ما تفسير هذه الآية ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ..) الآية ؟ حفظ
السائل : يسأل عن آية كريمة ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )) ؟
الشيخ : هذه الآية فيها الوعيد على قوم من أهل الكتاب حرفوا الكتاب فزادوا فيه ونقصوا ، وكان مما يزيدون فيه أنهم يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ، هذا كتاب الله ليشتروا به ثمنا قليلا من الجاه والرئاسة وغير ذلك من عوارض الدنيا .
يقول الله عز وجل : (( فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ )) من هذه الفعلة المحرمة (( وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )) من هذا الكسب المبني على محرم ، فصاروا آثمين من ناحيتين : من ناحية الفعل ومن ناحية ما نتج عنه من المكاسب الخبيثة .
وفي هذا تحذير لهذه الأمة أن تصنع مثل ما صنع هؤلاء ، ومن المعلوم أنه لن يستطيع أحد أن يصنع مثل هذا في كتاب الله ، لأن الله تعالى قال : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) لكن من الناس من يصنع مثل هذا في معاني كلام الله ، فيكتب في تفسير الآية ما ليس تفسيرا لها لينال بذلك عرضا من الدنيا ، فليبشر مثل هذا بهذا الوعيد الذي توعد الله به من سبقنا : (( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ )).
السائل : بارك الله فيكم.