المتحابون في الدنيا هل يلتقون في الآخرة مثل الدنيا ؟ حفظ
السائل : المتحابون في الدنيا هل يلتقون في الأخرة مثل الدنيا؟
الشيخ : إذا كانوا من أهل الجنة ومن المتقين فإنهم يتلاقون في الأخرة ولا تزول المودة بينهم لقول الله تعالى: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) أما إذا كانوا من الأشقياء والعياذ بالله فإن الأخلاء في الدنيا يكونون في الأخرة أعداء كما تدل عليه هذه الأية: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )) .
وإني بهذه المناسبة أنصح إخواني المسلمين أن ينتقوا أخلاءهم وأصحابهم وأصدقاءهم وألا يصطحبوا إلا من هو معروف بالخير والبعد عن الشر معروف بالصلاح والاستقامة والبعد عن المزالق فإن المرء على دين خليله وإن الإنسان إذا صحب شخصا مستقيما في دينه وخلقه اكتسب منه دينا وخلقا وإذا صحب شخصا على خلاف ذلك اكتسب منه ما كان عليه.
وقد ضرب النبي صلى الله عليه مثلا للجليس الصالح وجليس السوء فقال: ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يبيعك، وإما أن يحذيك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة، ومثل الجليس السوء كنافخ الكير إما أن يُحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ) .
وكثير من الناس يعبدون الله على حرف أي أنهم ليسوا مستقيمين كما ينبغي فإذا وفّقوا بأصحاب ذي خلق ودين هداهم الله واستقاموا، وكم من أناس على جانب من الخير والعمل الصالح فإذا خذِلوا وصاحبوا أحدا غير مستقيم فإنهم يكتسبون منه عدم الاستقامة ويحصل لهم من الانحراف شيء كثير. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. المستمع علي إبراهيم من الرياض يقول.