ما الحكمة من المسح على الخفين ؟ حفظ
السائل : ما الحكمة من المسح على الخفين؟
الشيخ : الحكمة من المسح على الخفين هو أن هذا المسح يقوم مقام غسل الرجل وذلك لأن الواجب على الإنسان في الوضوء أن يطهّر أربعة أعضاء، الوجه واليدين والرأس والرجلين فمن رحمة الله تعالى بعباده أن الإنسان إذا كان لابسا جوارب أو خفين فإنه لا يُكلّف أن ينزعهما ثم يغسل قدميه لما في ذلك من المشقة في النزع والإدخال مرة أخرى وستكون الرجل أيضا رطْبة بالماء فيترطّب الجوْرب أو الخف فيزداد أذى بهذه الرطوبة فمن رحمة الله سبحانه وتعالى أن شرع لعباده أن يمسحوا على الخفين أو الجوربين بدلا عن غسل الرجلين ولكنه في مدة محدّدة وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر تبتدئ هذه المدة من أول مرة مسحها بعد الحدث وما قبلها لا يُحسب من المدة، فإذا قُدِّر أن شخصا لبِس الجوربين لصلاة الفجر وبقي على طهارته إلى صلاة المغرب ومسحهما أول مرة بعد الحدث لصلاة المغرب فإن ما قبل صلاة المغرب لا يُحسب من المدة فله أن يمسح إلى المغرب من اليوم الثاني إذا كان مقيما وإلى ثلاثة أيام إذا كان مسافرا.
وإنه بهذه المناسبة ينبغي أن نعرف أن المسح على الخفين لا بد له من شروط، الشرط الأول: أن يلبسهما على طهارة.
والشرط الثاني: أن يكونا طاهرين ودليل هذا قول النبي صلى الله وسلم للمغيرة بن شعبة حينما أراد أن يخلع خفيه قال له النبي عليه الصلاة والسلام ( دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين ) .
الشرط الثالث: أن يكون ذلك في الحدث الأصغر لا في الجنابة فإن حصل عليه جنابة وجب عليه خلع الجوربين أو الخفين وغسْل الرجلين ودليل ذلك حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه قال " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا سفراً ألا ننزع خفافنا إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول ونوم " .
والشرط الرابع: أن يكون في المدة التي قدّرها النبي صلى الله عليه وسلم وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر فلو مسح بعد انتهاء مدة المسح فإن وضوءه غير صحيح وعليه أن يُعيده ويتوضأ من جديد وضوءا كاملا يغسل فيه قدميه.
هذه هي الشروط التي دلت عليها سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم.
السائل : اللهم صلي وسلم على محمد، بارك الله فيكم.
هذا المستمع من السودان رمز لاسمه بهذا الرمز أ أ يقول.