لقد استمعنا إلى برنامجكم نور على الدرب وسمعنا بأن رفع اليدين في الدعاء بعد الفريضة بدعة فمتى يستحب رفع اليدين هل بعد صلاة السفر أم في النوافل نرجو إفادة جزاكم الله خيراً ؟ حفظ
السائل : من سلطنة عمان هذا مستمع للبرنامج يقول في هذا السؤال، لقد استمعنا إلى برنامجكم نور على الدرب وسمعنا بأن رفع اليدين في الدعاء بعد الفريضة بدعة فمتى يُستحب رفع اليدين هل بعد صلاة السفر أم في النوافل نرجو إفادة جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : نعم، رفع اليدين مقرون بالدعاء وهو من ءادابه ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صفرا ) وفي الحديث الصحيح أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
ففي هذين الحديثين دليل على أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة ولكن ينبغي أن يُعلم أن رفع اليدين في الدعاء على أقسام، القسم الأول ما وردت السنّة برفع اليدين فيه.
والقسم الثاني ما وردت السنّة بعدم رفع اليدين فيه.
والقسم الثالث ما كان الظاهر فيه عدم رفع اليدين.
والقسم الرابع ما سكتت السنّة عنه.
أما الأول وهو ما وردت السنّة بعدم الرفع فيه فالدعاء في الخطبة يوم الجمعة أو يوم العيد فإنه لا تُرفع الأيدي في الدعاء في الخطبة إلا إذا دعا بالاستسقاء أو بالاستصحاء، إذا دعا بالاستسقاء بأن ينزل الله الغيث أو بالاستصحاء بأن يجعل الله الغيث حوالينا ولا علينا فهذا قد ثبتت السنّة فيه برفع اليد وما سوى ذلك فلا تُرفع فيه اليد ولهذا أنكر الصحابة على من رفع يديه في الخطبة عند الدعاء.
وأما ما الظاهر فيه عدم الرفع فمثل الدعاء بعد الصلاة بقول " أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله " بعد الفريضة إذا سلّم الإنسان قال " أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله " فهذا لم يرِد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رفع يديه فيه فيكون الأفضل فيه عدم الرفع.
وكذلك لم يرد الرفع رفع اليدين في الدعاء بين السجدتين ولا في الدعاء بعد التشهد، هذا لا تُرفع فيه الأيدي.
وأما ما وردت السنّة بالنهي عنه فكما ذكرنا قبل قليل في الخطبة إلا في الاستسقاء فقد وردت السنّة برفع اليد فيه وما عدا ذلك فالأصل فيه الرفع، الأصل فيه رفع اليد إلا ما دل الدليل على عدم الرفع ولكن يُقال إن الدعاء بعد الصلاة لا وجه له فإن الدعاء قبل أن تسلّم أفضل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في التشهد لما ذكر التشهد قال ( ثم ليتخيّر من الدعاء ما شاء ) فجعل الدعاء قبل السلام، أما بعد السلام فإنه موضع للذكر كما قال الله تعالى (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم )) .
فنحن لا ننهى عن رفع اليدين بعد الصلاة ولكن نقول الدعاء بعد الصلاة ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في غير قول " أستغفر الله أستغفر الله " وإنما هديه أن يكون الدعاء قبل أن يسلّم فإن قال قائل أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة اللهم أعني على ذكرك ) قلنا بلى ولكن المراد بدبر الصلاة هنا ءاخرها لأن دبر كل شيء قد يكون بعده وقد يكون منه ولكن في ءاخره كما يُقال دبر الحيوان يعني هو في مؤخره وهو منه.
السائل : نعم.
الشيخ : فكذلك قوله ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة ) وإنما حملناه على ءاخر الصلاة لأن ءاخر الصلاة موضع للدعاء كما سبقت الإشارة إليه في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
إذًا خلاصة الجواب أن يُقال إن الدعاء بعد الصلاة المفروضة أو التطوّع لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام فيه شيء والدعاء المشروع أن يكون قبل أن يسلّم لا في الفريضة ولا في النافلة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه الطيب.
الشيخ : نعم، رفع اليدين مقرون بالدعاء وهو من ءادابه ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صفرا ) وفي الحديث الصحيح أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك.
ففي هذين الحديثين دليل على أن رفع اليدين في الدعاء من أسباب الإجابة ولكن ينبغي أن يُعلم أن رفع اليدين في الدعاء على أقسام، القسم الأول ما وردت السنّة برفع اليدين فيه.
والقسم الثاني ما وردت السنّة بعدم رفع اليدين فيه.
والقسم الثالث ما كان الظاهر فيه عدم رفع اليدين.
والقسم الرابع ما سكتت السنّة عنه.
أما الأول وهو ما وردت السنّة بعدم الرفع فيه فالدعاء في الخطبة يوم الجمعة أو يوم العيد فإنه لا تُرفع الأيدي في الدعاء في الخطبة إلا إذا دعا بالاستسقاء أو بالاستصحاء، إذا دعا بالاستسقاء بأن ينزل الله الغيث أو بالاستصحاء بأن يجعل الله الغيث حوالينا ولا علينا فهذا قد ثبتت السنّة فيه برفع اليد وما سوى ذلك فلا تُرفع فيه اليد ولهذا أنكر الصحابة على من رفع يديه في الخطبة عند الدعاء.
وأما ما الظاهر فيه عدم الرفع فمثل الدعاء بعد الصلاة بقول " أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله " بعد الفريضة إذا سلّم الإنسان قال " أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله " فهذا لم يرِد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه رفع يديه فيه فيكون الأفضل فيه عدم الرفع.
وكذلك لم يرد الرفع رفع اليدين في الدعاء بين السجدتين ولا في الدعاء بعد التشهد، هذا لا تُرفع فيه الأيدي.
وأما ما وردت السنّة بالنهي عنه فكما ذكرنا قبل قليل في الخطبة إلا في الاستسقاء فقد وردت السنّة برفع اليد فيه وما عدا ذلك فالأصل فيه الرفع، الأصل فيه رفع اليد إلا ما دل الدليل على عدم الرفع ولكن يُقال إن الدعاء بعد الصلاة لا وجه له فإن الدعاء قبل أن تسلّم أفضل ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في التشهد لما ذكر التشهد قال ( ثم ليتخيّر من الدعاء ما شاء ) فجعل الدعاء قبل السلام، أما بعد السلام فإنه موضع للذكر كما قال الله تعالى (( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم )) .
فنحن لا ننهى عن رفع اليدين بعد الصلاة ولكن نقول الدعاء بعد الصلاة ليس من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في غير قول " أستغفر الله أستغفر الله " وإنما هديه أن يكون الدعاء قبل أن يسلّم فإن قال قائل أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة مكتوبة اللهم أعني على ذكرك ) قلنا بلى ولكن المراد بدبر الصلاة هنا ءاخرها لأن دبر كل شيء قد يكون بعده وقد يكون منه ولكن في ءاخره كما يُقال دبر الحيوان يعني هو في مؤخره وهو منه.
السائل : نعم.
الشيخ : فكذلك قوله ( لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة ) وإنما حملناه على ءاخر الصلاة لأن ءاخر الصلاة موضع للدعاء كما سبقت الإشارة إليه في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
إذًا خلاصة الجواب أن يُقال إن الدعاء بعد الصلاة المفروضة أو التطوّع لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام فيه شيء والدعاء المشروع أن يكون قبل أن يسلّم لا في الفريضة ولا في النافلة. نعم.
السائل : بارك الله فيكم على هذا التوجيه الطيب.