قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل يحب الجمال ) وقال أيضا ( إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) وقد جاء في سير بعض الصحابة في الكتب المدرسية من زهدهم ووعدهم رضي الله عنهم وتقشفهم في المأكل والملبس والمسكن مع غناهم وكثرة أموالهم حتى إن عبد الرحمان بن عوف رضي الله عنه يلبس ملابس تماثل ملابس صبيانه وغلمانه الذين عنده فهل في هذا ما يعارض مفهوم الحديثين السابقين ؟ وهل على الغني الموسر أن يكون مظهره مناسبا لحالته المادية أم له أن يلبس ويأكل ما شاء في حدود الشرع الإسلامي بدون سرف ولا مخيلة ؟ وما معنى الأمر بالتحدث بنعم الله في الآية (وأما بنعمة ربك فحدث ) ؟ حفظ
السائل : في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث ما معناه : ( إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ) وقد قرأت سير بعض الصحابة في الكتب المدرسية وتعلمت من زهدهم وورعهم رضي الله عنهم وأرضاهم وتقشفهم في المأكل والملبس والمسكن مع غناهم وكثرة أموالهم حتى أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يلبس من الملابس التي تماثل ملابس صبيانه وغلمانه الذين يعملون عنده ، السؤال : هل في ذلك ما يعارض مفاهيم الحديثين السابقين ؟ وهل على الغني الموسر أن يكون مظهره مناسباً لحالته المادية أم أن عليه أن يلبس ويسكن ويأكل ما شاء في حدود الشرع الإسلامي بدون سرف ولا مخيلة ؟ وما معنى الأمر بالتحدث بالنعم في قوله تعالى : (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) ؟
الشيخ : الحديث الأول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال الناس : إن الرجل يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه حسنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال ) أي يحب التجمل في اللباس في النعال في الثوب في الغترة في المشلح ، لأن هذا من إظهار آثار نعمة الله ، وهو يوافق الحديث الذي ذكره وهو : ( إن الله إذا أنعم على العبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه ) .
وأثر النعمة بحسب النعمة فنعمة المال أثرها أن يكثر الإنسان من التصدق ومن نفع الخلق ، وكذلك أن يلبس ما يليق به من الثياب ، حتى أن بعض العلماء قال : إن الرجل الغني إذا لبس لباس الفقراء فإنه يعد ثوبه من لباس الشهرة ، ولكن قد تدعو الحاجة وقد تكون المصلحة في أن يلبس الإنسان لباس الفقراء إذا كان عائشا في وسط فقير وأحب أن يلبس مثلهم لئلا تنكسر قلوبهم ، فإنه في هذه الحال قد يثاب على هذه النية ويعطى الأجر على حسب نيته .
وأما قوله تعالى : (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) المراد أن الإنسان يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه لإظهار فضل الله سبحانه وتعالى عليه ، وأن ما حصل من هذه النعمة ليس بحوله وقوته ولكنه بنعمة الله ومنته ، والتحدث بالنعمة يكون بالقول وبالفعل .
فيكون بالقول مثل أن يقول للناس مثلا في المناسبة : إن الله تعالى قد أعطاني المال بعد أن كنت فقيرا ، وقد أعطاني الأولاد بعد كنت وحيدا ، وما أشبه ذلك ، وقد هداني الله بعد أن كنت على غير هدى .
والتحدث بالفعل أن يفعل ما يدل على هذه النعمة ، إذا كان عالما يعلم الناس ، إذا كان غنيا ينفع الناس بماله ، إذا كان قويا ينفع الناس بدفعه عنهم ما يؤذيهم بحسب الحال .
وأما ما ذكره عن بعض الصحابة من تقشفهم فهذا على سبيل التواضع لئلا يكون من حولهم منكسر القلب بحسب أنه لا يستطيع أن يلبس مثل لباسهم أو أن يطعم مثل طعامهم ، والإنسان في هذه الأمور يراعي المصالح.
السائل : بارك الله فيكم.
الشيخ : الحديث الأول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال الناس : إن الرجل يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه حسنا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال ) أي يحب التجمل في اللباس في النعال في الثوب في الغترة في المشلح ، لأن هذا من إظهار آثار نعمة الله ، وهو يوافق الحديث الذي ذكره وهو : ( إن الله إذا أنعم على العبد نعمة يحب أن يرى أثر نعمته عليه ) .
وأثر النعمة بحسب النعمة فنعمة المال أثرها أن يكثر الإنسان من التصدق ومن نفع الخلق ، وكذلك أن يلبس ما يليق به من الثياب ، حتى أن بعض العلماء قال : إن الرجل الغني إذا لبس لباس الفقراء فإنه يعد ثوبه من لباس الشهرة ، ولكن قد تدعو الحاجة وقد تكون المصلحة في أن يلبس الإنسان لباس الفقراء إذا كان عائشا في وسط فقير وأحب أن يلبس مثلهم لئلا تنكسر قلوبهم ، فإنه في هذه الحال قد يثاب على هذه النية ويعطى الأجر على حسب نيته .
وأما قوله تعالى : (( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ )) المراد أن الإنسان يتحدث بنعمة الله سبحانه وتعالى عليه لإظهار فضل الله سبحانه وتعالى عليه ، وأن ما حصل من هذه النعمة ليس بحوله وقوته ولكنه بنعمة الله ومنته ، والتحدث بالنعمة يكون بالقول وبالفعل .
فيكون بالقول مثل أن يقول للناس مثلا في المناسبة : إن الله تعالى قد أعطاني المال بعد أن كنت فقيرا ، وقد أعطاني الأولاد بعد كنت وحيدا ، وما أشبه ذلك ، وقد هداني الله بعد أن كنت على غير هدى .
والتحدث بالفعل أن يفعل ما يدل على هذه النعمة ، إذا كان عالما يعلم الناس ، إذا كان غنيا ينفع الناس بماله ، إذا كان قويا ينفع الناس بدفعه عنهم ما يؤذيهم بحسب الحال .
وأما ما ذكره عن بعض الصحابة من تقشفهم فهذا على سبيل التواضع لئلا يكون من حولهم منكسر القلب بحسب أنه لا يستطيع أن يلبس مثل لباسهم أو أن يطعم مثل طعامهم ، والإنسان في هذه الأمور يراعي المصالح.
السائل : بارك الله فيكم.