شاب يبلغ ( 27 سنة ) نشأ في أسرة متمسكة بالدين ونشأ سليم العقل ولكن أصيب بمرض نفسي ولا يوجد لهذا المرض أسباب إلا حالة واحدة وهي إرهاقه نفسه أيام الامتحانات بالمرحلة الثانوية ولا ينام إلا قليلا وبعد نهاية الامتحانات فوجئ برسوبه في مادة الرياضيات وأخيرا شدد على نفسه أيام العطلة الصيفية فنجح في الدور الثاني وبعد ذلك بفترة أصيب بمرض في نفسه مثل الأرق فيحاول مقاومته بالليل ولكن لم يفلح ، فيحس الآن بضيق علما أنه راجع الكثير من العيادات النفسية والأطباء قالوا له : إنه وسواس قهري ، والآخر قال له إنه مرض وراثي ، ولا يزال الآن غير مقتنع بكلام الأطباء لعدم وصولهم إلى نتيجة فبماذا تنصحونه ؟ وأحيانا يحصل له عدم التركيز أثناء الصلاة وفي بعض الأحيان يصدر منه كلام خارج عن إرادته كالسب أو الشك فهل يكتب عليه شيء من ذلك ؟ حفظ
السائل : شاب يبلغ من العمر السابعة والعشرين نشأ في أسرة متمسكة بدينها ونشأ سليم العقل والبدن يحمد الله على ذلك ، ولكن يقول : يجب الإيمان بالقضاء والقدر حيث أنني أصبت بمرض نفسي ولا يوجد لهذا المرض أسباب إلا في حالة واحدة وهي أنني كنت أرهق نفسي في أيام الامتحانات وأنا بالمرحلة الثانوية حيث كنت أسهر الليل ولا أنام إلا قسطاً قليلاً من الليل ، وبعد نهاية الامتحانات فوجئت برسوبي في مادة الرياضيات وأخيراً ضغطت على نفسي أيام العطلة الصيفية في الدراسة وأتممت الامتحان في الدور الثاني والحمد لله وتم النجاح ، وبعد ذلك بفترة بسيطة جداً أصبت بمرض في نفسي مثل الأرق أحاول في الليل أن أقاوم هذا المرض فلم أفلح ولكن بدون جدوى . يقول : أحس بضيق وهلوسة بعد ذلك راجعت كثيراً من العيادات النفسية وكثير من الأطباء شخصوا هذا المرض بأنه وسواس قهري ، والبعض منهم قال لي : بأن هذا المرض ناتج عن مرض وراثي . وأنا الآن ما زالت غير مقتنع بكلام الأطباء لأنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة . سؤالي : بماذا تنصحونني أثابكم الله يا فضيلة الشيخ ، ثانيا أحيانا يحصل لي عدم التركيز وأنا في الصلاة ، ثالثا في بعض الأحيان يصدر مني كلام خارج عن إرادتي مثل سب أو شك هل يكتب علي شيء في ذلك ، أرجو النصح والتوجيه مأجورين؟
الشيخ : إن هذه الحال التي قصها هذا السائل قد تعرض لكثير من الشباب بسبب الإرهاق الفكري أو البدني ، والدواء لذلك أن يعطي الإنسان لنفسه من الراحة ما تستريح به ، وأن يكثر من ذكر الله وقراءة القرآن وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائما ، وأن يلزم الاستغفار ، لأن الاستغفار من أسباب حصول الخير واندفاع الشر ، وأن يحرص على مصاحبة الأخيار من بني جنسه ، ( فإن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن يبيعك وإما أن تجد منه رائحة طيبة ) .
وليعرض عن تذكر هذه الحال لأن تذكر الشيء ينتقل به الذاكر أو المتذكر من الخيال إلى الحقيقة ، فإذا أعرض عنه وتناساه فإنه بإذن الله يزول عنه .
وأما مسألة الصلاة فإنه ينبغي له إذا أحس بما يشغله عن صلاته من الهواجس أن يتفل عن يساره ثلاث مرات مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم ، ثم بعد ذلك يزول بإذن الله .
أما الشك فلا يكتب على الإنسان إثم ما دام لم يقتنع به ولم يمل إليه ولم يقرره في نفسه ، بل هذا الشك يكون من الشيطان يلقيه في قلب الإنسان الموقن لعله يزول إيقانه وينتقل من اليقين إلى الشك ، ولهذا ينبغي إذا أحسست به بل يجب إذا أحسست به أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تنتهي عنه وتعرض عنه .
وأما السب والشتم فإن الإنسان يؤاخذ به لأن الذي ينبغي للإنسان إذا غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن لا يستأسر لغضبه ، فإن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ويقول ما لا ينبغي ، فإذا أحس بذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإن كان قائما فليقعد وإن كان قاعداً فليضطجع وليتوضأ أيضا فإن ذلك كله مما يزيل الغضب عنه ، وأما استئسار الإنسان للغضب وكونه ينخدع له فإن هذا خلاف الحزم ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : أوصني قال : ( لا تغضب ) فردد مرارا قال : ( لا تغضب ).
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : إن هذه الحال التي قصها هذا السائل قد تعرض لكثير من الشباب بسبب الإرهاق الفكري أو البدني ، والدواء لذلك أن يعطي الإنسان لنفسه من الراحة ما تستريح به ، وأن يكثر من ذكر الله وقراءة القرآن وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم دائما ، وأن يلزم الاستغفار ، لأن الاستغفار من أسباب حصول الخير واندفاع الشر ، وأن يحرص على مصاحبة الأخيار من بني جنسه ، ( فإن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن يبيعك وإما أن تجد منه رائحة طيبة ) .
وليعرض عن تذكر هذه الحال لأن تذكر الشيء ينتقل به الذاكر أو المتذكر من الخيال إلى الحقيقة ، فإذا أعرض عنه وتناساه فإنه بإذن الله يزول عنه .
وأما مسألة الصلاة فإنه ينبغي له إذا أحس بما يشغله عن صلاته من الهواجس أن يتفل عن يساره ثلاث مرات مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم ، ثم بعد ذلك يزول بإذن الله .
أما الشك فلا يكتب على الإنسان إثم ما دام لم يقتنع به ولم يمل إليه ولم يقرره في نفسه ، بل هذا الشك يكون من الشيطان يلقيه في قلب الإنسان الموقن لعله يزول إيقانه وينتقل من اليقين إلى الشك ، ولهذا ينبغي إذا أحسست به بل يجب إذا أحسست به أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن تنتهي عنه وتعرض عنه .
وأما السب والشتم فإن الإنسان يؤاخذ به لأن الذي ينبغي للإنسان إذا غضب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن لا يستأسر لغضبه ، فإن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه ويقول ما لا ينبغي ، فإذا أحس بذلك فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإن كان قائما فليقعد وإن كان قاعداً فليضطجع وليتوضأ أيضا فإن ذلك كله مما يزيل الغضب عنه ، وأما استئسار الإنسان للغضب وكونه ينخدع له فإن هذا خلاف الحزم ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : أوصني قال : ( لا تغضب ) فردد مرارا قال : ( لا تغضب ).
السائل : بارك الله فيكم.