا درهم عنده ولا متاع أو ولا دينار فقال ( بل المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسناته شيء وإلا أخِذ من سيئاتهم فطرِح عليه ثم طرح في النار ) وإذا وقعت الغيبة من شخص لأخيه فالواجب عليه الكف والإعراض عن هذا ثم إن كان أخوه قد علِم بأنه اغتابه فليذهب وليتحلّل منه في الدنيا قبل أن يموت وإن كان أخوه لم يعلم بأنه اغتابه فليُثني عليه بما يستحقه من الثناء في المجالس التي يغتابه فيها وليدْع الله له. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.