تقول بأنها أخطأت مرة و تابت و دعت الله كثيرا أن يغفر لها و لكن لديها شعور دائم بالذنب ، فبماذا تنصحونها ؟ حفظ
السائل : تقول بأنها أخطأت مرة وتابت ودعت الله كثيراً أن يغفر لها تقول: ولكنني لدي شعور دائماً بالذنب فبماذا تنصحونني يا فضيلة الشيخ مأجورين؟
الشيخ : أقول إن هذه المرأة التائبة كونها تشعر دائما بذنبها يدل على أن توبتها صادقة لكثرة الندم معها على ما فعلت من المعاصي ولكني أقول لها: أبشري فإن حال الإنسان بعد التوبة قد تكون أكمل من حاله قبل فعل المعصية لأنه يحصل له بالتوبة الإنابة إلى الله والانطراح بين يديه والتبرؤ من الحول والقوة والتبرؤ من الإعجاب بالنفس واستصغار النفس واحتقارها أمام عظمة الله وكل هذه معان جليلة ترقى بالإنسان إلى درجة أكمل مما كان عليه قبل التوبة لأن مثل هذه الأمور مفقودة من قبل وعلى هذا فلتبشر بالخير.
السائل : الحمد لله.
الشيخ : ولتنتهي عما حصل من المعصية فإنها قد غفِرت وزالت وانمحى أثرها ولتتذكر ما جرى لآدم عليه الصلاة والسلام حيث نهاه الله عز وجل أن يأكل من الشجرة ولكنه خالف فعصى قال الله تعالى: (( وَعَصَى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى )) فلم يحصل الاجتباء إلا بعد أن تاب من المعصية فاجتباه الله وتاب عليه وهداه هداية علم وهداية توفيق وهذا يدل على ما أسلفنا أن الإنسان بعد التوبة النصوح قد تكون حاله أكمل مما كانت عليه قبل فعل المعصية.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أقول: إن للتوبة شروطا لا بد منها، الشروط خمسة، الأول: الإخلاص لله عز وجل بالتوبة بحيث لا يحمله على التوبة رجاء شيء من الدنيا أو خوف شيء في الدنيا بل يكون الحامل له على التوبة رجاء ما عند الله من الثواب للتائبين، نعم، بحيث يكون الحامل له على التوبة رجاء ما عند الله تعالى من الثواب للتائبين والتخلّص من أوضار هذا الذنب الذي قام به.
الشرط الثاني: أن يندم على ما حصل من الذنب ويتحسّر ويود أنه لم يفعله.
الشرط الثالث: أن يُقلع عن المعصية فإن كان الذنب ترك واجب استدركه ففعله إن كان يمكن وإن كان الذنب فعل معصية أقلع عنها في الحال.
ومن ذلك ما إذا كانت المعصية حقا لآدمي فإن الواجب عليه أن يُبادر بالتخلص من هذا الحق إن كان مالا ردّه إلى صاحبه، إن كان حيا معلوما عنده وإن كان ميّتا ردّه إلى ورثته وإن جهله أو نسيه تصدّق به عنه.
والشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود في المستقبل يعني يكون لديه عزم على ألا يعود إلى هذه المعصية في المستقبل وليس الشرط ألا يعود إلى المعصية في المستقبل، الشرط أن يعزم ألا يعود ثم إن سوّلت له نفسه فعاد فإن توبته الأولى تبقى على صحتها ويحتاج إلى توبة جديدة للذنب الجديد.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة بأن تكون قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن كانت بعد حضور الأجل فإنها لا تُقبل لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ )) .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) ويشهد لذلك قوله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
وإنني أحث إخواني الذين لا يزالون على الذنب أن يُبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان وأن يعلموا أن عِظم الذنب لا يمنع التوبة فقد قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد. الحقيقة فضيلة الشيخ ونحن نتحدث عن التوبة لدي رسالة من المستمع من الجزائر أبو سطاح يقول.
الشيخ : أقول إن هذه المرأة التائبة كونها تشعر دائما بذنبها يدل على أن توبتها صادقة لكثرة الندم معها على ما فعلت من المعاصي ولكني أقول لها: أبشري فإن حال الإنسان بعد التوبة قد تكون أكمل من حاله قبل فعل المعصية لأنه يحصل له بالتوبة الإنابة إلى الله والانطراح بين يديه والتبرؤ من الحول والقوة والتبرؤ من الإعجاب بالنفس واستصغار النفس واحتقارها أمام عظمة الله وكل هذه معان جليلة ترقى بالإنسان إلى درجة أكمل مما كان عليه قبل التوبة لأن مثل هذه الأمور مفقودة من قبل وعلى هذا فلتبشر بالخير.
السائل : الحمد لله.
الشيخ : ولتنتهي عما حصل من المعصية فإنها قد غفِرت وزالت وانمحى أثرها ولتتذكر ما جرى لآدم عليه الصلاة والسلام حيث نهاه الله عز وجل أن يأكل من الشجرة ولكنه خالف فعصى قال الله تعالى: (( وَعَصَى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى )) فلم يحصل الاجتباء إلا بعد أن تاب من المعصية فاجتباه الله وتاب عليه وهداه هداية علم وهداية توفيق وهذا يدل على ما أسلفنا أن الإنسان بعد التوبة النصوح قد تكون حاله أكمل مما كانت عليه قبل فعل المعصية.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أقول: إن للتوبة شروطا لا بد منها، الشروط خمسة، الأول: الإخلاص لله عز وجل بالتوبة بحيث لا يحمله على التوبة رجاء شيء من الدنيا أو خوف شيء في الدنيا بل يكون الحامل له على التوبة رجاء ما عند الله من الثواب للتائبين، نعم، بحيث يكون الحامل له على التوبة رجاء ما عند الله تعالى من الثواب للتائبين والتخلّص من أوضار هذا الذنب الذي قام به.
الشرط الثاني: أن يندم على ما حصل من الذنب ويتحسّر ويود أنه لم يفعله.
الشرط الثالث: أن يُقلع عن المعصية فإن كان الذنب ترك واجب استدركه ففعله إن كان يمكن وإن كان الذنب فعل معصية أقلع عنها في الحال.
ومن ذلك ما إذا كانت المعصية حقا لآدمي فإن الواجب عليه أن يُبادر بالتخلص من هذا الحق إن كان مالا ردّه إلى صاحبه، إن كان حيا معلوما عنده وإن كان ميّتا ردّه إلى ورثته وإن جهله أو نسيه تصدّق به عنه.
والشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود في المستقبل يعني يكون لديه عزم على ألا يعود إلى هذه المعصية في المستقبل وليس الشرط ألا يعود إلى المعصية في المستقبل، الشرط أن يعزم ألا يعود ثم إن سوّلت له نفسه فعاد فإن توبته الأولى تبقى على صحتها ويحتاج إلى توبة جديدة للذنب الجديد.
الشرط الخامس: أن تكون التوبة في الوقت الذي تُقبل فيه التوبة بأن تكون قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فإن كانت بعد حضور الأجل فإنها لا تُقبل لقول الله تعالى: (( وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ )) .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها ) ويشهد لذلك قوله تعالى: (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءايَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا )) .
وإنني أحث إخواني الذين لا يزالون على الذنب أن يُبادروا بالتوبة قبل فوات الأوان وأن يعلموا أن عِظم الذنب لا يمنع التوبة فقد قال الله تعالى: (( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَءامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )) . نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا شيخ محمد. الحقيقة فضيلة الشيخ ونحن نتحدث عن التوبة لدي رسالة من المستمع من الجزائر أبو سطاح يقول.