يوجد عندنا عادة غير محمودة و هي إذا حدث خصام بين الرجل و أخيه المسلم لا يكلمه لفترة طويلة و إذا قابله في طريق يرجع من طريق آخر و لا يكلمه و لا يلقي عليه السلام و إذا ذهب إلى المسجد للصلاة فوجد ذلك الرجل يؤم الناس لا يصلي في ذلك المسجد و يخرج فما نصيحتكم لهؤلاء ؟ حفظ
السائل : هذا المستمع محمد حسن من جمهورية مصر العربية كفر أبو حماج الشرقية ومقيم بالطائف يقول يوجد عندنا عادة غير محمودة وهي يا فضيلة الشيخ إذا حدث خصام بين الرجل وأخيه المسلم لا يكلّمه بفترة طويلة وإذا قابله في طريق ءاخر يرجع من طريق ءاخر ولا يكلّمه ولا يلقي عليه السلام وإذا ذهب إلى المسجد للصلاة فوجد الرجل الذي يُخاصمه يصلي إماما لا ينوي للصلاة خلفه بل يترك المسجد ويخرج فما نصيحتكم لمثل هؤلاء أفيدونا أفادكم الله وحفظكم الله وبارك الله فيكم؟
الشيخ : نصيحتنا لهؤلاء أن هؤلاء الذين تصل بهم الحال إثر الخصومات إلى ما ذكره السائل من الهجر والقطيعة والبغضاء والكراهية نصيحتنا لهم أن يتقوا الله عز وجل وأن يعلموا أن هذا من نزغات الشيطان (( إِنَّما يُريدُ الشَّيطانُ أَن يوقِعَ بَينَكُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ فِي الخَمرِ وَالمَيسِرِ )) وكذلك في غيرهما.
فعلى العبد أن يتقي الله عز وجل وألا يهجر أخاه المؤمن لعداوة شخصية لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم ( لا يحل لأحد أن يهجر أخاه المؤمن يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدؤ بالسلام ) .
نعم للإنسان أن يهجر أخاه ثلاثة أيام فأقل من أجل إعطاء النفس شيئا من الحرية في معاملة هذا الذي أساء إليه.
السائل : نعم.
الشيخ : أما ما زاد على ثلاث فإنه لا يحل هجره إلا لسبب شرعي مثل أن يكون هذا الرجل معلنا بالمعاصي والفسوق فيُهجر لعله يتوب إلى الله ويرجع إذا رأى أن المسلمين قد هجروه.
والواجب على العبد أن يصبر على طاعة الله وأن يصبر عن محارم الله وأن يضغط على نفسه في إقامة شرع الله عز وجل حتى لو قالت له نفسه لا تصل خلف هذا، لا تلق السلام عليه، لا تكلمه، إذا وجدته في طريق فانصرف إلى طريق ءاخر وما أشبه ذلك فليعصي نفسه وليقم بما أوجب الله عليه.
وإذا علم الله منه حسن النية وقصد الحق فإن الله تعالى يعينه على ذلك ويُخفف عليه الأمر. نعم.
السائل : بارك الله فيكم يا فضيلة الشيخ.