إذا مات الإنسان وغلب على الظن أنه لا يصلي هل تجوز الصلاة عليه ؟ حفظ
السائل : إذا مات الإنسان ويغلب على ظني أنه لا يصلي إطلاقاً ، فهل يجوز لي أن أصلي عليه أم ماذا أرجو الإفادة جزيتم خيراً ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
تقدم لنا عبر هذا البرنامج وفي رسالة كتبناها أن تارك الصلاة كسلا وتهاونا يكون كافرا خارجا عن الإسلام ، وبينا دلالة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة على هذا ، ولكن لا يجوز لنا أن نحكم بترك الصلاة على شخص بمجرد الظن ، لأن الأصل في المسلم أن يصلي لعظم الصلاة في نفوس المسلمين ، فإذا قدم شخص للصلاة عليه وكان يغلب على ظن أحد من الناس أنه لا يصلي فإنه لا يجوز له أن يترك الصلاة عليه بمجرد الظن .
نعم لو تيقن أنه لا يصلي فإنه لا يجوز له أن يصلي عليه لأن الصلاة على غير المسلم حرام لقوله تعالى : (( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ )) وقوله تعالى : (( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )) .
والصلاة على الميت شفاعة له إلى الله عز وجل ، والشفاعة لا تحل لمن لا يرضاه الله لقوله تعالى : (( وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى )) وهي أيضا لا تنفع المشفوع له لقوله تعالى : (( يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا )) وقوله : (( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى )) .
وخلاصة القول : أنه لا يجوز للإنسان أن يحكم بالظن هذا الحكم العظيم الكبير وهو الكفر بل لا يحكم به إلا إذا تيقن .