لقد سمعت من بعض أهل العلم من يرغب في صيام النصف من شعبان ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، ومن ضمن هذه الأيام النصف من شعبان ، ولذا فهو سنة وليس بدعة ؟ وأيضا الاحتفال بأيام شعبان لأنها الأيام التي تحولت فيها القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام فما جوابكم عن هذا ؟ حفظ
السائل : لقد سمعت بعض أهل العلم من يرغب في صيام النصف من شهر شعبان ويذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ومن ضمن هذه الأيام النصف من شعبان ولذا فهو سنة وليس ببدعة ، أيضاً الاحتفال بأيام شعبان لأنها الأيام التي تحولت فيها القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، أجيبونا إجابة مفصلة حول هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا يا فضيلة الشيخ ؟
الشيخ : أما صيام النصف من شعبان بناء على أنه أحد أيام البيض التي أمرنا بصيامها وهي : الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر ، فإذا صام الإنسان أيام البيض في شعبان فإنه كصيامها في رجب وفي جمادى وفي ربيع وفي صفر وفي محرم وفي ذي القعدة ، ولكن كونه يخصص يوم النصف فقط هذا لا يدل على أنه صامه من أجل أنه من أيام البيض بل يدل على أنه صامه لأنه يوم النصف من شعبان ، وهذا يحتاج إلى دليل والحديث الوارد في هذا ضعيف ، وعلى هذا فلا يسن للإنسان أن يخصص يوم النصف من شعبان بالصيام .
وأما ما ذكره من الاحتفال بأيام شعبان لأن القبلة حولت فيه فهذا يحتاج أولا إلى صحة النقل لأن القبلة تحولت في شعبان وعلى تقدير صحة ذلك فإنه لا يجوز اتخاذ هذه الأيام عيدا يحتفل فيه ، فإن هذه الأيام التي حولت فيها الكعبة قد مرت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه ومع هذا لم يكونوا يحتفلون بها والواجب على المسلمين أن يتبعوا آثار من سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وألا يغتروا بما يعمله الناس اليوم فإن كثيرا منها خارج عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو محدث ، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) .
السائل : بارك الله فيكم.