لقد من الله علي بإكمال نصف ديني قبل حوالي خمسة أشهر وقد اشترط علي عند العقد أن أسكنها في شقة منفصلة عن أهلي بالرغم من وجود منزل والدي وهو كبير ، به حوالي أربعة عشرة غرفة وليس فيه سوى والدي وأخوين وخادمة ، وقد وافقت على الشرط واشترط علي مؤخر المهر وقدره ما يقارب أربعين ألف ريال وقد كلف الزواج حوالي ثمانين ألف ريال ما بين تأثيث الشقة وحفلة الزفاف وقيمة الذهب المهر ، و بعد هذه الفترة تمنيت لو لم أوافقه على شرط السكن وبدأت أصارح زوجتي في السكن مع أهلي ، ولكن رفضت على الرغم من سعة البيت وحاولت تارة بالترغيب وتارة بالترهيب ولكن بدون جدوى وعللت ذلك خوفها من المشاكل وأصرت على رأيها مع حاجة والدي إلي لمرضهما مع العلم أنني كلما زرت أهلها يقولون لي وكأنهم يمنون علي : ونحن والحمد لله لم نقصر معك ولم نطلب منك مثل كثير من الناس ويرون أني قد قصرت عليهم في مهرها وكسوتها مع تسهيلهم له مهمة الزواج بها بعدم كثرة الطلبات حتى تقوى رابطة المحبة بينهما ولكن وجدت العكس فصار في قلبي كره لهم ولابنتهم وكلما تذكرت الشقة وتكاليف الزواج أقول في نفسي هل هذا صحيح أنهم لم يكثروا علي سامحهم الله فالسؤال أنني مصمم على الانتقال إلى بيت أهلي وهي ترفض فماذا أصنع هل أطلقها أم أقوم بهجرها ؟ وهل هناك وسيلة شرعية للتنازل من شرطها أفيدوني وانصحوني مأجورين ؟ حفظ
السائل : لقد من الله فضيلة الشيخ علي بإكمال نصف ديني قبل حوالي خمسة أشهر وقد اشترط علي عند العقد أن أسكنها في شقة منفصلة عن أهلي بالرغم من وجود منزل والدي وهو كبير وبه حوالي أربع عشرة غرفة ، وليس في البيت سوى والدي ووالدتي وأخوين وخادمة ، وقد وافقت على الشرط كذلك ، وقد اشترط علي مؤخراً المهر وقدره ما يقارب من أربعين ألفاً وقد تكلف حوالي ثمانين ألف ريـال ما بين تأثيث الشقة وحفلة الزفاف وقيمة الذهب والمهر ، المهم أنني بعد هذه الفترة تمنيت لو أنني لم أوافق على شرط السكن فبدأت بمصارحة زوجتي برغبتي في السكن مع أهلي ، وقد رفضت ذلك على الرغم من سعة البيت وكبره ، وقد حاولت بالترغيب أحياناً وبالترهيب كذلك ولكن بدون جدوى ، وعللت ذلك بخوفها من المشاكل وأصرت على عدم السكن معهم ، مع العلم أن والدي قد يحتاجني لأنه رجل كبير ظهرت عليه أمراض الشيخوخة وأنا أكبر إخواني ، كذلك والدتي تعاني من أمراض وقد أجريت لها عمليات وكل هذا لم يشفع لدى زوجتي بالتنازل عن شرطها والموافقة بالسكن معهم ، مع العلم بأنني قمت بزيارة أهلها يقولون لي وكأنهم يمنون علي نحن والحمد لله لم نقصر معك ولم نطلب منك مثل كثير من الناس ، ويرون بأنني قد قصرت عليهم في مهرها وكسوتها ، ويقولون بأنهم قد سهلوا مهمة زواجي بها بعدم كثرة الطلبات وكل ذلك بقصد أنني أزداد حباً لهم ولابنتهم ، وبالفعل حدث العكس فصار في قلبي كره لهم ولابنتهم ، وكلما تذكرت الشقة وتكاليف الزواج والمؤخر أقول في نفسي : هل هذا صحيح لم يكثروا علي ؟ سامحهم الله ، المهم فضيلة الشيخ في ختام هذه الرسالة بأنني مصمم على الانتقال وهي ترفض فماذا أصنع يا فضيلة الشيخ محمد ؟ هل أطلقها أو أقوم بهجرها ؟ وهل هناك وسيلة شرعية للتنازل من شرطها أفيدوني وانصحوني مأجورين ؟
الشيخ : أقول إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) والأمر بالوفاء بالعقد يتضمن الأمر بوفاء أصله ووفاء وصفه وهو ما شرط فيه ، ويقول جل وعلا : (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا )) ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ، وكذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً ) ، وثبت عنه أنه قال : ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) ومفهومه أن الشرط الذي لا يخالف كتاب الله صحيح .
وبهذه النصوص يتبين أنه يجب على أخي السائل أن يوفي بالشرط الذي اشترط عليه عند العقد وهو أن يسكن زوجته في محل منفرد عن أهله وألا يحاول إسقاط هذا الشرط بالتهديد ، لأن المحاولة بالتهديد لإسقاط الشرط مخالفة لأمر الله عز وجل بالوفاء بالعقود وبالعهود ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) .
فأنت إن تمكنت أن تبقيها في مكانها على الشرط الذي جرى بينكما فهذا هو المطلوب ، وأرى أن تبقى كذلك وتنتظر ، لأن المدة التي فاتت من الزواج مدة يسيرة ، فلتصبر ولتنتظر حتى يطول الأمد بينكما ، فربما تتيسر الأمور في المستقبل .
وإن لم تتمكن من ذلك فلا حرج عليك أن تطلقها في هذه الحال إذا كان لا يمكنك البقاء معها في بيتها ، ولكن لتعلم أن الطلاق ليس بالأمر السهل ، لأن الطلاق كسر للمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كسرها طلاقها ) ولأن الإنسان قد يطلق المرأة وهو يؤمل أن يجد من هو خير منها ولا يجد ، وربما يحصل له امرأة تكون أكثر مشاكل من هذه المرأة .
وأخيرا أكرر لأخي السائل أن يصبر وينتظر ، وبإمكانه أن يفي بهذا الشرط ويبقى مع زوجته ويبر بوالديه ، لأنه لا تعارض بين هذا وهذا فالوقت واسع فيكون عند أهله وعند زوجته ، ونسأل الله لنا وله التيسير.
السائل : أو يا فضيلة الشيخ يأخذ شقة قريبة من أهله ؟
الشيخ : أي نعم أو يأخذ شقة قريبة أيضا ربما تهون الأمر.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : أقول إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ )) والأمر بالوفاء بالعقد يتضمن الأمر بوفاء أصله ووفاء وصفه وهو ما شرط فيه ، ويقول جل وعلا : (( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا )) ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) ، وكذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( المسلمون على شروطهم إلا شرطاً أحل حراماً أو حرم حلالاً ) ، وثبت عنه أنه قال : ( كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ) ومفهومه أن الشرط الذي لا يخالف كتاب الله صحيح .
وبهذه النصوص يتبين أنه يجب على أخي السائل أن يوفي بالشرط الذي اشترط عليه عند العقد وهو أن يسكن زوجته في محل منفرد عن أهله وألا يحاول إسقاط هذا الشرط بالتهديد ، لأن المحاولة بالتهديد لإسقاط الشرط مخالفة لأمر الله عز وجل بالوفاء بالعقود وبالعهود ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج ) .
فأنت إن تمكنت أن تبقيها في مكانها على الشرط الذي جرى بينكما فهذا هو المطلوب ، وأرى أن تبقى كذلك وتنتظر ، لأن المدة التي فاتت من الزواج مدة يسيرة ، فلتصبر ولتنتظر حتى يطول الأمد بينكما ، فربما تتيسر الأمور في المستقبل .
وإن لم تتمكن من ذلك فلا حرج عليك أن تطلقها في هذه الحال إذا كان لا يمكنك البقاء معها في بيتها ، ولكن لتعلم أن الطلاق ليس بالأمر السهل ، لأن الطلاق كسر للمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كسرها طلاقها ) ولأن الإنسان قد يطلق المرأة وهو يؤمل أن يجد من هو خير منها ولا يجد ، وربما يحصل له امرأة تكون أكثر مشاكل من هذه المرأة .
وأخيرا أكرر لأخي السائل أن يصبر وينتظر ، وبإمكانه أن يفي بهذا الشرط ويبقى مع زوجته ويبر بوالديه ، لأنه لا تعارض بين هذا وهذا فالوقت واسع فيكون عند أهله وعند زوجته ، ونسأل الله لنا وله التيسير.
السائل : أو يا فضيلة الشيخ يأخذ شقة قريبة من أهله ؟
الشيخ : أي نعم أو يأخذ شقة قريبة أيضا ربما تهون الأمر.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.