يقول السائل : نسأل عن صحة القول ( إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور ) هل هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان حديثاً فنرجوا التوضيح له مأجورين .؟ حفظ
السائل : المسألة الرابعة يقول المستمع عبد الله العربي من مصر نسأل عن صحة القول إذا ضاقت الصدور فعليكم بزيارة القبور هل هذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان حديثا فنرجو التوضيح له مأجورين؟
الشيخ : الظاهر أن السائل لم يضبط هذه الكلمة والذي أسمع عن هذه الكلمة أنهم يقولون "إذا ضاقت الأمور فعليكم بأصحاب القبور" يعني إذا ضاقت عليك الأمور فاذهب إلى أصحاب القبور وادعهم ليغيثوك وينجّوك مما وقع بك ولا شك أن هذا الأمر شرك أكبر أي أن الإنسان يذهب إلى أصحاب القبور ليدعوهم ليُنجوه مما وقع به من البلاء، لا شك أنه شرك أكبر مخرج للإنسان عن الإسلام موجب للخلود في النار والعياذ بالله كما قال الله تعالى (( إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار )) فالدعاء لا يكون إلا لله عز وجل قال الله تعالى (( وَقالَ رَبُّكُمُ ادعوني أَستَجِب لَكُم إِنَّ الَّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سَيَدخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ )) وقال تعالى (( وَمَن أَضَلُّ مِمَّن يَدعو مِن دونِ اللَّهِ مَن لا يَستَجيبُ لَهُ إِلى يَومِ القِيامَةِ وَهُم عَن دُعائِهِم غافِلونَ )) .
فدعاء أصحاب القبور لا يجدي شيئا بل هو يضر الإنسان ويخرجه من الإسلام فإن قال قائل إنه قد حدثت وقائع تدل على انتفاع الداعي بدعوة أصحاب القبور فيدعو الإنسان صاحب القبر في إنجائه من هلكة أو في حصول مطلوب له فينجو من الهلَكة ويحصل المطلوب.
فالجواب على ذلك أن نقول إن هذا الذي حصل إثر دعاء صاحب القبر لم يحصل بدعاء صاحب القبر قطعا وإنما حصل عنده فتنة له أي للداعي فإن الله تعالى قد يفتن الإنسان بشيء يستمر فيه الإنسان المفتون على معصية الله والله سبحانه وتعالى حكيم.
وأما أن يحصل هذا الشيء أي النجاة من المكروب وحصول المطلوب بدعاء أصحاب القبور فهذا أمر لا يُمكن أبدا لأن الله سبحانه وتعالى أخبر بأن الذي يُدعى من دون الله لا يستجيب للداعي إلى يوم القيامة.
وأما الكلمة التي قالها السائل "إذا ضاقت عليكم الأمور فعليكم بزيارة القبور" فهذا ليس بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يصح بل إن زيارة القبور تذكّر الأخرة فينبغي أن يقال إذا رأيت من نفسك الغفلة عن الأخرة والانغماس في الدنيا والترف فعليك بزيارة القبور لتتعظ وتعتبر بأصحابها فإن أصحابها الذين كانوا محبوسين فيها الأن هم قرناؤك بالأمس على ظهر الأرض وربما يكونون أكثر منك غنى وأشد منك قوة وأعظم منك فتوّة ومع ذلك صاروا مرتهنين محبوسين في قبورهم فالإنسان إذا زار المقبرة تذكّر الأخرة ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( زوروا القبور فإنها تذكّر الأخرة ) .
وينبغي لمن زار القبور أن يدعو لهم بالدعاء الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم ) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم.