في حالة الركوع في الصلاة هل يكون النظر في محل السجود؟ حفظ
السائل : في حالة الركوع في الصلاة هل يكون النظر إلى موضع السجود نرجو الإفادة؟
الشيخ : النظر إلى موضع السجود هو قول أكثر أهل العلم ومنهم من قال ينظر المصلي إذا كان قائما إلى تلقاء وجهه وإذا كان راكعا إلى قدميه وإذا كان جالسا إلى يده اليُمنى ولكن النظر إلى اليد اليمنى حين الإشارة هو الذي جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر إلى موضع السجود هو الذي فسّر به كثير من العلماء قول الله تعالى: (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) فقال: هم الذين ينظرون إلى موضع سجودهم وهذا أقرب الأقوال أن الإنسان ينظر إلى موضع سجوده راكعا وقائما وإلى موضع إشارته في حال الجلوس وقد قال بعض العلماء رحمهم الله: إن الإنسان إذا كان يصلي في المسجد الحرام فإنه ينظر إلى الكعبة وعلّلوا ذلك بأن النظر إليها عبادة ولكن هذا فيه نظر، فيه نظر من وجهين، الوجه الأول: أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النظر إلى الكعبة عبادة ولا يجوز إثبات حكم شرعي إلا بدليل من الشارع أو إلا بدليل عن الشارع.
والثاني: أنه لو ثبت أن النظر إليها عبادة فإنها عبادة مستقلة لا تتعلّق بالصلاة فالصلاة لها عبادة خاصة بها لا يُمكن أن نُثبت أن النظر إلى الكعبة عبادة في الصلاة إلا إذا ورد ذلك بخصوصه.
ثم إن نظر المصلي إلى الكعبة وهو في المسجد الحرام يؤدي إلى انشغال قلبه لأن الكعبة غالبا لا تخلو من الطائفين ومن المعلوم أن حركة الطائفين وتنقلهم واختلاف أجناسهم وألوانهم يؤدي إلى انشغال القلب.
السائل : نعم.
الشيخ : فلهذا نرى أن النظر إلى الكعبة حال الصلاة في المسجد الحرام ليس بمشروع وأنه لا ينبغي للإنسان أن ينظر إليها في حال صلاته لأن ذلك لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولأنه كما أشرنا إليه ءانفاً يوجب أن ينشغل المصلي عن صلاته. نعم.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بيّنتم لنا في حلقة هذا الأسبوع.