أرجو أن توضحوا لي ما يلي : عندما كنت في الإعدادية نذرت أن أصوم شهرا كاملا إذا أكرمني الله ونجحت بمجموع جيد ، ونجحت والحمد لله بالمجموع الذي كنت أتمناه ودخلت الثانوية العامة ونجحت ودخلت الجامعة وحصلت على ليسانس وتزوجت وكان زواجي موفقا والحمد لله وذلك منذ سنة وخمسة أشهر ولم أنجب أطفالا بعد ، هل يمكن أن أصوم الشهر على فترات ، حيث إن صوم شهر كامل يصعب عليً ، وهل من الممكن أن أنفق مالا أتصدق به عن كل يوم أو ماذا أفعل ؟ حفظ
السائل : أرجو أن توضحوا لي في هذه الرسالة ما يلي: عندما كنت في الإعدادية نذرت على أن أصوم شهراً كاملاً إذا أكرمني الله ونجحت بمجموع جيد ونجحت والحمد لله بالمجموع الذي كنت أتمناه ودخلت الثانوية العامة ونجحت ودخلت الجامعة وحصلت على الليسانس وتزوّجت وكان زواجي موفقاً والحمد لله، وذلك منذ سنة وخمسة أشهر ولم أنجب أطفالاً بعد، تقول هل ممكن أن أصوم الشهر على فترات حيث إن صوم شهر كامل يصعب علي؟ وهل من الممكن أن أنفق مالاً أي أتصدّق عن كل يوم أو ماذا أفعل أرشدوني مأجورين؟
الشيخ : قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أقول: إن النذر مكروه بل إن بعض أهل العلم حرّمه لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال ( إنه لا يأتي بخير ) ولأن كثيرا من الناذرين يتعبون مما نذروا وربما يدعون ما نذروا لمشقته عليهم وما أكثر ما يحصل من الندم للناذرين الذين ينذرون على شيء معيّن كانوا يستبعدونه أو كانوا حريصين عليه جدا فينذرون لله سبحانه وتعالى إن يسّره لهم أن يصوموا أو أن يتصدّقوا أو ما أشبه ذلك فأقول: إنه ينبغي للإنسان أن يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله وأن ينتهي عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنذر أيها الأخ المستمع، لا تنذر أبدا لا لشفاء مريض ولا لحصول مطلوب ولا لغير ذلك، اسأل الله تعالى التيسير وأحسن الظن بالله والله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى شرط تجعله له إذا أنعم عليك بجلب منفعة أو دفع مضرة بل يحتاج منك إلى الشكر والاعتراف لله تعالى بالجميل والاستعانة بما أعطاك على طاعته.
هذه نصيحة أوجهها لكل مستمع أن يدعوا النذور عنهم لئلا يُلزموا أنفسهم بما هم فيه في عافية ولئلا يأخذهم الكسل فيما بعد فيتهاونوا بما نذروا فتُصيبهم العقوبة العظيمة التي ذكرها الله تعالى في قوله: (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ ءاتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا ءاتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) فانظر كيف عاقب الله هؤلاء الذين عاهدوه على أن يتصدّقوا ويكونوا من الصالحين حينما لم يفوا بما عاهدوا الله عليه أعقبهم الله نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه أي نفاقا قلبيا في العقيدة وليس نفاقا عمليا بل هو نفاق قلبي عقدي (( إلى يوم يلقونه )) إلى أن يموتوا وهذا وعيد شديد والعياذ بالله في من عاهد الله على شيء ومن ذلك النذر فإن النذر معاهدة بين الإنسان وبين ربه ولم يفي له بما عاهد الله عليه.
أما فيما يتعلق بسؤال هذه السائلة فإننا نقول: يلزمها أن تصوم شهراً كما نذرت فإن كان من نيتها حينما نذرت أن يكون متتابعا لزمها أن يكون متتابعا وكذلك إن كانت قد شرطت ذلك بلسانها فقالت شهرا متتابعا أما إذا لم يكن هناك شرط ولا نية فإن لها أن تفرّقه فتصوم يوما وتُفطر يوما أو تصوم يوما وتفطر يومين أو تصوم يومين وتفطر يوما حسب ما يتيسر لها حيث إنها لم تشترط ذلك بلسانها ولم تنوه، حيث إنها لم تشترط بلسانها التتابع ولم تنوه بقلبها. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. من الأردن المستمع كريم يقول في سؤال له.