حصل نزاع بين رجل وابن عمه فاختصما وتهاجرا لمدة سنة ، علما أن الرجلين قد شارف على الثمانين عاما فهل من نصيحة لهما ؟ حفظ
السائل : حصل نزاع بين رجل وابن عمه بسبب أن الأخر قال لهذا الرجل: أنت -بالعامية نقول أنت- نحتني والأن لهم أكثر من سنة وهم متهاجران علما بأن الرجلين شارفا على الثمانين عاماً؟
الشيخ : الواجب على المسلم أن لا يهجُر أخاه فوق ثلاث لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدؤ بالسلام ) ودعوى أنه أصابه بالعين أي نحَته قد تكون باطلة ومن الأوهام التي يلقيها الشيطان في قلبه وإذا قدِّر أن الاحتمال وارد فإنه ينبغي لأخيه الثاني أن يفعل ما تطيب به نفس الأول بحيث يتوضأ ويغسل مغابنه ويتلقى الماء الذي يتناثر منه من أجل أن يستعمله مدّعي الإصابة بالعين وهذا لا يضر أي لا يضر من اتهم بأنه قد عانه أن يفعله فقد يجعل الله في ذلك خيرا وفَكاكا على أنني أنصح هذا وغيره من الأوهام التي يلقيها الشيطان في قلب الإنسان فإن كثيرا من الناس إذا أحس بنفسه بأدنى مرض قال: هذه عيْن، هذا سحر وما أشبه ذلك فتتولد هذه الأوهام حتى تكون عُقدا في نفسه ثم تكون مرضا حقيقيا وما أكثر ما يُمرَض الإنسان بسبب أوهام تتولد في قلبه حتى تتطور وتكون حقيقة وإذا غفل الإنسان عن الشيء وأعرض عنه وتلهّى عنه فإنه يزول بإذن الله ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام من أحس في نفسه بأفكار سيئة قد تُخرج الإنسان من الملة أمره أن يستعيذ بالله وينتهي عن هذا فإن الصحابة شكوا إليه أنهم يجدون في أنفسهم ما يُحب الواحد أن يخر من السماء أو يكون حُمَمة أي فُحمة محترقة أحب إليه من أن ينطق به فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ذاك صريح الإيمان ) في حديث ءاخر قال: ( الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة ) ثم أمر بأن يستعين الإنسان بالله وينتهي عما حصل في قلبه من هذه الأوهام. نعم.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.