أريد أن أكون طالبة علم ولكني سمعت أن آفة العلم النسيان ، فمن قائل هذه العبارة ؟ وما هي الطريقة التي أتقي بها هذه الآفة ؟ وما الذي يعين على تقوية الحفظ وتثبيت العلم في القلب ؟ حفظ
السائل : تقول: أريد أن أكون طالبة علم ولكن سمعت أن ءافة العلم النسيان فمن قائل هذه العبارة؟ وما هي الطريقة التي أتقي بها هذه الآفة؟ الشق الثاني: ما الذي يعين على تقوية الحفظ وتثبيت العلم في القلب؟
الشيخ : لا أدري من قائل هذه الكلمة " ءافة العلم النسيان " ولكن الواقع يشهد بذلك والنسيان ذهول القلب عما كان معلوما وهو وارد على كل أحد، كل ينسى حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني ) ولكن الناس يختلفون وأسباب تمكين الحفظ قد تكون غريزة بطبيعة الإنسان وقد تكون مكتسبة بعمل الإنسان.
فأما الغريزة فلا حيلة للإنسان فيها بالحفظ وبقائه في قلوبهم وبقوا على ما هم عليه لم ينسوا إلا قليلا حتى إن بعضهم يقول ما حُدّثت بحديث فنسيته.
ومن الناس من يكون سريع النسيان يُحدّث بالحديث في الصباح وينساه في المساء ومن الناس من هو بين ذلك وهذا الأمر الطبيعي ليس للإنسان فيه حيلة اللهم إلا بسؤال الله عز وجل واللجوء إليه فإن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض وهو عز وجل قادر على أن يُغيّر الطبيعة إلى ما هو أحسن.
والثاني: المكتسب وهو الذي يحصل بفعل العبد وذلك بتعاهد ما حفظه وتذكّره دائما وألا يشغل نفسه بفضول الكلام وفضول التفكير ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعهد القرأن فقال صلى الله عليه وسلم: ( تعاهدوا القرأن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) أو قال: ( تفصياً من الإبل في عقلها ) فهذا الدواء وهو التعاهد وأن يكون الإنسان دائما يُفكر بما حفظ.
ومن دواء النسيان أيضا وهو مهم جدا التقوى والعمل الصالح فإن الله تعالى يقول: (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) وإذا كان الله تعالى يزيده هدى فإن حفظ الهدى الذي معه من باب أوْلى فكلما اهتدى الإنسان وعمل صالحا أبقى الله معلوماته في قلبه وزاده من فضله فإذا أردت أن تبقى محفوظاتك فعليك بتقوى الله والعمل الصالح كما تُفيده هذه الآيات الكريمة (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَءاتَاهُمْ تَقْواهُمْ )) ويشهد لهذا قوله تعالى: (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )) فإن هذا النسيان يشمل نسيان الذهول ونسيان الترك فهذه من أسباب بقاء ما حفظه الإنسان ومن الأسباب أيضا أن يُكثر المذاكرة بينه وبين قرنائه وزملائه فيما حفظ فالأول أعني المذاكرة مع الزملاء والقرناء يكون في كل وقت وكل مناسبة والمذاكرة كما تُبقي المحفوظ فهي أيضا تشحذ الذهن وتقويه وتنميه كما هو معلوم بالتجارب.
وأما الثاني: وهو تطبيق المعلومات عمليا فإن هذا أيضا مما يُثبت المعلومات ويبقيها ولهذا قيل: العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل وقيل: قيدوا العلم بالعمل فإن الإنسان مثلا إذا علِم ما يُشرع في الوضوء وعمل به صار هذا العمل كالمذاكرة وصار هذا العمل تعاهدا منه لهذه المعلومات، تعاهدا منه للمعلومات الثابتة في ذهنه وكذلك ما يكون في الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الأعمال التي علِمها فإنه إذا طبّق ذلك عمليا صار في هذا ترسيخ لمعلوماته. ما هو الشق الثاني؟
السائل : تقول في سؤالها الثاني ما الذي يعين على تقوية الحفظ وتثبيت العلم في القلب؟ وقد ذكرتم هذا.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
الشيخ : لا أدري من قائل هذه الكلمة " ءافة العلم النسيان " ولكن الواقع يشهد بذلك والنسيان ذهول القلب عما كان معلوما وهو وارد على كل أحد، كل ينسى حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني ) ولكن الناس يختلفون وأسباب تمكين الحفظ قد تكون غريزة بطبيعة الإنسان وقد تكون مكتسبة بعمل الإنسان.
فأما الغريزة فلا حيلة للإنسان فيها بالحفظ وبقائه في قلوبهم وبقوا على ما هم عليه لم ينسوا إلا قليلا حتى إن بعضهم يقول ما حُدّثت بحديث فنسيته.
ومن الناس من يكون سريع النسيان يُحدّث بالحديث في الصباح وينساه في المساء ومن الناس من هو بين ذلك وهذا الأمر الطبيعي ليس للإنسان فيه حيلة اللهم إلا بسؤال الله عز وجل واللجوء إليه فإن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض وهو عز وجل قادر على أن يُغيّر الطبيعة إلى ما هو أحسن.
والثاني: المكتسب وهو الذي يحصل بفعل العبد وذلك بتعاهد ما حفظه وتذكّره دائما وألا يشغل نفسه بفضول الكلام وفضول التفكير ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتعهد القرأن فقال صلى الله عليه وسلم: ( تعاهدوا القرأن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) أو قال: ( تفصياً من الإبل في عقلها ) فهذا الدواء وهو التعاهد وأن يكون الإنسان دائما يُفكر بما حفظ.
ومن دواء النسيان أيضا وهو مهم جدا التقوى والعمل الصالح فإن الله تعالى يقول: (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) وإذا كان الله تعالى يزيده هدى فإن حفظ الهدى الذي معه من باب أوْلى فكلما اهتدى الإنسان وعمل صالحا أبقى الله معلوماته في قلبه وزاده من فضله فإذا أردت أن تبقى محفوظاتك فعليك بتقوى الله والعمل الصالح كما تُفيده هذه الآيات الكريمة (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى )) (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَءاتَاهُمْ تَقْواهُمْ )) ويشهد لهذا قوله تعالى: (( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )) فإن هذا النسيان يشمل نسيان الذهول ونسيان الترك فهذه من أسباب بقاء ما حفظه الإنسان ومن الأسباب أيضا أن يُكثر المذاكرة بينه وبين قرنائه وزملائه فيما حفظ فالأول أعني المذاكرة مع الزملاء والقرناء يكون في كل وقت وكل مناسبة والمذاكرة كما تُبقي المحفوظ فهي أيضا تشحذ الذهن وتقويه وتنميه كما هو معلوم بالتجارب.
وأما الثاني: وهو تطبيق المعلومات عمليا فإن هذا أيضا مما يُثبت المعلومات ويبقيها ولهذا قيل: العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا ارتحل وقيل: قيدوا العلم بالعمل فإن الإنسان مثلا إذا علِم ما يُشرع في الوضوء وعمل به صار هذا العمل كالمذاكرة وصار هذا العمل تعاهدا منه لهذه المعلومات، تعاهدا منه للمعلومات الثابتة في ذهنه وكذلك ما يكون في الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الأعمال التي علِمها فإنه إذا طبّق ذلك عمليا صار في هذا ترسيخ لمعلوماته. ما هو الشق الثاني؟
السائل : تقول في سؤالها الثاني ما الذي يعين على تقوية الحفظ وتثبيت العلم في القلب؟ وقد ذكرتم هذا.
الشيخ : نعم.
السائل : شكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.