توفي والدي منذ ما يقارب عشرين عاماً ولم يؤد فريضة الحج وخلف تركة بسيطة تضاءات كثيراً عندما قسمت بين الورثة وأخي يريد أن يحج عنه مع أن الإمكانيات المادية له ضئيلة جداً ولديه بيت وزوجة وأولاد وقلت له : لا يجب عليك أن تحج عنه لأنك غير قادر فهل كلامي هذا صحيح أم علي إثم في ذلك علماً بأنني أنوي أن أحج عنه عندما تتحسن ظروفي المادية .؟ حفظ
السائل : هذه رسالة من المستمع أ أ ع من العراق بعث برسالة يقول فيها توفي والدي منذ ما يقارب من عشرين عاما ولم يؤدي فريضة الحج وخلّف تركة بسيطة تضاءلت كثيرا عندما قسّمت بين الورثة وأخي يريد أن يحج عنه مع أن الإمكانيات المادية له ضئيلة جدا ولديه بيت وزوجة وأولاد وقلت له لا يجب عليك الحج عنه لأنك غير قادر فهل كلامي هذا صحيح أم أن علي إثم في ذلك علما بأنني أنوي أن أحج عنه عندما تتحسن ظروفي المادية؟
الشيخ : نعم. إذا كان أبوك في حياته لا يستطيع الحج لكوْن المال الذي بيده لا يكفيه أو لا يزيد على مؤونته وقضاء ديونه فإن الحج لا يجب عليه وذمته بريئة منه لقول الله تعالى (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) وأما إذا كان أبوك يمكنه أن يحج في حال حياته لأن عنده دراهم فاضلة عن بل لأن عنده دراهم زائدة عن حاجاته وقضاء ديونه فإن الواجب عليكم أن تحجّوا عنه من تركته لأن الحج يكون دينا في ذمته مقدّما على الوصية والإرث لقول الله تعالى في ءايات المواريث (( من بعد وصية يوصى بها أو دين )) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قضى بالدين قبل الوصية.
وأما إذا أراد أحد منكم أن يحج عنه تطوّعا فلا حرج في ذلك لكن لا يكون هذا على حساب نفقته ونفقة أولاده فإذا كان المال الذي بيده قليلا لا يزيد عن حاجاته فإنه لا ينبغي له أن يحج عن والده لأنه لو كان هو نفسه لم يحج لم يجب عليه الحج فكيف يحج عن غيره.
ويمكنكم إذا أردتم نفع أبيكم أن تستغفروا له وأن تدعوا له بالرحمة والرضوان فإن ذلك ينفعه إذا تقبّل الله منكم.
السائل : جزيتم خيرا.