توفي والدي قبل ثلاثين سنة وكان عليه حقوق للناس كثيرة ولم يسدد ديونه للأسباب التالية منها أنه معسر ، وثانيا لم يعرف أصحاب الديون ، وكذلك أنا لا أعرفهم فهل يجزئ أن أتصدق بشيء من مالي عن أصحاب الديون ؟ حفظ
السائل : توفي والدي قبل ثلاثين سنة وكان عليه حقوق للناس كثيرة ، حيث إنه مات ولم يسدد هذا الدين الذي في ذمته ، وكان ذلك للأسباب التالية :
أولا : أنه معسر ولم يوجد لديه شيء .
ثانيا : إنه لم يعرف أصحاب هذه الديون ، وأنا الآن محتار تجاه والدي ماذا أفعل لكي نسدد ما بذمته ؟ وأنا كذلك لا أعرف هؤلاء الأشخاص أصحاب الديون فهل يجزئ بأن أتصدق بشيء من مالي على نيتي أو على أهل الديون أم ماذا أصنع ، أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : إذا كان أبوك حين توفي وهو معسر قد أخذ أموال الناس يريد أداءها فإن الله تعالى يؤدي عنه يوم القيامة .
ولا شك أن الوالد رحمه الله فرط في كونه لم يقيد هذه الديون التي عليه ، فإن الجدير بالمرء الحازم المؤمن الذي له شيء يريد أن يوصي فيه ألا يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) فالوالد رحمه الله فرط في عدم كتابة ما عليه .
هذا إن كان لم يكتب مع أنه يجوز أن يكون قد كتب ما عليه ولكن ضاعت الورقة مثلا ، على كل حال الوالد ذهب إلى رحمة الله ، وما دام لم يخلف شيئا من المال فليس عليكم أن تقضوا ما عليه ، لأن القضاء إنما يجب من تركته أما أنتم فمتبرعون ، فإن تيسر لك أن تعرف أصحاب الديون وتوفي فهذا خير لك ولأبيك ، وإن لم يكن فلا حرج عليك في عدم ذلك وأكثر من الدعاء والاستغفار والترحم على الوالد ، ونسأل الله أن يعفو عنا وعنه وعنكم وعن جميع المسلمين.
السائل : جزاكم الله خيرا يا شيخ محمد.