من سار بسيارته بسرعة كبيرة فحصل له حادث فمات هل يعتبر قاتل لنفسه ؟ حفظ
السائل : سار بسيارته بسرعة كبيرة ثم حصل له حادث فمات ، هل يعتبر قاتلاً لنفسه ؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين :
كل من تسبب في قتل نفسه فإنه يعتبر قاتلا لنفسه وكذلك من باشر قتل نفسه فإنه قاتل لنفسه وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( أن من قتل نفسه فإنه يعذب في جهنم بما قتل به نفسه ، من قتلها بسم فإنه يعذب بسم يتحساه في جهنم ، وإن قتلها بحديدة عذب بحديدته في جهنم ) وكل وسيلة يقتل بها نفسه فإنه يعذب بها في جهنم والعياذ بالله .
وكذلك من كان سببا في قتل نفسه بأن لم يتعمد القتل لكن فعل ما هو سبب في القتل فإنه يعتبر قاتلا لنفسه لأنه متسبب ولكنه ليس كالمباشر في الإثم ، والذي يسرع سرعة تكون سببا للحادث هو في الحقيقة متسبب لنفسه بالهلاك وآثم وقد قال الله عز وجل : (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )) فلا يحل للمرء أن يسرع سرعة تكون سببا للحادث ، ولا أن يحمل السيارة فوق طاقتها تحميلا يكون سببا للحادث ولا أن يعطفها هذه السرعة على وجه يحصل به الحادث .
المهم أنه لا يجوز للإنسان أن يتسبب في قتل نفسه بأي سبب كان ومن العجب أن من الناس من يتعجل هذه العجلة المذمومة المحرمة مع أنه لو هدأ السرعة على وجه لا خطر فيه لم يكن هناك فرق بين زمن وصوله بالسرعة الخطرة ووصوله بالسرعة المعتادة إلا نحو عشرة في المائة ، ولكن الإنسان عدو نفسه يظن أنه بالسرعة يسلم ولكنه يقع في الخطر .
وقد بلغني أن رجلا من الناس كان كبيرا في قومه فركب سيارته ذات يوم فقال لقائد السيارة أو لسائقها : لا تسرع فإنه قد بقي على الموعد ربع ساعة ، فتعجب السائق كيف يقول : لا تسرع فقد بقي ربع ساعة ؟ وكان المتوقع أن يقول : أسرع فقد بقي ربع ساعة ، فسأله فقال له : لم قلت لا تسرع فقد بقي ربع ساعة ؟ فقال : نعم لأنك لو أسرعت لكان سببا لحصول حادث نبقى فيه ساعات ، ولكنك إذا لم تسرع فإننا نصل في الموعد المحدد ، فهذا هو العقل أن يقدر الإنسان للأمور مقاديرها وأن يأخذ الاحتياط حتى لا يقع في ما يكرهه ولا يرضيه.
السائل : بارك الله فيكم.