إذا قال الإمام : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) في قراءة الفاتحة قال المأموم : ( استعن بالله ) ما مدى صحة ذلك يا فضيلة الشيخ .؟ حفظ
السائل : نعود إلى رسالة بعث بها مستمع للبرنامج غرم الله المالكي استعرضنا بعضا من أسئلته في حلقة سابقة، يسرنا أن نستعرض بقية أسئلة المستمع غرم الله في هذه الحلقة، يقول المستمع إذا قال الإمام (( إياك نعبد وإياك نستعين )) في قراءة الفاتحة قال المأموم "استعنا بالله" ما مدى صحة ذلك يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ : المشروع في حق المأموم أن ينصت لقراءة إمامه ويستمع إليها لقوله تعالى (( وإذا قرئ القرأن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا قرأ فأنصتوا ) فهذا هو المشروع في حق المأموم ولا يدعو بين الأيات التي يقرؤ بها إمامه لأن ذلك خلاف الإنصات ثم إن قوله استعنا بالله لا معنى له في هذا المكان لأن الإمام يُخبر بأنه يعبد الله ويستعينه وهو يؤم هؤلاء فخبره خبر عن نفسه وعمن وراءه فيكون الإمام بقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) قائل بذلك عن نفسه وعن من وراءه ولهذا إذا ختم الفاتحة قال ءامين قلنا نحن ءامين أيضا مما يدل على أن قراءته التي يجهر بها قراءة لنا.
ثم إن المأموم سوف يقرؤ الفاتحة بعد فراغ إمامه منها لأنها ركن في حقه كما هي ركن في حق غير المأموم لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) ولأنه صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يوم صلاة الفجر فلما انصرف قال ( لعلكم تقرؤون خلف إمامكم ) قالوا نعم قال ( لا تفعلوا إلا بأم القرأن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ) فإذا كنت ستقرؤها أيها المأموم فلا حاجة إلى أن تقول "استعنت بالله".
ثم إننا نقول الأية فيها عبادة واستعانة فكيف تقول استعنا بالله ولا تقول عبدنا الله فتفرّق بين شيئين جمع الله بينهما والحاصل أن هذه الكلمة لا معنى لها إطلاقا وينبغي لمن سمع أحدا من المأمومين يقولها أن يبيّن له أن ذلك غير مشروع.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا وللإخوة المستمعين.