إذا أعطيت شخصا مبلغا من المال مثلا خمسة آلاف ريال ثم قلت له بعد سنة ترجعها سبعة آلاف ريال فهل هذا يجوز أم لا ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ ما حكم إذا أعطيت شخصاً مبلغاً من المال مثلاً خمسة ءالاف ريال ثم قلت له: بعد سنة ترجعها سبعة ءالاف ريال هل هذا يجوز أم لا أفيدونا بهذا مأجورين؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا السائل يقول: ما حكم ما إذا أعطيت شخصا ألف ريال، هذا يقول ألف وإلا مائة؟
السائل : خمسة ءالاف.
الشيخ : خمسة ءالاف ريال ويردها لي بعد سنة سبعة ءالاف ريال هل هذا جائز أو لا؟ والجواب على ذلك أن هذا ليس بجائز بل هذا ربا ربا جامع بين ربا الفضل وربا النسيئة، ربا الفضل بما حصل من الزيادة وربا النسيئة بما حصل من تأخير القبض فهو حرام والربا خطره كبير وعقوبته وخيمة قال شيخ الإسلام رحمه الله أعني به ابن تيمية قال إنه لم يرد في النصوص وعيد مثل ما ورد من الوعيد على الربا في ذنب دون الشرك أي أنه أعظم ما ورد فيه الوعيد مما دون الشرك فمن ذلك قوله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )) فإن هذه الأية تدل على أن من تعاطى الربا أضعافا مضاعفة فإن وعيده النار.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه لعن ءاكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، وقال: ( هم سواء ) أي في اللعنة لأنهم متعاونون على ذلك والنصوص في هذا كثيرة متعددة ولا يغرنك أيها الأخ المؤمن تهاون الناس في هذا الأمر وتكاثرهم عليه فإن الله تعالى يقول في كتابه: (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) وعليك باتباع الوحيين الكتاب والسنّة واتباع سلف الأمة فإن هذا هو الحق.
وليُعلم أن ما حصل من زيادة من الربا فإنه في الحقيقة نقص في دين العبد ونقص في بركة مال العبد وإثم وعقوبة على العبد أما كونه نقصا في دينه فلأن المعاصي تنقص الإيمان وتخرّقه وربما تمزّقه أشلاء والعياذ بالله فإن المعاصي ولاسيما الكبائر كأكل الربا بريد الكفر كما قال ذلك أهل العلم لأن المعصية تؤثر في القلب فإذا جاءت الأخرى زاد التأثير وهكذا حتى يُطبع على القلب فلا يصل إليه الخير ولاسيما كبائر الذنوب كالربا.
وأما كونه نقصا في مال العبد فلأن الكسب الحرام وإن زاد المال كمية به فإنه ينقص كيفية تُنزع منه البركة ويُلقى في قلب صاحبه الشح حتى لا ينتفع بماله والعياذ بالله فيخلّفه إلى من بعده ويكون عليه غُرمه ولغيره غُنمه وهذا مشاهد ولهذا تجد أكثر الناس شحا وإمساكا هم الذين يتلقون ما يسمّونه بالأرباح على وجه محرّم واستمع إلى قول الله تعالى: (( وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ )) .
وأما كونه عقوبة وءاثاما فلما سمعت أيها الأخ المؤمن من الأيات الكريمة والأحاديث النبوية فالواجب عليك أن تتوب إلى الله وتُقلع عن الربا ولا تغتر بما يتكلم فيه الناس من أن هذا يُفيد البلد اقتصاديا وأن فيه مصلحة للآخذ والدافع فإنه والله وإن زاد البلد اقتصاديا من حيث الكمية فإنه يزيده شرا وفسادا من حيث الآثار والعقوبات وإن شيئا قليلا من المال الحلال خير من أضعاف أضعافه من المال الحرام وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كسب مالا من محرّم فإنه إن أنفقه لم يُبارك له فيه، وإن تصدّق به لم يُقبل منه وإن خلّفه كان زاده إلى النار.
وليحذر ءاكل الربا أو غيره مما حرّم الله، ليحذر مما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فيه حيث ثبت عنه صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ )) ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟ ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُستجاب لآكل الحرام فهل ترضى أن تمد يديك إلى ربك يا رب! يا رب! ثم لا يُقبل منك من أجل لقمة أكلتها حرّمها الله عليك من أجل أنك تغذّيت بالحرام فهو طعامك وشرابك ومسكنك؟ فاتق الله يا أخي المسلم وعامل المعاملات الجائزة المباحة ينزل الله لك البركة في كسبك وفي رزقك واتق الله وأجمل في الطلب فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، نسأل الله أن يحمينا وإخواننا مما يُغضبه علينا.
السائل : ءامين.
الشيخ : وأن يرزقنا الاستقامة في ديننا والصلاح في ديننا ودنيانا.
السائل : بارك الله فيكم. هذا سائل يقول فضيلة الشيخ.
الشيخ : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى ءاله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا السائل يقول: ما حكم ما إذا أعطيت شخصا ألف ريال، هذا يقول ألف وإلا مائة؟
السائل : خمسة ءالاف.
الشيخ : خمسة ءالاف ريال ويردها لي بعد سنة سبعة ءالاف ريال هل هذا جائز أو لا؟ والجواب على ذلك أن هذا ليس بجائز بل هذا ربا ربا جامع بين ربا الفضل وربا النسيئة، ربا الفضل بما حصل من الزيادة وربا النسيئة بما حصل من تأخير القبض فهو حرام والربا خطره كبير وعقوبته وخيمة قال شيخ الإسلام رحمه الله أعني به ابن تيمية قال إنه لم يرد في النصوص وعيد مثل ما ورد من الوعيد على الربا في ذنب دون الشرك أي أنه أعظم ما ورد فيه الوعيد مما دون الشرك فمن ذلك قوله تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )) فإن هذه الأية تدل على أن من تعاطى الربا أضعافا مضاعفة فإن وعيده النار.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وءاله وسلم أنه لعن ءاكل الربا وموكله، وشاهديه وكاتبه، وقال: ( هم سواء ) أي في اللعنة لأنهم متعاونون على ذلك والنصوص في هذا كثيرة متعددة ولا يغرنك أيها الأخ المؤمن تهاون الناس في هذا الأمر وتكاثرهم عليه فإن الله تعالى يقول في كتابه: (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ )) وعليك باتباع الوحيين الكتاب والسنّة واتباع سلف الأمة فإن هذا هو الحق.
وليُعلم أن ما حصل من زيادة من الربا فإنه في الحقيقة نقص في دين العبد ونقص في بركة مال العبد وإثم وعقوبة على العبد أما كونه نقصا في دينه فلأن المعاصي تنقص الإيمان وتخرّقه وربما تمزّقه أشلاء والعياذ بالله فإن المعاصي ولاسيما الكبائر كأكل الربا بريد الكفر كما قال ذلك أهل العلم لأن المعصية تؤثر في القلب فإذا جاءت الأخرى زاد التأثير وهكذا حتى يُطبع على القلب فلا يصل إليه الخير ولاسيما كبائر الذنوب كالربا.
وأما كونه نقصا في مال العبد فلأن الكسب الحرام وإن زاد المال كمية به فإنه ينقص كيفية تُنزع منه البركة ويُلقى في قلب صاحبه الشح حتى لا ينتفع بماله والعياذ بالله فيخلّفه إلى من بعده ويكون عليه غُرمه ولغيره غُنمه وهذا مشاهد ولهذا تجد أكثر الناس شحا وإمساكا هم الذين يتلقون ما يسمّونه بالأرباح على وجه محرّم واستمع إلى قول الله تعالى: (( وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا ءاتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ )) .
وأما كونه عقوبة وءاثاما فلما سمعت أيها الأخ المؤمن من الأيات الكريمة والأحاديث النبوية فالواجب عليك أن تتوب إلى الله وتُقلع عن الربا ولا تغتر بما يتكلم فيه الناس من أن هذا يُفيد البلد اقتصاديا وأن فيه مصلحة للآخذ والدافع فإنه والله وإن زاد البلد اقتصاديا من حيث الكمية فإنه يزيده شرا وفسادا من حيث الآثار والعقوبات وإن شيئا قليلا من المال الحلال خير من أضعاف أضعافه من المال الحرام وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من كسب مالا من محرّم فإنه إن أنفقه لم يُبارك له فيه، وإن تصدّق به لم يُقبل منه وإن خلّفه كان زاده إلى النار.
وليحذر ءاكل الربا أو غيره مما حرّم الله، ليحذر مما قاله النبي عليه الصلاة والسلام فيه حيث ثبت عنه صلى الله عليه وءاله وسلم أنه قال: ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا )) وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ )) ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟ ) فاستبعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُستجاب لآكل الحرام فهل ترضى أن تمد يديك إلى ربك يا رب! يا رب! ثم لا يُقبل منك من أجل لقمة أكلتها حرّمها الله عليك من أجل أنك تغذّيت بالحرام فهو طعامك وشرابك ومسكنك؟ فاتق الله يا أخي المسلم وعامل المعاملات الجائزة المباحة ينزل الله لك البركة في كسبك وفي رزقك واتق الله وأجمل في الطلب فإنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها، نسأل الله أن يحمينا وإخواننا مما يُغضبه علينا.
السائل : ءامين.
الشيخ : وأن يرزقنا الاستقامة في ديننا والصلاح في ديننا ودنيانا.
السائل : بارك الله فيكم. هذا سائل يقول فضيلة الشيخ.