ما هو موقف الإسلام الحنيف من الوضوء وما يستلزمه من ذكر اسم الله في مكان الخلاء ؟ حفظ
السائل : هذا المستمع من جمهورية مصر العربية المنصورة محمود السعيد عبد الخالق له هذه الفقرات يقول إلى السادة القائمين على هذا البرنامج الجليل نور على الدرب إني لأتوجه لفضيلتكم بخالص الشكر لإتاحتكم لي هذه الفرصة لتتفضلوا مشكورين بالإجابة على أسئلتي يقول ما هو موقف الإسلام الحنيف من الوضوء وما يستلزمه من ذكر اسم الله في مكان كالخلاء؟
الشيخ : نعم. التسمية على الوضوء سنّة إذا سمى الإنسان فهو أكمل وأفضل وإن لم يسمي فلا إثم عليه ولا فساد لوضوئه بل وضوؤه صحيح وذلك أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ) قد اختلف العلماء رحمهم الله في ثبوته وفي مدلوله فمن العلماء من ضعّفه حتى قال الإمام أحمد رحمه الله لا يثبت في هذا الباب شيء.
ومن العلماء من قال إنه حجة ثم اختلفوا أيضا هل هذا النفي نفي للكمال أو نفي للصحة فمنهم من قال إنه نفي للكمال وأن الوضوء بالتسمية أتم ولا تتوقف صحته عليها ومنهم من قال إنه نفي للصحة وأن الوضوء بدون التسمية ليس بصحيح لأن هذا هو الأصل في النفي لأن الأصل في النفي أن يكون المنفي معدوما إما حقيقة وإما شرعا إلا أن يقوم دليل على أن المراد بذلك نفي الكمال.
والأقرب عندي أن التسمية على الوضوء سنّة وذلك لأن جميع الواصفين لوضوء الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا يذكرون عنه التسمية مع أنهم يصفون وضوءه في مقام التعليم للناس كما كان أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه يدعو بالطست فيه الماء فيتوضأ والناس ينظرون إليه ليعلّمهم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يذكر التسمية فإن سمّى الإنسان على وضوئه كان أكمل وإن لم يسمّي فلا إثم عليه ووضوؤه صحيح.
ثم إن التسمية في الخلاء وشبهه لا بأس بها لأن غالب المختليات عندنا نظيفة فإن الماء يُزيل النجاسة ويذهب بها وإن أحب أن يُسمي بقلبه بأن يستحضر التسمية بقلبه بدون أن ينطق بها بلسانه فهذا طيب. نعم.