رجل متدين ويحافظ على الصلاة ويصلي مع الجماعة ويصلي بالليل مائة ركعة ويصلي الوتر والنوافل ويدعو لوالديه ويقرأ بعد كل صلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ويصلي صلاة الضحى ثمان ركعات وهو أعمى لا يبصر ويصلي جالسا لأنه لا يستطيع الحركة فهل هذا العمل صحيح ؟ حفظ
السائل : يقول بأنه رجل متدين ويحافظ على الصلاة، ويصلي مع الجماعة ويقول : أصلي في الليل مائة ركعة وأصلي صلاة الشفع والوتر والنوافل وأدعو لوالدي ، وأقرأ بعد كل صلاة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وأصلي صلاة الضحى ثمان ركعات ويقول: إنني أعمى لا أبصر ، وأصلي جالساً لأنني لا أستطيع الحركة أفيدونا أفادكم الله عن هذا العمل هل هو خير جزيتم خيرا وبارك الله فيكم ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإنني أجيب على سؤال على هذا الرجل الذي يقول أنه محافظ على الصلاة وعلى صلاة الليل وعلى الشفع والوتر وعلى صلاة الضحى وعلى أذكار ذكرها في سؤاله ، أجيب على هذا السؤال بأن ما فعله هذا السائل لا شك أنه قصد به الخير والتقرب إلى الله عز وجل ، ولكن الذي أنصح هذا السائل أن يحرص على أن يكون عمله موافقا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه خير وأفضل ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) وذكرت ذلك مفصلا ، وربما كان يصلي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة .
وهذا العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به الليل أفضل من مائة ركعة ذكرها السائل في سؤاله ، إذا كان فعل هذه الركعات الإحدى عشر أو الثلاثة عشر على وجه التأني والطمأنينة وترتيل القرآن وتدبره كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم به ، أما مائة ركعة فإن الإنسان لا يأتي بها في الغالب إلا على وجه السرعة وعدم الطمأنينة وعدم التدبر لكتاب الله وعدم التدبر لما يقوله من تسبيح وتكبير ودعاء.
وأما ذكر الله عز وجل فلا شك أنه كلما أدام الإنسان ذكر الله فهو على خير ، وليس له عدد محصور يقتصر عليه بل قد مدح الله عز وجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، يعني يذكرون الله تعالى في كل حال وعلى كل حال .
وأما سؤاله عن كونه يصلي قاعدا فإننا نقول له: أما صلاة الفريضة فلا يحل له أن يصلي قاعدا مع قدرته على القيام لقول الله تعالى : (( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين : ( صلي قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ) .
وأما صلاة النافلة فلا حرج عليه أن يصلي قاعدا مع قدرته على القيام ولكنه إذا فعل ذلك لغير عذر لم يكتب له إلا نصف أجر صلاة القائم كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله أن يزيدنا وأخانا من فضله والتقرب إليه وعبادته على بصيرة.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإنني أجيب على سؤال على هذا الرجل الذي يقول أنه محافظ على الصلاة وعلى صلاة الليل وعلى الشفع والوتر وعلى صلاة الضحى وعلى أذكار ذكرها في سؤاله ، أجيب على هذا السؤال بأن ما فعله هذا السائل لا شك أنه قصد به الخير والتقرب إلى الله عز وجل ، ولكن الذي أنصح هذا السائل أن يحرص على أن يكون عمله موافقا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم فإنه خير وأفضل ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة ) وذكرت ذلك مفصلا ، وربما كان يصلي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة .
وهذا العدد الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم به الليل أفضل من مائة ركعة ذكرها السائل في سؤاله ، إذا كان فعل هذه الركعات الإحدى عشر أو الثلاثة عشر على وجه التأني والطمأنينة وترتيل القرآن وتدبره كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم به ، أما مائة ركعة فإن الإنسان لا يأتي بها في الغالب إلا على وجه السرعة وعدم الطمأنينة وعدم التدبر لكتاب الله وعدم التدبر لما يقوله من تسبيح وتكبير ودعاء.
وأما ذكر الله عز وجل فلا شك أنه كلما أدام الإنسان ذكر الله فهو على خير ، وليس له عدد محصور يقتصر عليه بل قد مدح الله عز وجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ، يعني يذكرون الله تعالى في كل حال وعلى كل حال .
وأما سؤاله عن كونه يصلي قاعدا فإننا نقول له: أما صلاة الفريضة فلا يحل له أن يصلي قاعدا مع قدرته على القيام لقول الله تعالى : (( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لـعمران بن حصين : ( صلي قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب ) .
وأما صلاة النافلة فلا حرج عليه أن يصلي قاعدا مع قدرته على القيام ولكنه إذا فعل ذلك لغير عذر لم يكتب له إلا نصف أجر صلاة القائم كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله أن يزيدنا وأخانا من فضله والتقرب إليه وعبادته على بصيرة.
السائل : بارك الله فيكم فضيلة الشيخ.