يردد بعض الناس بأن اختلاف الأئمة و الفقهاء في مسألة شرعية رحمة ؟ حفظ
السائل : هذا السائل يقول يا فضيلة الشيخ يردد بعض الناس بأن اختلاف الأئمة أو الفقهاء في مسألة شرعية رحمة هل هذا صحيح؟
الشيخ : هذا ليس بصحيح.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا القول مبني على حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وهو " اختلاف أمتي رحمة " فهذا الحديث غير صحيح بل قد قال الله تعالى (( وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ * إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ )) فأخبر الله تعالى إن الناس لا يزالون مختلفين إلا من رحم الله فإنهم لا يختلفون.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم الخلاف إذا كان مبنيا على اجتهاد فإن الإنسان في سعة ومن رحمة الله أنه إذا حصل اختلاف مبني على اجتهاد فإنه لا يضر صاحبه أن يُخالف الحق عند الله بمعنى أن الإنسان إذا اجتهد في حكم مسألة وبذل جهده في الوصول إلى الحق ثم لم يوفق لإصابة الحق فإن الله لا يُعاقبه على ذلك ولا يأثم وهذا من رحمة الله أن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ من اجتهد من هذه الأمة فأخطأ الحق. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. رسالة من الأخ أحمد حمدي مصري ..
الشيخ : والخلاصة.
السائل : تفضل.
الشيخ : الخلاصة أنه لا يصح أن نقول إن اختلاف الأمة رحمة بل اتفاقها هو الرحمة ولكن ها هنا مسألة وهي أنه إذا حصل خلاف بين طلبة العلم فهل يجوز أن يُجعل هذا الخلاف في الرأي والاجتهاد وسيلة إلى اختلاف القلوب وإلى تنافرها وتباغضها وإطلاق الألسنة بعضها في بعض؟ فالجواب لا، هذا لا يحل إطلاقا أن يُجعل الخلاف في الرأي الذي يسوغ فيه الاجتهاد سببا لهذا بل إن الحقيقة أن الرجل إذا خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه ليس مخالفا لك في الحقيقة لأن الكل منكما يريد الوصول إلى الحق فهو في اعتقادك على حق لأنه يلزمه أن يتبع ما دل الدليل عليه بمقتضى اجتهاده إذًا هو على حق فهو لم يُخالفك في الواقع ولهذا يقع خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم ولا يؤدي ذلك إلى اختلاف القلوب.
فالواجب على طلبة العلم إذا حصل بينهم خلاف فيما يسوغ فيه الاجتهاد والخلاف ألا يكون هذا الخلاف سببا لتباغضهم وتنافرهم وإطلاق ألسنة بعضهم في بعض بل يسأل الإنسان للجميع التوفيق للصواب هذا هو الواجب.
لكن بالنسبة للأخرين الذين يريدون أن يأخذوا بفتاوى هؤلاء العلماء المختلفين.
السائل : نعم يا شيخ؟
الشيخ : ماذا يكون موقف السائل إذا سأل فلانا فقال هذا حلال وسأل فلانا وقال هذا حرام فمن يقدّم؟ نقول أولا إذا سأل الإنسان عالما من العلماء الذين يؤخذ بفتواهم للثقة بعلمهم وأمانتهم فإنه لا يستفتي أحدا غيره لأنه إنما استفتى هذا العالم بناء على أن ما يقوله هو شرع الله فلا يذهب إلى عالم ءاخر يسأله اللهم إلا إذا كان قد استفتى هذا العالم استفتاء ضرورة بحيث ليس عنده من يسأله أعلم وأوْثق من هذا الرجل ثم هو ينتظر أن يصل إلى عالم ءاخر أعلم منه حتى يسأله فهذا لا بأس أن يسأل عالما ءاخر لأنه إنما استفتى العالم الأول ضرورة فهو بمنزلة أكل الميتة للمضطر إليها فإذا وجد المذكاة أكلها.
أما إذا سأله على أنه هو العالم الذي يدله على الحق وعلى الشرع وليس استفتاء ضرورة فإن العلماء يقولون من استفتى عالما ملتزما بما يقول معتقدا أنه الحق فإنه لا يحل له أن يسأل عالما ءاخر خلافا للمتلاعبين الأن الذين إذا سألوا عالما ولم يجبهم بما يهوون ذهبوا يسألون عالما ءاخر يتتبعون الرخص فإذا وجدوا من يُوافق هواهم أخذوا بقوله فإن هذا لا يجوز ولكن إذا كان الإنسان لم يستفت أحدا حتى الأن وأمامه علماء يعرف أنهم يختلفون فهل يسأل الأول أو الثاني؟ نقول يجب أن يسأل من يرى أنه أقرب إلى الصواب لغزارة علمه وقوة دينه وأمانته.
والخلاصة أن اتفاق العلماء هو الخير والرحمة فإذا لم يحصل ذلك واختلفوا فإنه لا يجوز أن يكون هذا الاختلاف سببا للعداوة والبغضاء وإطلاق ألسنة بعضهم في بعض هذا بالنسبة للعلماء.
بالنسبة للأخرين الذين يستفتون العلماء نقول إذا استفتيت عالما ترى أن ما يُفتي به هو حق لثقته في نفسك فلا تسأل عالما ءاخر.
وإن استفتيت عالما استفتاء ضرورة بحيث لا يكون في المكان عندك من هو أعلم منه وفي نيتك أنك إذا وصلت إلى العالم الذي هو أعلم استفتيته فلا بأس أن تأخذ بقول الأول حتى تجد العالم الذي ترى أنه أعلم وأوثق.
وأما قبل الاستفتاء إذا كان أمامك علماء متعدّدون فاستفت من ترى أنه أقرب إلى الصواب لغزارة علمه وقوة دينه فإذا أفتاك فخذ وإن تساووا عندك فأنت مخيّر بين هذا وهذا.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم.
الشيخ : هذا ليس بصحيح.
السائل : نعم.
الشيخ : وهذا القول مبني على حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وهو " اختلاف أمتي رحمة " فهذا الحديث غير صحيح بل قد قال الله تعالى (( وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ * إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ )) فأخبر الله تعالى إن الناس لا يزالون مختلفين إلا من رحم الله فإنهم لا يختلفون.
السائل : نعم.
الشيخ : نعم الخلاف إذا كان مبنيا على اجتهاد فإن الإنسان في سعة ومن رحمة الله أنه إذا حصل اختلاف مبني على اجتهاد فإنه لا يضر صاحبه أن يُخالف الحق عند الله بمعنى أن الإنسان إذا اجتهد في حكم مسألة وبذل جهده في الوصول إلى الحق ثم لم يوفق لإصابة الحق فإن الله لا يُعاقبه على ذلك ولا يأثم وهذا من رحمة الله أن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ من اجتهد من هذه الأمة فأخطأ الحق. نعم.
السائل : بارك الله فيكم. رسالة من الأخ أحمد حمدي مصري ..
الشيخ : والخلاصة.
السائل : تفضل.
الشيخ : الخلاصة أنه لا يصح أن نقول إن اختلاف الأمة رحمة بل اتفاقها هو الرحمة ولكن ها هنا مسألة وهي أنه إذا حصل خلاف بين طلبة العلم فهل يجوز أن يُجعل هذا الخلاف في الرأي والاجتهاد وسيلة إلى اختلاف القلوب وإلى تنافرها وتباغضها وإطلاق الألسنة بعضها في بعض؟ فالجواب لا، هذا لا يحل إطلاقا أن يُجعل الخلاف في الرأي الذي يسوغ فيه الاجتهاد سببا لهذا بل إن الحقيقة أن الرجل إذا خالفك بمقتضى الدليل عنده فإنه ليس مخالفا لك في الحقيقة لأن الكل منكما يريد الوصول إلى الحق فهو في اعتقادك على حق لأنه يلزمه أن يتبع ما دل الدليل عليه بمقتضى اجتهاده إذًا هو على حق فهو لم يُخالفك في الواقع ولهذا يقع خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم ولا يؤدي ذلك إلى اختلاف القلوب.
فالواجب على طلبة العلم إذا حصل بينهم خلاف فيما يسوغ فيه الاجتهاد والخلاف ألا يكون هذا الخلاف سببا لتباغضهم وتنافرهم وإطلاق ألسنة بعضهم في بعض بل يسأل الإنسان للجميع التوفيق للصواب هذا هو الواجب.
لكن بالنسبة للأخرين الذين يريدون أن يأخذوا بفتاوى هؤلاء العلماء المختلفين.
السائل : نعم يا شيخ؟
الشيخ : ماذا يكون موقف السائل إذا سأل فلانا فقال هذا حلال وسأل فلانا وقال هذا حرام فمن يقدّم؟ نقول أولا إذا سأل الإنسان عالما من العلماء الذين يؤخذ بفتواهم للثقة بعلمهم وأمانتهم فإنه لا يستفتي أحدا غيره لأنه إنما استفتى هذا العالم بناء على أن ما يقوله هو شرع الله فلا يذهب إلى عالم ءاخر يسأله اللهم إلا إذا كان قد استفتى هذا العالم استفتاء ضرورة بحيث ليس عنده من يسأله أعلم وأوْثق من هذا الرجل ثم هو ينتظر أن يصل إلى عالم ءاخر أعلم منه حتى يسأله فهذا لا بأس أن يسأل عالما ءاخر لأنه إنما استفتى العالم الأول ضرورة فهو بمنزلة أكل الميتة للمضطر إليها فإذا وجد المذكاة أكلها.
أما إذا سأله على أنه هو العالم الذي يدله على الحق وعلى الشرع وليس استفتاء ضرورة فإن العلماء يقولون من استفتى عالما ملتزما بما يقول معتقدا أنه الحق فإنه لا يحل له أن يسأل عالما ءاخر خلافا للمتلاعبين الأن الذين إذا سألوا عالما ولم يجبهم بما يهوون ذهبوا يسألون عالما ءاخر يتتبعون الرخص فإذا وجدوا من يُوافق هواهم أخذوا بقوله فإن هذا لا يجوز ولكن إذا كان الإنسان لم يستفت أحدا حتى الأن وأمامه علماء يعرف أنهم يختلفون فهل يسأل الأول أو الثاني؟ نقول يجب أن يسأل من يرى أنه أقرب إلى الصواب لغزارة علمه وقوة دينه وأمانته.
والخلاصة أن اتفاق العلماء هو الخير والرحمة فإذا لم يحصل ذلك واختلفوا فإنه لا يجوز أن يكون هذا الاختلاف سببا للعداوة والبغضاء وإطلاق ألسنة بعضهم في بعض هذا بالنسبة للعلماء.
بالنسبة للأخرين الذين يستفتون العلماء نقول إذا استفتيت عالما ترى أن ما يُفتي به هو حق لثقته في نفسك فلا تسأل عالما ءاخر.
وإن استفتيت عالما استفتاء ضرورة بحيث لا يكون في المكان عندك من هو أعلم منه وفي نيتك أنك إذا وصلت إلى العالم الذي هو أعلم استفتيته فلا بأس أن تأخذ بقول الأول حتى تجد العالم الذي ترى أنه أعلم وأوثق.
وأما قبل الاستفتاء إذا كان أمامك علماء متعدّدون فاستفت من ترى أنه أقرب إلى الصواب لغزارة علمه وقوة دينه فإذا أفتاك فخذ وإن تساووا عندك فأنت مخيّر بين هذا وهذا.
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم.