إذا اغتاب شخص شخصا آخر ولم يستطع التحلل منه فهل يكفي الاستغفار والدعاء له ؟ حفظ
السائل : إذا اغتاب شخص شخصاً آخر ولم يستطع التحلل منه فهل يكفي الاستغفار والدعاء له ؟
الشيخ : الصحيح فيمن اغتاب أحدا من الناس أنه لا يمكن أن يكون منه فيه من حل حتى يستحله شخصيا إذا كان هذا الذي اغتيب قد علم بالغيبة .
فإن كان لم يعلم بذلك فإنه يكفي أن يستغفر له ويذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها ، وذلك لأن الغيبة من كبائر الذنوب ، وهي ذكرك أخاك بما يكره لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الغيبة : ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) .
وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الغيبة من كبائر الذنوب التي لا تغفر إلا بتوبة ، فلا تكفرها الصلاة ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج بل لا بد فيها من توبة .
وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب لعامة المسلمين ، فإذا كانت لخاصتهم كاغتياب العلماء أو ولاة الأمور كانت أشد وأشد إثما وكبرا ، وذلك لأن اغتياب العلماء ليس اغتيابا لهم شخصيا ولكنه اغتياب لهم شخصيا وتقليل لقيمتهم العلمية وهم هداة الأمة ، فإذا قلّت قيمتهم العلمية قلّ اهتداء الناس بهم وكان ذلك إضعاف لمصدر من مصادر الشريعة وهم العلماء ، وأقول لمصدر من مصادر الشريعة لأننا لا نعلم الشريعة إلا عن طريق أهل العلم فإنهم هم ورثة الأنبياء ، فإذا قلنا قولا يقلل من شأنهم ثم قلت قيمتهم بين الناس قل قبول الناس لقولهم وانجرحت الشريعة بسبب ذلك .
وأما اغتياب ولاة الأمور ففيه أيضا تقليل لهيبتهم وإضعاف لامتثال الناس أمرهم وسبب للتمرد عليهم ، فكانت غيبتهم أعظم من غيبة عامة الناس وأشد خطرا وأكبر إثما .
لذلك أحذر إخواني المسلمين من غيبة العلماء وغيرهم من ولاة الأمور ، ولست بذلك أقول كفوا عن مساوئهم ولا أن هؤلاء العلماء أو الأمراء معصومون بل هم يخطئون كغيرهم ، ولكن الطريق السليم أن نتصل بالعلماء الذين بلغنا أو رأينا منهم ما ينبغي التنبيه عليه أو يجب التنبيه عليه ، فنذكر لهم ما أخطؤوا فيه وهم بخطئهم قد يكونوا معذورين إما بتأويل أو بجهل في الواقع أو لغير ذلك من الأعذار ، فإذا اتصلنا بهم وبينا لهم ما نرى أنه خطأ وناقشناهم فيه فقد يكون الصواب معهم ونكون نحن المخطئين ، وقد يكون الصواب معنا وحينئذٍ يلزمهم أن يرجعوا إلى الصواب.
والخلاصة : أن الغيبة من كبائر الذنوب لأي واحد من المسلمين وإنها لتتعاظم ويكبر إثمها فيما إذا كانت للعلماء أو ولاة الأمور ، فنسأل الله تعالى أن يحمي ألسنتنا مما يغضبه ، ونسأل الله تعالى على أن يكفنا عن مساوئ غيرنا ويكف غيرنا عن مساوئنا ، وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.
الشيخ : الصحيح فيمن اغتاب أحدا من الناس أنه لا يمكن أن يكون منه فيه من حل حتى يستحله شخصيا إذا كان هذا الذي اغتيب قد علم بالغيبة .
فإن كان لم يعلم بذلك فإنه يكفي أن يستغفر له ويذكره بالخير في المجالس التي اغتابه فيها ، وذلك لأن الغيبة من كبائر الذنوب ، وهي ذكرك أخاك بما يكره لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الغيبة : ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) .
وقد نص الإمام أحمد رحمه الله على أن الغيبة من كبائر الذنوب التي لا تغفر إلا بتوبة ، فلا تكفرها الصلاة ولا الصدقة ولا الصيام ولا الحج بل لا بد فيها من توبة .
وليعلم أن الغيبة من كبائر الذنوب لعامة المسلمين ، فإذا كانت لخاصتهم كاغتياب العلماء أو ولاة الأمور كانت أشد وأشد إثما وكبرا ، وذلك لأن اغتياب العلماء ليس اغتيابا لهم شخصيا ولكنه اغتياب لهم شخصيا وتقليل لقيمتهم العلمية وهم هداة الأمة ، فإذا قلّت قيمتهم العلمية قلّ اهتداء الناس بهم وكان ذلك إضعاف لمصدر من مصادر الشريعة وهم العلماء ، وأقول لمصدر من مصادر الشريعة لأننا لا نعلم الشريعة إلا عن طريق أهل العلم فإنهم هم ورثة الأنبياء ، فإذا قلنا قولا يقلل من شأنهم ثم قلت قيمتهم بين الناس قل قبول الناس لقولهم وانجرحت الشريعة بسبب ذلك .
وأما اغتياب ولاة الأمور ففيه أيضا تقليل لهيبتهم وإضعاف لامتثال الناس أمرهم وسبب للتمرد عليهم ، فكانت غيبتهم أعظم من غيبة عامة الناس وأشد خطرا وأكبر إثما .
لذلك أحذر إخواني المسلمين من غيبة العلماء وغيرهم من ولاة الأمور ، ولست بذلك أقول كفوا عن مساوئهم ولا أن هؤلاء العلماء أو الأمراء معصومون بل هم يخطئون كغيرهم ، ولكن الطريق السليم أن نتصل بالعلماء الذين بلغنا أو رأينا منهم ما ينبغي التنبيه عليه أو يجب التنبيه عليه ، فنذكر لهم ما أخطؤوا فيه وهم بخطئهم قد يكونوا معذورين إما بتأويل أو بجهل في الواقع أو لغير ذلك من الأعذار ، فإذا اتصلنا بهم وبينا لهم ما نرى أنه خطأ وناقشناهم فيه فقد يكون الصواب معهم ونكون نحن المخطئين ، وقد يكون الصواب معنا وحينئذٍ يلزمهم أن يرجعوا إلى الصواب.
والخلاصة : أن الغيبة من كبائر الذنوب لأي واحد من المسلمين وإنها لتتعاظم ويكبر إثمها فيما إذا كانت للعلماء أو ولاة الأمور ، فنسأل الله تعالى أن يحمي ألسنتنا مما يغضبه ، ونسأل الله تعالى على أن يكفنا عن مساوئ غيرنا ويكف غيرنا عن مساوئنا ، وأن يجعلنا ممن رأى الحق حقا واتبعه ورأى الباطل باطلا واجتنبه.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين.