أنا والحمد لله شاب مؤمن أقيم الصلاة في أوقاتها ولكن المنطقة التي أسكن فيها لا يوجد فيها مساجد ، اللهم إلا المساجد التي تضم الأضرحة ولا تقام الصلات فيها جماعة ، ولهذا فأنا أؤدي الصلاة إما منفردا أو مع أحد الأصدقاء إن وجد ، فهل علي إثم والحالة هذه ، أرجو الإفادة ؟ حفظ
السائل : المستمع م ح أ من العراق بعث برسالة يقول فيها أنا والحمد لله شاب مؤمن أقيم الصلاة في أوقاتها ولكن المنطقة التي أسكن فيها لا يوجد فيها مساجد اللهم إلا مساجد تضم الأضرحة ولا تقام الصلاة فيها جماعة ولهذا فأنا أؤدي الصلاة إما منفردا أو مع أحد الأصدقاء إن وجِد فهل علي إثم والحالة هذه أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا؟
الشيخ : نعم الجواب على هذا أن نقول من المعلوم أن الراجح من أقوال أهل العلم وجوب صلاة الجماعة على الأعيان وأنه يجب أن يصلي الإنسان جماعة في بيوت الله عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لقد هممت أن ءامر بالصلاة فتُقام ثم ءامر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار ) وهذا يدل على أن صلاة الجماعة فرض عين على كل مكلّف من الرجال ويدل لذلك أيضا قوله تعالى (( وَإِذا كُنتَ فيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَليَأخُذوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدوا فَليَكونوا مِن وَرائِكُم وَلتَأتِ طائِفَةٌ أُخرى لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَليَأخُذوا حِذرَهُم وَأَسلِحَتَهُم )) فأمر الله تعالى بصلاة الجماعة في حال الخوف ففي حال الأمن أوْلى وأمر الله بصلاة الجماعة كلتا الطائفتين ولو كانت الجماعة فرض كفاية لاستغني بالطائفة الأولى عن الطائفة الثانية.
المهم أن الواجب على المسلم أن يصلي مع جماعة المسلمين في مساجدهم فإذا لم يوجد إلا مساجد على ما وصف السائل فيها أضرحة أي أنها بُنيت على قبور فإن الصلاة فيها لا تصح والواجب هدمها لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين على القبور مساجد وهذا يدل على أن بناء المساجد على القبور من كبائر الذنوب فإذا كان هذا البناء من كبائر الذنوب فإنه لا يصح أن يكون مكانا لعبادة الله فالواجب هدمه وتجنّب الصلاة فيه وصلاتك في بيتك جماعة إن تيسر لك أو منفردا إن لم يتيسر هي الواجب إذا لم يكن إلا مساجد بهذا الوصف الذي ذكرت. أي نعم.
السائل : بارك الله فيك. فضيلة الشيخ عرفنا فضل الجماعة مع المسلمين في الصلاة في بيوت الله ولكن نود أن نقف عند الحديث " ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين " هل هذا معناه أنه يكون مريض الرجل؟
الشيخ : نعم. هذا الحديث هو حديث رواه مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه في وصف حال الصحابة رضي الله عنهم قال " لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض ولقد كان الرجل يؤتى به " يعني من المرضى " يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يُقام في الصف " وهذا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على صلاة الجماعة حتى إن الإنسان منهم ليتكلف السعي إليها ليؤدي فضلها وإن كان معذورا ولكن من حرصهم عليها لا يدعونها حتى في حال المرض الذي يؤتى بالرجل يُهادى بين الرجلين. نعم.
السائل : بارك الله فيكم.