فتاة حجت مع زوجها وبعد رميها الجمرات اليوم الثاني عشر توجها إلى جدة وفي اليوم التالي صليا الظهر ثم رجع إلى مكة من أجل طواف الوادع ومن ثم الاتجاه إلى مكان الإقامة ولكن قبل المغادرة إلى جدة صافحت الزوجة بعض الرجال الأجانب ولم تستطع تجديد وضوءها وطافت بالبيت طواف الوداع وأمي على تلك الحالة فما حكم طوافها.؟ وماذا يترتب عليها.؟ وإن كان هناك كفارة فهل يجوز لها إرسال قيمتها إلى المجاهدين أم لا ؟ حفظ
السائل : لقد حججت مع زوجي عام 1409 وبعدما رمينا الجمرات يوم الثاني عشر توجهنا إلى مدينة جدة وفي اليوم التالي صلينا الظهر ثم اتجهنا إلى مكة لكي نطوف طواف الوداع ومن ثم نتجه إلى مكان إقامتنا ، ولكن قبل أن نغادر جدة صافحني بعض الرجال الأجانب ، ولم أستطع أن أجدد وضوئي وطفت بالبيت طواف الوداع وأنا على هذه الحالة ، فما حكم طوافي هذا ؟ وماذا يترتب علي من ذلك ؟ وإن كان هناك من كفارة فهل يجوز لي أن أرسل بقيمتها إلى المجاهدين أم لا ؟
الشيخ : أقول إن خروج هذه المرأة وزوجها إلى جدة قبل طواف الوداع ينظر فيه فهل جدة هي مكان إقامتهم ؟ إن كانت جدة مكان إقامتهم فإن خرجوهم من مكة إليها قبل طواف الوداع محرم ، ولا ينفعهم الرجوع بعد ذلك والطواف ، بل عليهم الفدية تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ، على كل واحد منهم شاة تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ، هذا إذا كانت جدة مكان إقامتهم أما إذا لم تكن مكان إقامتهم ولكنهم خرجوا إليها لحاجة على أن من نيتهم أن يعودوا إلى مكة ويطوفوا للوداع ويخرجوا إلى مكان إقامتهم ، فإنه لا شيء عليهم .
وأما ما ذكرت من أنها سلمت على بعض الرجال قبل الطواف ثم طافت بعد ذلك بدون وضوء فإن ذلك لا يضر بالنسبة للطواف ، لأن مس المرأة للرجل أو مس الرجل للمرأة لا ينقض الوضوء حتى وإن كان بشهوة على القول الراجح .
ولكن مصافحتها للرجال الأجانب حرام عليها ولا يحل لها أن تكشف وجهها ولا أن تسلم على الرجال الأجانب ، ولو كانت كفاها مستورتين بقفاز أو غيره ، والواجب عليها أن تتوب إلى الله مما صنعت من مصافحة الرجال الأجانب وألا تعود لمثل ذلك .
وهنا أنبه على مسألة خطيرة في هذا الباب وهي : أن بعض الناس اعتادوا أن يسلم أخ الزوج على زوجة أخيه أو يسلم على ابنة عمته مصافحة ، وهذه عادة سيئة محرمة ولا يحل لامرأة أن تسلم على رجل ليس من محارمها أبدا ولو كان ابن عمها أو ابن خالها أو ابن عمتها أو ابن خالتها أو أخا زوجها أو زوج أختها كل هذا حرام ولا يجوز ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
قد يقول قائل : أنا أسلم عليها وأنا بريء وأنا واثق من نفسي ألا تتحرك شهوتي وألا أتمتع بمسها ، فنقول له: ولو كان الأمر كذلك ، لأن هذه المسألة حساسة جدا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولهذا جاء في الحديث : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) وما ظنك باثنين يكون الشيطان ثالثهما .
كذلك أيضا إذا مس الرجل المرأة فإن الشيطان سوف يجعل في نفسه حركات وإن كان بعيدا منها لكن هو على خطر ، ولهذا أحذر من أن تصافح المرأة من ليس من محارمها .
قد يقول قائل : أنا لو تجنبت هذا ، ومدت إلي يدها فقلت هذا لا يجوز لأثر ذلك في العلاقة بيني وبينها أو بيني وبين أبيها إذا كانت بنت عمي أو بينها وبين أخي إذا كانت زوجته أو ما أشبه ذلك ؟.
فأقول له : (( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ )) ولقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق : (( وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) وإذا كان أقاربك من أخ أو عم أو أي أيهما يجدون في أنفسهم عليك إذا أنت فعلت الحق أو تجنبت الباطل فليكن ذلك ، فليكن ذلك فإنه لا إثم عليك وإنما الإثم عليهم ، الإثم عليهم من وجهين :
الوجه الأول : أنهم وجدوا عليك في أنفسهم وهم من أقاربك .
والوجه الثاني : أنهم وجدوا عليك لأنك فعلت ما تقتضيه الشريعة ، وأي إنسان يكره شخصا فعل ما تقتضيه الشريعة ، بل الذي ينبغي مع من فعل ما تقتضيه الشريعة ولا سيما مع مخالفة العادات الذي ينبغي أن يجل هذا الرجل وأن يعظمه وأن يكرمه وأن يكون له في قلوبنا منزلة أرقى وأعلى من منزلته السابقة.
السائل : شكر الله لكم.
الشيخ : أقول إن خروج هذه المرأة وزوجها إلى جدة قبل طواف الوداع ينظر فيه فهل جدة هي مكان إقامتهم ؟ إن كانت جدة مكان إقامتهم فإن خرجوهم من مكة إليها قبل طواف الوداع محرم ، ولا ينفعهم الرجوع بعد ذلك والطواف ، بل عليهم الفدية تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ، على كل واحد منهم شاة تذبح في مكة وتوزع على الفقراء ، هذا إذا كانت جدة مكان إقامتهم أما إذا لم تكن مكان إقامتهم ولكنهم خرجوا إليها لحاجة على أن من نيتهم أن يعودوا إلى مكة ويطوفوا للوداع ويخرجوا إلى مكان إقامتهم ، فإنه لا شيء عليهم .
وأما ما ذكرت من أنها سلمت على بعض الرجال قبل الطواف ثم طافت بعد ذلك بدون وضوء فإن ذلك لا يضر بالنسبة للطواف ، لأن مس المرأة للرجل أو مس الرجل للمرأة لا ينقض الوضوء حتى وإن كان بشهوة على القول الراجح .
ولكن مصافحتها للرجال الأجانب حرام عليها ولا يحل لها أن تكشف وجهها ولا أن تسلم على الرجال الأجانب ، ولو كانت كفاها مستورتين بقفاز أو غيره ، والواجب عليها أن تتوب إلى الله مما صنعت من مصافحة الرجال الأجانب وألا تعود لمثل ذلك .
وهنا أنبه على مسألة خطيرة في هذا الباب وهي : أن بعض الناس اعتادوا أن يسلم أخ الزوج على زوجة أخيه أو يسلم على ابنة عمته مصافحة ، وهذه عادة سيئة محرمة ولا يحل لامرأة أن تسلم على رجل ليس من محارمها أبدا ولو كان ابن عمها أو ابن خالها أو ابن عمتها أو ابن خالتها أو أخا زوجها أو زوج أختها كل هذا حرام ولا يجوز ، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
قد يقول قائل : أنا أسلم عليها وأنا بريء وأنا واثق من نفسي ألا تتحرك شهوتي وألا أتمتع بمسها ، فنقول له: ولو كان الأمر كذلك ، لأن هذه المسألة حساسة جدا والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ولهذا جاء في الحديث : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) وما ظنك باثنين يكون الشيطان ثالثهما .
كذلك أيضا إذا مس الرجل المرأة فإن الشيطان سوف يجعل في نفسه حركات وإن كان بعيدا منها لكن هو على خطر ، ولهذا أحذر من أن تصافح المرأة من ليس من محارمها .
قد يقول قائل : أنا لو تجنبت هذا ، ومدت إلي يدها فقلت هذا لا يجوز لأثر ذلك في العلاقة بيني وبينها أو بيني وبين أبيها إذا كانت بنت عمي أو بينها وبين أخي إذا كانت زوجته أو ما أشبه ذلك ؟.
فأقول له : (( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ )) ولقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أشرف الخلق : (( وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )) وإذا كان أقاربك من أخ أو عم أو أي أيهما يجدون في أنفسهم عليك إذا أنت فعلت الحق أو تجنبت الباطل فليكن ذلك ، فليكن ذلك فإنه لا إثم عليك وإنما الإثم عليهم ، الإثم عليهم من وجهين :
الوجه الأول : أنهم وجدوا عليك في أنفسهم وهم من أقاربك .
والوجه الثاني : أنهم وجدوا عليك لأنك فعلت ما تقتضيه الشريعة ، وأي إنسان يكره شخصا فعل ما تقتضيه الشريعة ، بل الذي ينبغي مع من فعل ما تقتضيه الشريعة ولا سيما مع مخالفة العادات الذي ينبغي أن يجل هذا الرجل وأن يعظمه وأن يكرمه وأن يكون له في قلوبنا منزلة أرقى وأعلى من منزلته السابقة.
السائل : شكر الله لكم.