ما حكم لعب الأطفال حيث أن لدي طفلة متعلقة بالألعاب وهي عبارة عن قطعة من القماش مخاطة ومحشوة بالقطن فتبدو وكأنها طفلة فتلاعبها البنت وكأنها طفلة صغيرة ، حاولت إبعادها عن هذه الألعاب خشية أن يكون فيها محذور فما الحكم فيها ؟ حفظ
السائل : ما حكم الشرع في نظركم في لعب الأطفال حيث أنني لدي طفلة متعلقة بهذه الألعاب وهي عبارة عن قطعة من القماش مخاطة ومحشوة من القطن فتبدو وكأنها طفلة ، فابنتي تلاعب هذه اللعبة وكأنها طفلة صغيرة حاولت أن أبعدها عن مثل هذه الألعاب خشية أن يكون فيها محظور ، وأرجو من فضيلة الشيخ محمد بن العثيمين مشكورا بالإجابة ؟
الشيخ : لعب الأطفال قد جاءت بها السنة من حيث العموم فإن عائشة رضي الله عنها كان لها بنات أي لعب تلعب بهن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا كانت هذه اللعبة لا تمثل الصورة الكاملة وإنما هي قطن أو صوف أو نحوه محشو وفي أعلاها نقط على أنها عضو أو ما أشبه ذلك فإن هذا لا بأس به ولا حرج فيه ، والصبية تلعب بهذه اللعبة تتسلى بها وتفرح بها وتخدمها خدمة بليغة فتجعل لها فراشا ووسادة ، وتجعلها في أيام الصيف تحت المروحة لتروح عليها ، وفي أيام الشتاء تغطيها بالغطاءات وربما وضعتها أمام المكيف للتدفئة في الشتاء أو للتبريد في الصيف ، فهي تشعر وكأنها بنت حقيقية ولا شك أن هذا يعطيها تعليما لتربية الأولاد في المستقبل ويعطيها أيضا حنانا على من يكون طفلا لها حقيقة ويعطيها تسلية وفرحا وسرورا ولهذا تجدها تخاطبها مخاطبة العاقل .
فمن أجل هذه المصالح أباح الشارع مثل هذه ، أما اللعب التي تمثل الصورة وكأنها حقيقة لها رأس وأنف وعين وربما يكون لها حركات مشي أو أصوات وما أشبه ذلك ، فإن الواجب لمن ابتلي بشيء من هذا أن يغير الصورة بحيث يدنيها من النار حتى تلين ثم يضغط عليها حتى تذهب ملامح الوجه ولا يتبين أنها مثل الصورة الحقيقية .
ومن العلماء من يتساهل في هذا الأمر مستدلا بعموم الحالات لا بعموم اللفظ لأنه ليس هناك لفظ عام وهي أن المقصود بهذه الصور تسلية الصبية وما أشرنا إليه من المصالح السابقة ، ولكن كون الإنسان يدع الأشياء التي فيها شك أولى من كونه يمارسها.
السائل : بارك الله فيكم.